لنتذكر معركة الخفجي
بقلم: د. فاطمة العازمي
النشرة الدولية –
تضمنت حرب تحرير الكويت من الاحتلال العراقي الغاشم عدة معارك بدأت في يوم 17 يناير 1991 وانتهت بتحرير الكويت في 26 فبراير1991 تخللتها العديد من المعارك والمواقف واجب علينا ذكرها وعدم إغفالها ونسيانها، كما ينبغي علينا أن نرويها لأبنائنا ولأجيالنا القادمة وتبقى ثابتة في الذاكرة لما لها من معان وعبر كثيرة.
فمن المعارك المشهورة والواجب ذكرها والتركيز عليها هي «معركة الخفجي» عنوان التلاحم الخليجي والبسالة والشجاعة والقتال الشرس الذي دار بين قوات النظام العراقي البائد وشارك فيها مشاة لواء الحرس الوطني السعودي مدعمة بسرية مشاة آلية قطرية في معركة قصيرة وشرسة للغاية.
ونستذكر هنا قول قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات الفريق الأمير خالد بن سلطان آل سعود الذي وصف المعركة قائلا «إن معركة الخفجي تعتبر المعركة الوحيدة في حرب تحرير الكويت»
لقد تحركت القوات القطرية والسعودية آنذاك ودخلت في معركة شرسة وقامت هذه القوات الباسلة بعمل جبار وضغطت على القوات العراقية إلى أن انسحبت تجر أذيال الخيبة.
نستذكر اليوم بكل فخر واعتزاز تفاصيل تلك المعركة والتي تصادف ذكراها التاسع والعشرين من يناير، عندما شعرت قوات النظام العراقي البائد بعجزها الشديد أمام الضربات الجوية المتتالية والموجعة التي شنتها قوات التحالف لتحرير الكويت، فعمدت للقيام بعملية عسكرية متهورة يشوبها اليأس محاولة جر قوات التحالف إلى قتال بري بعد فشلها الذريع في التصدي للعمليات الجوية ولكنها كانت حيلة فاشلة لم يحقق بها نظام صدام البائد أي انتصار سياسي أو معنوي، حيث جاءت النتيجة عكس ذلك تماما وتكبدت فيها القوات العراقية الغازية خسائر في الأرواح والمعدات نتيجة للاستبسال السعودي والفزعة القطرية الشجاعة والتي عبرت عن تلاحم خليجي معهود عرفناه عهد آبائنا وأجدادنا الأوائل ولازال.
وحقق سمو الأمير الفريق خالد بن سلطان آل سعود قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات مقولة الروائي ليو تولستوي الشهيرة في روايته «الحرب والسلام» والتي قال فيها «إن قوة كل جيش تكمن في روحة المعنوية» وهذا ما تحقق في هذه المعركة الخالدة حيث تم تطهير مدينة الخفجي من العدو بالكامل وبروح معنوية عالية لهؤلاء الأبطال..
وختاما نقول إن معركة الخفجي كانت أول اختبار ميداني فعلي للتنسيق العسكري لدول مجلس التعاون الخليجي، وبمشيئة العلي القدير يستمر هذا التنسيق ويرتقي لأعلى المستويات، ولسان حالنا يقول «خليجنا واحد ومصيرنا واحد».