أصحاب السيارات الفارهة اصمتوا .. فصمتكم عبادة
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
ارتفع عدد المتفلسفين المتفزلكين المنتقدين لأي قرار تتخذه الحكومة، فخلال الايام الماضية تقاطروا بشكل غير مسبوق وانتشروا في المواقع الإلكترونية وعبر وسائل التواصل الإجتماعي، ولكل منهم سبب يسوقه ويروج له لعدم وجوب تقليص ساعات الدوام يوم الأربعاء ورفضهم لعطلة الخميس، وحجة هؤلاء أن العطلة لا يجب أن تكون للجميع بل لمن لا يستطيعوا الوصول لمواقع العمل، وهي دعوة في ظاهرها الخوف على العمل وفي باطنها توزيع طبقي مقيت للمجتمع الذي لا يملك غالبيته العظمى طُرق سهلة للوصول لمراكز العمل التي ستكون مقتصرة على من يملكون سيارات الدفع الرباعي “4*4”.
ويقطن من تبنوا هذه الدعوة في أماكن قريبة من مراكز أعمالهم وقد لا يفصلهم عنها إلا شارع، وغالبيتهم العُظمى يعمل لديهم سائقين وقد يكون معهم حُراس شخصيين، فهولاء الذين لا يسكنون بيننا ولا يعلمون حجم المعاناة التي يتكبدها العاملون في الأيام المشمسة الصافية للوصول لموقع عملهم في الوقت المحدد، هؤلاء يُريدون لجميع فئات الشعب أن يعملوا مهما كانت الظروف تحت شعار التنمية الإقتصادية، ولم يولي هؤلاء حياة المواطنين التي أصبحت مهددة بسبب صعوبة التنقل أي أهمية في ظل الاحوال الجوية الخطيرة حالياً، كون هؤلاء يعتقدون ان خدمتهم وخدمة مصالحهم أمر مقدس يوجب الموت لأجله لذا يجب أن يتوافد العاملون لمواقع العمل مهما كان الثمن “حسب فكرهم”.
هم أصحاب رأس المال الذين لا يفكرون إلا بذاتهم وزيادة ثرواتهم، فنحن في عصر الفوضى حيث يختفي أصحاب الرؤى السليمة ولا يتم الترويج لفكرهم ويتم الاستعاضة عنهم بالفكر السقيم الذي ينشره الأثرياء، كونه أقرب لجلب المال والإستغلال لمن ينشروه، فهذا يهاجم قرار يخفف من وطأة الفقر ويرحم الكثيرين من السير تحت الثلج المُتساقط، ولا يُدرك الأثرياء ان بعض العاملين سيقطعون مسافات طويلة لبيوتهم سيراً على الأقدام، او سيتجمد المحظوظين منهن في سيارتهم من شدة البرد كما حصل في سنوات سابقة، حين عاد العديد من الموظفين إلى مواقع عملهم لقضاء الليل هناك بسبب قرارات مقيدة من رأس المال، دون أن يهتز لأصحاب الشركات جفن ولم يكلفوا أنفسهم حتى بالإتصال للإطمئنان على الموظفين.
آخر الكلام
نقول لهؤلاء الذين لا نعلم ماذا يريدون، فبعض أصحاب رأس المال يدفعوننا للإرتماء بالحضن الصهيوني لأجل مصالحهم، وآخرون يدفعوننا للموت على جنبات الطرق لزيادة ثرواتهم، في وقت لا يملك جميع الشعب سيارات دفع رباعي فخففوا حقدكم على هذا الشعب واصمتوا فصمتكم عبادة.