ريان سيمفونية الحلم العربي
بقلم: صالح الراشد
"خذوا فالها من أطفالها" سنعود أمة عظيمة
النشرة الدولية –
ترفض الشعوب العربية السقوط في بئر الخذلان والهوان، فتنهض من فترة لأخرى بتمسك أبنائها بأمال صغيرة تنير الدرب الحقيقي للرفعة واستعادة المكانة، هي أمال صغيرة لكن الغريب ان من يصنعها هم الأطفال الصغار وليس رجال السياسة الذين استهلكتهم مواقف الرفض والقبول، وترفضهم الشعوب التي عانت من سوء إداراهم لسنوات طوال، ولا رجال الإعلام متقلبي المواقف ولا أبطال الخنادق الذين حملوا أرواجهم على أكفهم، هي الآمال التي تنمو بسرعة الصاروخ وتنتشر في الأمة الباحثة عن النهوض بقوة أطفال صنعوا الحاضر والمستقبل، هم أطفال قد تكون الصدفة من حولتهم لأيقونات وقد تكون مواقفهم التاريخية جعلتهم أبطال.
لذا لن تسقط الأمة العربية مهما فعل أعدائها، وستنهض من جديد بفضل أطفال تعلموا معاني القومية والوطنية، فالطفل الكويتي محمد العوضي تحول إلى استاذ مع مرتبة الشرف في النضال والموقف القومية برفضه لقاء صهيوني في لعبة التنس الأرضي، ليجتمع حوله شرفاء العرب لترتفع صورته في شوارع عديد الدول الحرة، لتترسخ في قلوب وعقول الشرفاء الذي استمدوا الأمل من طفل بأن القادم أفضل، فيما لا تزال صورة الطفل الفلسطيني براء سليمان عالقة في أذهان الشرفاء، وهو يودع جثماني والدة وشقيقه اللذين ارتقيا للسماء بقصف صهيوني، ومعه انهارت الدموع كالأنهار من عيون تبحث عن الحرية لفلسطين وشعبها.
ولا تزال صورة الفلسطيني محمد الدرة تُصيب الشرفاء بالألم والقهر من قصر أياديهم عن تقديم المساعدة، كما أنهكت الشرفاء صورة الطفل السوري آلان كردي النائم للأبد على رمال المتوسط وحرقت أكبادهم، ، وارتقى بحلم الأمة الطفل التونسي محمد حميدة الذي رفض استكمال مشاركته في بطولة العالم بالشطرنج حتى لا يقابل لاعب صهيوني، وأخيراً إرتج العالم العربي مع الطفل المغربي ريان حبيس الجُب العميق لأيام طوال، غاب فيها النوم عن عيونه وعيون مئات الملايين من العرب الذي رفعوا أكفهم للسماء بالدعاء لله أن يُنقذ الطفل وأطفال الأمة، واحتفل العرب من المحيط إلى الخليج بخروجه سالماً ثم أصابتهم الصدمة ورافقهم الأسى حين انتشر خبر وفاته، ليكون هذا الفرح والألم رسالة تبين أخوة العرب وتماسكهم.
لقد تحول أطفال الأمة إلى أيقونات بغرسهم الأمل بوحدة القلوب العربية وتعلقها بقضايا الأمة، ليسقط الأطفال إتفقيات ومعاهدات مضى عليها عقود وقرون خطتها أقلام رجال السياسة، فقلوب الأمة التي تعلقت بريان أعادت لهجها بالدعاء لأبناء فلسطين القابضين على الجمر والمتسكين بالحلم، ليسقط الثنائي سايس وبيكو ومن يسير على خطاهم ليبدأ الكثيرون بالتخلي عن عبادة الحدود، ليجعلنا أطفال الأمة نستعيد المثل العربي الكويتي “خذوا فالها من أطفالها” لذا سنعود أمة عظيمة، وسنستعيد الكلمات الخالدة للشاعر فخري البارودي حين صدح:
بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان
ومن نجد إلى يمن إلى مصر فتطوان
لسان الضاد يجمعنا بغسان وعدنان
فلا حد يباعدنا ولا دين يفرقنا.