المعارضة الاسرائيلية تتهم نتنياهو بتضخيم قضية أنفاق حزب الله لحجب الأنظار عن فساده
جيش الاحتلال يستعد للتوغل في الأراضي اللبنانية في المستقبل القريب
النشرة الدولية –
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي الثلاثاء، أنه يستعد للتوغل في الأراضي اللبنانية في المستقبل القريب، بزعم العمل على تدمير أنفاق مزعومة حفرها حزب الله في السنوات الأخيرة. وأن جيش الاحتلال بدأ عملية التدمير والبحث عن أنفاق تمتد على فلسطين 48. وقد اتهم رئيس كتلة المعارضة البرلمانية الأكبر، النائب يوئيل حسون، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بأنه يستخدم الجيش لتضخيم القضية أمام لبنان، بهدف التغطية على قضايا الفساد التي تلاحق نتنياهو.
وقال الناطق بلسان جيش الاحتلال رونين منيليس في بيان له أمس، إن ما أسماها جيش الاحتلال “عملية درع الشمال”، بزعم أنها للكشف ولتدمير أنفاق حفرها حزب الله اللبناني في السنوات الأخيرة، ستستمر عدة أسابيع وستنتقل إلى الأراضي اللبنانية، ما يعني التوغل بالاراضي اللبنانية، وقال، “قد يتم تدمير الأنفاق في أماكن أخرى. وعلينا الاستعداد لأي خيار، يهدف الى تدمير الأنفاق، وبعضها لن تكون في أراضينا”. وأضاف أن ما يجري، حاليا “حفر معقد جدا وهي عملية طويلة جدا. ويجري الحفر داخل الصخر، وتوجد فيها أجهزة تهوية، وإضاءة وهي على ارتفاع يتيح للإنسان بأن يمشي منتصبا”.
وقال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في تصريحات إعلامية، “إننا فخورون بضباط وجنود الجيش بسبب العمليات المعقدة والنجاحات العملانية منذ المراحل الأولى للعملية. وإن من يحاول المس بدولة إسرائيل، سيدفع ثمنا كبيرا”. وهدد قائلا، “نعمل بحزم ومسؤولية على جميع الجبهات في آن واحد. وسنواصل القيام بعمليات أخرى، مكشوفة وسرية، من أجل ضمان أمن إسرائيل”.
وأعلن جيش الاحتلال في وقت سابق، أن قواته على تنفيذ “خطوات عملانية وهندسية استمرار لكشف نفق بصدد تدميره”. وحسب مزاعم جيش الاحتلال فقد “تم حفر النفق من داخل بيت في جنوب قرية كفركلا. وقد بني منذ نحو عامين، وأنه يمتد بقرابة 200 متر، وأن 40 مترا في الأراضي الاسرائيلية”. وحسب جيش الاحتلال، فإن هذا النفق “مختلف عن أنفاق غزة، يحفرون في الصخر والصخر هو البطانة. ويوجد في النفق كهرباء وأجهزة اتصال”.
واتهمت المعارضة البرلمانية الإسرائيلية نتنياهو، بأنه يعمل على تضخيم القضية امام لبنان، بهدف حجب الأنظار عن قضايا الفساد التي تلاحقه. وقال النائب يوئيل حسون، الذي هو أيضا عضو لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، إن “المعارضة تطالب بأجوبة. هل هذه عملية درع الشمال أم عملية درع الواقي لنتنياهو؟” في إشارة إلى ثلاث توصيات قدمتها الشرطة بمحاكمة نتنياهو في ثلاث قضايا فساد، آخرها تم تقديمها يوم الأحد الماضي.
واستخف حسون بالضجة الإعلامية الخالية، وقال، إن “صراخا تعالى في وسائل الإعلام تدعي أن إسرائيل في أوج عملية عسكرية. ويطرح السؤال: هل هذه العملية وتوقيتها عشوائي؟ أم أنه يوجد هنا ’توقيت شفاف’ يحرك التركيز من الملف 4000 من أجل تعزيز صورة سيد الأمن نتنياهو؟”.
في حين نقلت صحيفة “معاريف”، عمن وصفته بـ “مسؤول إسرائيلي مطلع على عملية الجيش”، قوله، إن “ما يتم فعله غالبا هو ضخ الإسمنت إلى داخل النفق. وفي الجيش الإسرائيلي أجروا حسابات، بحيث يتم ضخ الإسمنت بكمية مدروسة كي لا تتجاوز الحدود، وعندها يدعي حزب الله أننا نخرق السيادة، وذلك على الرغم من أنه واضح أن الحزب هو الذي يخرق سيادتنا”. وقال، “على ضوء حقيقة أنه لم تكن هناك أية حاجة ملحة لتنفيذ هذه العملية في الوقت الحالي. ما يعني أن هذه ليست عملية عسكرية، وإنما حملة علاقات عامة”.
ولكن حسب وسائل إسرائيلية، فإن التشكيك في أهداف هذا العدوان، تمدد لصفوف الائتلاف الحاكم، إذ حسب ما نشر، فإن قسما من وزراء الطاقم الوزاري للشؤون العسكرية والسياسية “الكابينيت”، ينتقدون التهويل والمبالغة لهذه العملية، خاصة وأن الجيش قال خلال اجتماع سابق للكابينيت إن هذه عملية ليست ملحة وبالإمكان تأجيلها.
إلا أن الناطق بلسان جيش الاحتلال دافع عن توقيت العملية، وقال زاعما، إن التوقيت اختير منذ فترة، وأن “قرار الحفاظ على سرية العملية العسكرية كان هدفه مفاجأة حزب الله، وتوقيت تنفيذها جاء بعد أن أثمرت الظروف الاستخباراتية والتكنولوجية وبعدما علمنا أن الأنفاق تتوغل إلى الأراضي الإسرائيلية. وهذه ليست عملية عسكرية تمت المصادقة عليها”.