الفلسطينون يُقتلون والعالم في غيبوبة
بقلم: صالح الراشد

النشرة الدولية –

يُقتلون كل يوم دون ذنب، يُقتلون في وضح النهار وبكل بشاعة، يُقنلون لأنهم يقولون هذه فلسطيني وطننا، يُقتلون لأنهم لم يخرجون منها صوب البلاد البعيدة، يُقتلون دون أن يهتز جفن لقاتليهم ومحتليهم، يُقتلون دون أن نجد رد فعل من المُنظات الدولية التابعة للكيان الصهيوني أكثر من تبعيتها لبرامجها، يُقتلون ولا بواكي لهم إلا أبناء جلدتهم ومن مُقل أشرف الإنسانية، يُقتلون لتطبيق النظرية الصهيوني بأن أفضل فلسطيني هو الميت، وربما انتقلت عدوى هذه النظرية للعديد من الدول العربية والغربية، فأصبح الدم الفلسطيني مُستباح.

هم ثلاثة شباب في مقتبل العمر، يحلمون بحياة آمنة في وطنهم ويبحثون عن تحويل الأمل لواقع، ثلاثة رجال من كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح، ثلاثة رجال لكل منهم من إسمه نصيب، فهذا الشهيد أشرف المبسلط وهو الشرف الفلسطيني الذين لن يُضام ولن يُستباح،  وبجواره أدهم مبروك الأسمر خليل الليل المبارك،  وذلك المضرج بدمائه محمد الدخيل يحمل أعز الأسماء، كلها أسماء نخوة وشرف وكرامة وعزة، جميعها أسماء تبحث عن الحرية والتحرير من آخر رموز الإستعمار في الكرة الأرضية.

كغيرهم من شباب فلسطين كانوا مشاريع شهداء يمشون على الأرض، واليوم تم إنجاز المشاريع وأصبحوا شهداء تُنبتُ الأرض من دمائهم أبطال آخرين، تم اغتيالهم بعملية إجرامية وصفها الصهاينة بإستباقية، ووصفتها فتح والسلطة الفلسطينية بعملية إعدام، ووصفها الشرفاء والأحرار بأنها جريمة ضد الإنسانية، ويعتبرها الغرب المتوحش خطوة لصناعة الأمان والسلام بالخلاص من رجال فلسطين، ويعتبرها المُطبعون خطوة إيجابية لتأمين مسيرتهم مع المُغتصب الصهيوني.

قُتل ثلاثة رجال فلسطينين، ولم نجد تحرك للأمم المتحدة التي أصبحت مجرد غطاء لعمليات الإجرام الصهيوني، ولم نسمع صوتاً للمحكمة الجنائية الدولية المستهترة بالدم الفلسطيني، ولا حتى للجامعة العربية وكأن لغتها تغيرت وأصبحت عبرية، ولم تتحرك منظمة التعاون الإسلامي وكأنهم تحولوا إلى متعاونين لفرض الهيمنة الصهيونية، لم يتحرك أحد لحماية شعب فلسطين، فهل يرى العالم بأن الشعب الفلسطيني حمل زائد في هذا العالم؟، وهل يعتقدون أن دمائهم حلال مستباحة للصهيوني المستعمر؟، وهل ضاعت المعايير الحقيقية لمعاني الإنسانية؟، وهل أصبحت جميعها منظمات للقهر والعبودية ونصرة الصهيونية.؟

فلسطين يا هؤلاء لن تسقط وقضيتها لن تموت، ففي كل بيت شهيد أوأسير، وكل شارع يحمل إسم بطل صُنع في فلسطين، وفي كل مدرسة طلاب للشهادة قبل العلم، فهل تعتقدون ان شعب كهذا سيفني وينتهي ويتخاذل عن حماية وطنة، نعم فلسطين محتلة من البحر للنهر وستعود حرة من البحر للنهر، هي سنوات يقضيها الصهاينة في فلسطين كما فعل غيرهم، هي حصة من الدم النقي الطاهر سيحصلون عليها، هي هزيمة ستحيق بهم ويخرجون كما غادر غيرهم مطأطئين الرؤوس أذلاء، فهذا فلسطين تنصر لأبنائها وتهزم أعدائها وستتحرر كما هو العهد والوعد.

 

زر الذهاب إلى الأعلى