إيران تزوّد حزب الله بتكنولوجيا صواريخ انشطارية.. والحزب يطلق طائرات مسيرة باتجاه إسرائيل

كشف مصدر إيراني أن طهران سلمت «حزب الله» اللبناني أخيراً تكنولوجيا الصواريخ والمسيرات الانشطارية، وهي تقنية معروفة تقول إيران إنها طورتها واختبرتها جزئياً على الدفاعات الإسرائيلية، خلال المواجهات التي جرت بين فصائل فلسطينية وإسرائيل العام الماضي.

وقال المصدر، الذي يعمل في «جامعة الإمام حسين»، التابعة للحرس الثوري، إنه يمكن عبر هذه التقنية تصنيع صواريخ أو مسيرات مفخخة، تحمل عدة رؤوس، ولديها أنظمة إلكترونية خاصة بها وبمجرد أن تستشعر انكشافها من أنظمة رادار العدو ينشطر الصاروخ إلى عدة رؤوس، ويتحول عملياً إلى عدة صواريخ تربك الأنظمة الدفاعية.

وأوضح أن ما طوره الإيرانيون، تحديداً، هو أنهم استطاعوا زيادة نظام المناورة على الصواريخ التي بات بإمكانها تغيير اتجاهها خلال بضعة ثوانٍ، علماً أن أنظمة الدفاع الإسرائيلية مبنية على أساس رصد سير حركة الصاروخ واصطياده في مساره.

وتعليقاً على تصريحات الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصرالله، أمس الأول، بأن حزبه بات يمتلك مصانع للمسيّرات على الأراضي اللبنانية، قال المصدر، إن أفواجاً من المهندسين التابعين للحزب الذين تلقوا تدريبهم في إيران باتوا مستعدين للعمل حتى من دون خبراء إيرانيين، متحدثاً عن طفرة في التمويل والمساعدات لحزب الله بعد وصول الرئيس ابراهيم رئيسي إلى السلطة، إذ إن حكومة سلفه حسن روحاني كانت تعرقل وصول أموال إيرانية مرصودة له.

وكان حزب الله قد اطلق في الأيام الأخيرة مسيرات عدة باتجاه إسرائيل، أسقطت تل أبيب بعضاً منها، فيما استطاعت إحداها العودة إلى الأراضي اللبنانية بالرغم من تشغيل القبة الحديدية، وتحليق مروحيات ومقاتلات F16 لمواجهتها.

وقال مصدر مطلع لـ “إيلاف” إنَّ الخطر من المسيرة كان على ما يبدو كبيراً، إذ لم يسبق لإسرائيل أن أطلقت مقاتلات أو مروحيات في وضع مماثل، مثلما لم يسبق أن شغلت القبة الحديدية للتصدي لهذا النوع من المسيرات.

وأضاق أن الرد الإسرائيلي اللاحق، والذي تمثل بتحليق الطيران الإسرائيل فوق الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، مخترقاً جدار الصوت، لم يأت صدفة، إنَّما كان رداً غير متناسق ومبالغ فيه، كرسالة من إسرائيل للحزب أنها لن تتهاون معه في أي مواجهة مستقبلية.

وكان حزب الله قال على لسان بعض من المقربين منه إن اطلاق المسيرة وعودتها يمثل انتصاراً للمقاومة وإحراجاً لإسرائيل وجيشها المتطور، إذ أن مسيرة صغيرة استطاعت أن ترغم قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي على إعلان الاستنفار العام لساعات طويلة.

اللافت أن حزب الله لم يطلق الصواريخ المضادة للطائرات من نوع سام 7 أو اس 200، بالرغم من تلويح الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله سابقاً بذلك. ويبدو أنه لم يفعل لخشيته من رد أكبر يدخل لبنان في أزمة جديدة يفقد الحزب فيها ما تبقى له من مصداقية “المقاوم” و”حامي لبنان”، بحسب ما يقول مسؤول لبناني رفيع.

الى ذلك، تقوم إسرائيل في الآونة الاخيرة بتطوير تقنيات ليزر وتكنولوجيا متطورة لمواجهة المسيرات الصغيرة والتي تحمل متفجرات، وتقليل كلفة مواجهتها بصواريخ القبة الحديدية، واصطياد مثل هذه المسيرات بطرق أخرى أقل كلفة مالية، وتجنيب المنطقة تصعيداً آخر قد يؤدي في حال أي خطأ إلى حرب شاملة في المنطقة، كما تقول مصادر تتابع الشأن اللبناني.

وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى