الرئيسان الفرنسي والروسي يتفقان على القيام بكل ما يمكن للتوصل العاجل إلى وقف لإطلاق النار في شرق أوكرانيا

الرئيس الروسي يتحدث عن إستفزازات أوكرانية والرئيس الأمريكي مستعد للقائه

اتفق الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والروسي فلاديمير بوتين الأحد خلال مكالمة هاتفية، على القيام بكل ما يمكن للتوصل بشكل سريع إلى وقف لإطلاق النار في شرق أوكرانيا، حسبما أعلنت الرئاسة الفرنسية مشيرة إلى مساع لعقد اجتماع لمجموعة الاتصال الثلاثية التي تضم أوكرانيا وروسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. ومن جهته، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن بايدن مستعد للقاء بوتين “في أي وقت وبأي صيغة إذا كان ذلك يسمح بتجنب حرب” في أوكرانيا.

أعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون والروسي فلاديمير بوتين قد اتفقا الأحد على القيام بكل ما يمكن للتوصل بشكل سريع إلى وقف لإطلاق النار في شرق أوكرانيا.

وأضاف قصر الإليزيه أن الرئيسين توافقا أيضا خلال مكالمتهما الهاتفية، على “ضرورة إعطاء الأولوية لحل دبلوماسي في الأزمة الحالية والقيام بكل ما يمكن للتوصل إلى ذلك”، وأن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان “سيلتقي نظيره الروسي” سيرغي لافروف “في الأيام المقبلة”.

كما توافق الرئيسان على القيام “بعمل كثيف للسماح بعقد اجتماع لمجموعة الاتصال الثلاثية في الساعات المقبلة بهدف الحصول من كل الأطراف المعنيين، على التزام بوقف لإطلاق النار على خط الجبهة”. وتضم مجموعة الاتصال المذكورة أوكرانيا وروسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في إطار اتفاقات مينسك التي وقعت العام 2015 في محاولة لتسوية النزاع في شرق أوكرانيا بين كييف والانفصاليين الموالين لموسكو.

وأضافت الرئاسة الفرنسية أنه في محاولة لوقف التصعيد على حدود أوكرانيا، حيث تحشد روسيا 150 ألف جندي على أراضيها وفي بيلاروسيا، بحسب الغربيين، “سيتم القيام بعمل دبلوماسي مكثف في الأيام المقبلة”، وخصوصا في باريس “حيث تجري مشاورات عديدة”.

ودعا ماكرون وبوتين أيضا إلى استئناف المحادثات في إطار آلية نورماندي بين روسيا وأوكرانيا وفرنسا وألمانيا، كون باريس وبرلين وسيطتين في تنفيذ اتفاقات مينسك. وأوضح الإليزيه أن هذه المباحثات يجب أن تستأنف “على أساس الاقتراحات التي تقدمت بها أوكرانيا في الأيام الأخيرة”. وتوافق الرئيسان على مواصلة الجهود في محاولة لعقد “لقاء على أعلى مستوى يهدف إلى تحديد نظام جديد للسلام والأمن في أوروبا”.

كما أعلن الإليزيه أن ماكرون سيجري محادثات “خلال الساعات المقبلة” مع المستشار الألماني أولاف شولتز والرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن الأزمة الأوكرانية، في أعقاب مكالمة هاتفية بين ماكرون ونظيره الروسي فلاديمير بوتين. وقالت الرئاسة الفرنسية إن ماكرون قد يجري محادثات أيضا مع رئيسي الوزراء البريطاني بوريس جونسون والإيطالي ماريو دراغي وكذلك مع “شركاء مقربين آخرين”.

في المقابل، اعتبر بوتين خلال مكالمته الهاتفية مع ماكرون أن “الاستفزازات” الأوكرانية تؤدي إلى تصعيد المعارك مع الانفصاليين في شرق البلاد، مشيرا إلى عزمه على “تكثيف” الجهود الدبلوماسية لحل النزاع. وبحسب الكرملين، فإن بوتين طالب أيضا أثناء هذه المكالمة، بأن يأخذ حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة المطالب الأمنية الروسية “على محمل الجد”، في خضم الأزمة الحالية بين موسكو والدول الغربية.

وكرر بوتين لماكرون “نيته سحب قواته” من بيلاروسيا “حين تنتهي المناورات المستمرة” في هذا البلد، وفق ما أفاد الإليزيه مضيفا: “ينبغي التحقق من كل ذلك، هذا الأمر قد يستغرق بعض الوقت”، مع “الملاحظة أن تصريحات سلطات بيلاروسيا” التي أكدت بقاء القوات الروسية “لا تنسجم مع تصريحات الرئيس بوتين”.

بدوره، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحد إلى استئناف المفاوضات مع روسيا تحت رعاية منظمة الأمن والتعاون في أوروبا وإعلان “وقف إطلاق نار فوري” في شرق بلاده، بعد مكالمة هاتفية مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وكتب زيلينسكي في تغريدة “نطالب بالدعوة العاجلة لاجتماع للمجموعة الثلاثية (أوكرانيا وروسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا) وإعلان وقف إطلاق نار فوري”.

الرئيس الروسي يتحدث عن الاستفزازات الأوكرانية

اعتبر الرئيس الروسي فلاالاستفزازات الأوكرانيةديمير بوتن، “الاستفزازات الأوكرانية” تؤدي إلى تصعيد المعارك مع الانفصاليين في شرق أوكرانيا، مشيرا إلى عزمه تكثيف الجهود الدبلوماسية لحل النزاع.

وجاء حديث بوتن أثناء مكالمة مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأحد، بشأن تطورات أزمة أوكرانيا.

وبحسب الكرملين، فإن بوتن طالب أيضا أثناء هذه المكالمة بأن يأخذ حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة المطالب الأمنية الروسية “على محمل الجد”، في خضم الأزمة الحالية بين موسكو والدول الغربية.

وقال الكرملين في بيان إنه “تم التعبير عن مخاوف جدية لناحية التدهور الكبير للوضع على خط الجبهة في دونباس”، مضيفا أن بوتن “اعتبر أن استفزازات قوات الأمن الأوكرانية هي مصدر التصعيد”.

واعتبر الرئيس الروسي أيضا أن تسليم الدول الغربية أسلحة حديثة وذخائر للقوات الأوكرانية “يدفع كييف نحو حل عسكري” في نزاعها مع الانفصاليين الموالين لروسيا، المستمر منذ عام 2014.

وتابع بوتن: “كييف لا تفعل سوى تقليد آلية مفاوضات وترفض بتعنت تطبيق اتفاقات مينسك” الموقعة عام 2015، التي يفترض أن تحل النزاع.

وقال الكرملين: “نظرا لإلحاح الوضع، أقر الرئيسان (الروسي والفرنسي) بأنهما اتفقا على تكثيف البحث عن حلول عبر السبل الدبلوماسية”، إذ إن الهدف هو “تسهيل إعلان وقف إطلاق النار وضمان إحراز تقدم من أجل حل النزاع”.

وجدد بوين أيضا التأكيد على “ضرورة أن تأخذ الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي على محمل الجد مطالب روسيا بشأن الضمانات الأمنية والاستجابة إليها بشكل ملموس وجوهري”.

وتطلب روسيا التي يتهمها الغرب بأنها تحشد 150 ألف جندي على الحدود مع أوكرانيا استعدادا لغزوها، الحصول على تعهد من كييف بأنها لن تنضم إلى حلف شمال الأطلسي، ووقف التعزيزات العسكرية للحلف على حدودها، لكن الدول الغربية رفضت هذه المطالب.

زر الذهاب إلى الأعلى