ضرب الوزيرة الماليزية
بقلم: أحمد الصراف

النشرة الدولية –

أدلت نائبة وزير شؤون المرأة في ماليزيا، السيدة زيلة يوسف، التي تنتمي لأكثر دولة إسلامية تقدما، إضافة لتركيا، بتصريحات مثيرة للجدل، قبل أيام قليلة، وكأنها تقرر تطبيق المثل الشعبي القائل: «المرأة عدوة نفسها»، حيث أغضبت مواطناتها بتصريحاتها التي نصحت فيها الرجال بضرب زوجاتهم «العنيدات»، ولكن «برفق»، مدعية أن ذلك «من أجل تأديبهن على السلوك الجامح وردعهن عن السلوكيات المستفزة للزوج. ولم تتبرع الوزيرة بإعطاء شرح عما تعنيه بكلمة «رفق»، فهل ستصدر جدولا يبين «درجات الرفق»، تبعا لوزن الرجل الزوج أو ضخامة كفه، وقوة عضلاته، مقارنة بحجم الزوجة وعمرها مثلا؟».

كما خيرت الوزيرة الرجال، في حال لم تستجب النساء لعامل الضرب، بهجرهن ثلاثة أيام، قائلة: «الهجر إذا كانت الزوجة لا تزال ترفض النصح أو تغيير سلوكها، فيمكن للزوج تجربة الضرب برفق لإظهار صرامته».

كما حثت نائبة الوزير، وهي تنتمي للحزب الإسلامي الماليزي، النساء على التحدث إلى أزواجهن فقط عندما يأذنون لهن، وذلك من أجل كسبهم، وقالت: «تحدثن إلى أزواجكن عندما يهدؤون وينتهون من الأكل ويصلّون ويصبحون مرتاحين، وعندما تردن التحدث معهم عليكن طلب الإذن أولا».

***

لست ضد تصريحات هذه المسؤولة الماليزية، التي ستجد صداها «الحسن» لدى شريحة لا بأس بها من مجتمعنا المتخلف، ولا يعني ذلك ابدا اتفاقي معها، بل أعطيها العذر فهي ابنة بيئتها وما تعلمته في مدارس دولتها، يوما بعد الآخر!

وبدلا من مهاجمتها والمطالبة باستقالتها أو إقالتها، فإن علينا البحث عن المصدر الذي استقت منه الوزيرة «ثقافة ضرب الزوجة»، والسعي بقوة، وليس بتراخ، لتعديل المناهج ولغة الخطاب الديني، فإذا كان هذا رأي المرأة الماليزية، المستنيرة، في اختها المرأة، فماذا تركت للمرأة الكويتية او المصرية أو الباكستانية أو الأفغانية؟

***

في مقابلة تلفزيونية حضرها جمع من الشباب، قال الداعية محمد العريفي بأن بنية الرجل أقوى من المرأة، لذلك قد يؤدب الرجل المرأة، أي زوجته، بالضرب، وهي تؤدبه بالبكاء، فيحصل على ما يريد منها، وهي تحصل على ما تريد بالبكاء والعاطفة.

ولو ضربنا «دابة»، فإننا نقصد إيلامها لكي تطيعنا، فالدابة «لا تفهم» الكلام الطيب، ولا تفهم إلا بالضرب، والحمار لا يفهم إلا بالضرب!!

وأترك الباقي عليكم.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى