العالم يغلي.. ومركز إدارة الأزمات
بقلم: أسرار جوهر حيات

النشرة الدولية –

العالم يغلي من حولنا، روسيا غزت أوكرانيا، هل يتدخل الناتو أم لا، هل تشارك الولايات المتحدة أم لا، هل نحن على أعتاب حرب عالمية ثالثة؟ هل العالم أمام تهديد نووي؟!

كل ما سبق وأكثر أحداث وتساؤلات يعيشها العالم برمته، جراء تداعيات ما يجري بين روسيا وأوكرانيا، إلا ان مجلس الوزراء الموقّر اجتمع اجتماعاً استثنائياً، ليخرج لنا ببيان ملخص فحواه ان المجلس اطلع على شرح قدمه وزراؤه.. دون أن يطلع الشعب على فحوى ما شرحه الوزراء.

وقبل كل نقاش هنا، يجب أن نعي تماماً، اننا دولة مستوردة لكل شيء، كل احتياجاتنا من الخارج، كل ما نأكل ونلبس ونستخدم هو من دول أخرى، بينما نحن لا نصدر سوى النفط، الذي قد يكون انتعش مؤخراً جراء الحرب، لكن بالمقابل كل ما سنستورده سيرتفع كذلك للسبب نفسه، وليس هنا مربط الفرس.

بل مربطه، اننا مازلنا دولة مستهلكة، لم تستطع أن تحقق أمنها الغذائي الذاتي، فحتى لو كنا بمأمن عن أسلحة الحرب ودباباتها وجيوشها، فكيف سنصمد ونلبي احتياجاتنا الاساسية التي نستوردها من دول بلا شك ستتأثر تباعاً من الحرب، ليأتي مشهد اليوم ويؤكد اننا أخفقنا في تحقيق الأمن الغذائي رغم كل المزارع التي توزع يميناً ويساراً، والتي من الأساس كان الهدف منها تحقيق هذا الأمن!

ورغم ان لدينا الصندوق الوطني لدعم وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة بميزانية ملياري دينار كويتي، فانه بدوره عجز عن توجيه الشباب نحو مشاريع تعزز الأمن الغذائي، والقائمة طويلة بأمثلة كنا نستطيع من خلالها توفير احتياجاتنا من بعض الأطعمة ولم نحرك ساكناً!.

وليست هذه علتنا الوحيدة، بل جل ما نخشاه اننا مازلنا لا نملك خططاً في حال تطور التداعيات لا سمح الله، أليس الهدف من التخطيط هو أخذ كل الاحتمالات بعين الاعتبار مهما كانت سيئة؟! بل ان المخطط الجيد هو من يهيئ خططه لاسوأها على الاطلاق.

فالعالم على بعد خطوة مجنونة واحدة من الحرب العالمية الثالثة، ومازلنا لم نستمع لمؤتمر صحافي واحد يتحدث خلاله أي مسؤول حكومي ويوضح لنا تأثيرات هذه الحرب علينا، سواء الدائرة أو المحتملة، رغم ان دولا أخرى وضعت شعوبها في حسبان أي تخطيطات تقوم بها، بل ان بعض الدول حددت ملاجئها في حال نشوب حرب نووية لا سمح الله، وهنا لا نقول ان نكون متشائمين بل الاستعداد يبدو الطريق الآمن في ظل هذه الظروف.

لا نريد أن نتعامل مع أي سيناريو محتمل في الأزمة الروسية الاوكرانية بسياسة التجربة والخطأ، كما فعلت حكومتنا الموقرة مع أزمة كورونا، فهنا الوضع مختلف تماماً، وهناك مجالات عدة على قائمة التأثير والتأثر واحتمالات عديدة قد تصاحب التداعيات المستقبلية.

منها على سبيل المثال لا الحصر، لا سمح الله، توقف التجارة الدولية، وتصدير النفط واستيراد المواد الاستهلاكية، قطع كيبلات الانترنت، نشوب حرب نووية، وغيرها من احتمالات، فهل لدينا خلية أزمة وضعت هذه الاحتمالات بحسبانها، وخططت في حال وقوعها؟! نتمنى ذلك، ونستحق أن تطلعونا.. كما اطلع مجلس الوزراء لشرح وزراء الدفاع والتجارة والخارجية، كلمونا.. فالعالم يغلي ومن حقنا أن «نطّلع» مثلكم، لنطمئن، هذا حد طموحنا، رغم ان من حقنا أن نطالب بانشاء مركز لادارة الأزمات والكوارث، خاصة بعد أن واجهنا عدداً منها خلال العقود الأخيرة.

حفظ الله الكويت، وأميرها وولي عهده الأمين، وشعبها من كل مكروه.

 

زر الذهاب إلى الأعلى