مهنة جديدة عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي… والربح بالـ Fresh Dollars!
النشرة الدولية –
كتبت ريتا عبدو لـ “هنا لبنان”:
من منّا لا يمتلك في هذه الأيام حساباً على مواقع التواصل الاجتماعي؟ فمن فيسبوك إلى إنستغرام إلى تويتر وتيكتوك وغيرها من المنصّات الاجتماعيّة، أصبحت كلّها من ضمن اهتماماتنا اليوميّة. فلا بدّ أن يبدأ نهارنا بتصفّح تلك المواقع، وإلقاء نظرة سريعة على نشاطات الأصدقاء أو القيام بجولة على أخبار العالم. فعلاً، لم يخطئ البعض عندما شبّهوا مواقع التواصل الاجتماعي بالقهوة الصباحيّة التي تبثّ النشاط في الجسم والعقل.. مع أنّ بعض نصائح الصحّة النفسيّة تشجّع الرواد على عدم استهلال نهارهم بتلك المواقع حفاظاً على هدوئهم الذاتي وصفاء ذهنهم.
وبين هاتين النظريتين، تنمو ظاهرة جديدة نوعاً ما بين الشباب وهي استخدام منصات مواقع التواصل الاجتماعي ليس فقط للتسلية بل لكسب الـ Fresh Dollars!
فيكفي أن تمتلكوا حسابات على تيكتوك أو Likee أو غيرها من المواقع المشابهة، وتقدموا محتوى فيديو جذاب، حتى تنهمر هدايا المعجبين الافتراضيّة على حسابكم، وبهذه الطريقة تتحوّل الهدايا إلى دعم، يُترجم بتحويل مبلغ من الدولار على اسمكم لتستلموه من أي مكتب تحويل أموال! فما حقيقة هذا النشاط وتداعياته على الشباب وعلى طبيعة المحتوى الذي يقدمونه؟
يجيبنا عن هذه الأسئلة الصحافي والشريك-المؤسّس ومدير شركةElux Media Club رزق طرفي، وبرأيه العالم الافتراضي الذي نلجأ إليه، هو “عالم” ضخم ومتشعّب ندخل عليه في أي لحظة بسرعة وسهولة، ومن المهمّ التواجد على منصات التواصل الاجتماعي، لكن بحذر من دون اجتياز الخطوط الحمر. وفي الوقت الذي يختلف هدف ودور الأشخاص المستخدمين لهذه المنصات، وصلنا إلى مرحلة أنّ البعض نجحوا في كسب المال نتيجة استخدامهم لها، ودفعهم إلى الاستغناء عن مهنتهم الحقيقيّة والتركيز على المنصات الرقميّة، بعيداً عن الملل، مقابل الـ Fresh Dollars، خاصة في خضمّ الأزمة الاقتصاديّة التي يمرّ بها لبنان، والحاجة إلى العملة الصعبة.
وفي ظلّ تعدّد وجود رواد مواقع التواصل الذين “امتهنوا” صناعة المحتوى، ممكن أن نجد محتوى مفيد ولائق، وغيره هزيل وتافه. ورغم اختلاف المحتوى إلّا أنّ كل صناع المحتوى سيحظون بفرصة للوصول إلى أكبر عدد من الجمهور وبالتالي كسب الربح المادي.
ولفت طرفي، إلى أنّ العالم الافتراضي الذي يلجأ إليه المستخدمون تابع لشركات عالميّة عملاقة، بعيدة عن خطر الإفلاس أو الإقفال، بعكس الشركات الصغيرة المحليّة التي تتأثّر بالأزمات الاقتصادية وممكن أن تضطرّ إلى الإقفال بسبب الخسارة والضغط الاقتصادي، وبالتالي لا خوف على الأشخاص الذين اختاروا العالم الافتراضي لوضع خبرتهم وثقافتهم وترجمتها إلى محتوى لائق وذي مستوى. لذا، يمكن تشجيع هؤلاء الرواد شرط أن يلتزموا بالضوابط والقواعد الخاصة بصناعة المحتوى، وأن لا يكون هدفهم حصراً الربح المادي، غير آبهين بالسمعة الإلكترونيّة الخاصة بهم.
وعن سؤاله عن الطرق التي ممكن أن يتّبعها الشباب لكسب الأموال جرّاء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، يقول طرفي، الطريقة الأولى هي إدارة صفحات افتراضيّة تابعة لشركات معيّنة بحاجة إلى تقوية وجودها الإلكتروني، وذلك عبر صناعة محتوى جاذب وخلّاق. أمّا على الصعيد الفردي، فنجد العديد من المؤثّرين بنوا هويتهم الرقمية بجهد وأصبحوا متابَعين من آلاف الرواد. إضافة إلى استخدام المواقع المشابهة لتيكتوك والتي بحد ذاتها تنتج الربح المادي لمستخدمها. ومن الطرق الأخرى عبر تطبيق يوتيوب وهي عرض إعلانات شركات داخل محتوى اليوتيوبر وجني الربح مناصفة مع الشركة صاحبة الإعلان.
وعن سبب إقبال الشباب على هذه المنصات، يجيب طرفي، أنّ الحجر المنزلي الذي فرضه وباء كورونا دفع الكثيرين إلى تفجير الطاقة الكبيرة التي يحملونها عبر العالم الافتراضي كونها الأسهل والأسرع. ونلاحظ أن هؤلاء الأشخاص يكبر حسابهم بسرعة حتى لو كان محتواهم ما دون المستوى. وبعيداً عن الموضوع يفرح صانع المحتوى بالأرقام وعدد الـ reach الذي حقّقه بغض النظر إذا كان الكلّ أحب محتواه أو انتقده..
وعن مستقبل العالم الافتراضي يقول طرفي: “مستقبل كبير، فكلّ الناس تتوجّه إلى صناعة المحتوى، على اختلاف تخصصاتهم، المهم هو الالتزام بالضوابط، وعدم النزول عن المستوى المطلوب. العالم الافتراضي لا حدود له، فبعد عدة سنوات سيمكنه التحكم بشكلنا ومظهرنا ويسهّل علينا أموراً عديدة لم نتخيّلها قط، كأن نكون كلٌّ في منزله، ولكن من خلال العالم الافتراضي نجلس معاً في غرفة واحدة… أمور تفوق العقل البشري، تنتظرنا!”