زهرة النابلي: الشعر لحن خلود…. كانت تغني لفيروز وتغرق في متعة المعاني وسطو الصدى

النشرة الدولية –

الكاتبة زهرة النابلي تابت، تصف الشعر كلحن خلود. انبثق فجر القصيدة في دمي منذ ولادتي، منذ أن كانت رضيعة ترسم على صدر والدتها خلجات تغازلها بتمتمات.

زهرة أرادت أن تفعل شيئا يخرجها من إطار الكلام العادي نحو الكلام الذي يبني و يرسم حلما و لو لم يتحقق و لكنني فوجئت بأنه رسم أكثر من حلم عادي…. كانت تغني لفيروز وتغرق في متعة المعاني وسطو الصدى.

ترى الكاتبة والمؤلفة النابلي، بأن العديد من الأقلام المنسية أو الغير معروفة فرضت نفسها وهويتها وأصبح لها قراء وقيمة أدبية وانجازات.

النشرة الدولية حاورتها، وكان هذا اللقاء معها

 

بداية من هي الكاتبة زهرة النابلي تابت؟

أنا ابنة بين 5 إخوة من أم ليبية و أب تونسي، درست في المدارس الفرنسية ثم في المدارس الوطنية وتابعت دراستي الجامعية في مجال علم الإدارة و التجارة الدولية، متحصله على شهادة المرحلة الثالثة جامعية.

درست في الجامعة و عملت في ميدان الأعمال مع منظمات تونسية ودولية. كما عملت كإعلامية حرة في مجال الإعلام الاقتصادي والثقافي لفترة. وأسست شراكة مشروع في مجال النشر والتوزيع.

وساهمت كعضو مؤسس في العديد من الجمعيات وساهمت سوى في مجال المهني أو ألجمعياتي في العديد من المبادرات الوطنية والدولية وفي مجال الدراسات والبحوث والبرامج التنموية.

اضطلعت بعدة مسؤوليات في منظمة الأعراف

وساهمت في العديد من الملتقيات والندوات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفكرية على الصعيد الوطني والدولي والإعلامي وساهمت في كتابة التوصيات والدراسات.

عملت كملحقة صحفية مع وزير الشؤون الاجتماعية السيد محمد الناصر

أنشط الآن كإعلامية في راديو مرايا الثقافي برنامج ‘إنصات’

إدارية في العديد من المجموعات الثقافية الميدانية والافتراضية

أهمها : رئيسة منتدى حلم الأرز التونسي اللبناني

نائبة رئيس الجمعية التونسية للكتاب والمترجمين باللغة الفرنسية

نائبة رئيس مجموعة حديث الياسمين

نائبة رئيس منظمة الباعثين الشبان

إدارية في مجموعة مطارحات ثقافية

إدارية في صالون الأدب الوجيز

متى كانت بداية الكاتبة زهرة بالكتابة؟

الشعر بالنسبة لي لحن خلود. انبثق فجر القصيدة في دمي منذ ولادتي.

كنت وأنا رضيعة أرسم على صدر أمي خلجات وأغازلها بتمتمات.

ولما كبرت وصرت طفلة كنت أرسم لها على جدار بيتنا خربشات وكنت أدرك أنها ليست كلام عادي.

لكن لم أكتب حتى شعرت بأن قلبي صار أكبر مني و بدأ يخرج من جلده ليحلق مع النجوم إلى فلك سرمدي مجهول.

أردت أن أفعل شيئا يخرجني من إطار الكلام العادي نحو الكلام الذي يبني و يرسم حلما و لو لم يتحقق و لكنني فوجئت بأنه رسم أكثر من حلم عادي.

كنت أغني لفيروز واغرق في متعة المعاني وسطو الصدى.

ثم ساهم التعليم في المدرسة في إبراز هدا الإحساس الشاعري وكان علي أن اقبل أن أكون شاعرة تشق طريق الإبداع بخطى متواصلة وثابتة بعيدا عن الشعور الفطري العميق..

رحلة الحياة كانت صعبة.. فأنا مزيج من الثقافات والحضارات والأوطان..

تأثرت أولا بالأدب الفرنسي لأني زاولت تعليمي في مدارس فرنسية ولم أكن أتقن اللغة العربية.

كنت أكتب الشعر باللغة الفرنسية مند الطفولة ثم ساهم الطرب الشرقي الذي كنت أعزفه وأغانيه في ترويض انتمائي وحبي للغة العربية.. دخلت أبوابها بعزيمة وشغف حتى كتبت أول نص شعري متواضع لي باللغة العربية..

كما ساهم حبي وانتمائي الروحي لفلسطين والوطن العربي رغم عشقي للتفتح الغربي، في عشقي أكثر للغة العربية..

أنا من أب تونسي وأم ليبية ورغم أن أمي كانت امرأة متمدنة إلا أن هدا الانتماء أثر كثيرا في شخصيتي المزدوجة ثقافيا..

عشت بين ليبيا وتونس ثم في ألمانيا لفترة كما سافرت كثيرا وزرت العديد من الدول  وقرأت العديد من الكتب وشاركت في العديد من المؤتمرات العلمية والاقتصادية والثقافية هدا ما زرع فيا ثقافات متعددة و انتماء روحي وفكري متعدد ليس له وطن واحد و معرفة متنوعة و جعل من قدراتي الذاتية حلم مستمر وشغف متجددة في كل مراحل العمر

حتى لقبت بزهرة الترحال وكان عنوان لأول ديوان لي.

كيف هي طقوس الكاتبة عندك؟

أكتب بطريقة فطرية كلما راوغتني الصور الشعرية وهاجت مهجة الخيال وانتشت الروح حد الغص بالكلمات.

قد أكتب ليلا في عز السكون، أستيقظ فجأة وأكتب قد أكتب وأنا في عز زحمة الحياة قد أكتب وأنا أتبع برنامج تلفازي عن الطبيعة أو عن الحياة قد أكتب وأنا أمشي أو أتأمل تفاصيل لشيء ما، طفل، زهرة، بيت، طريق، حادث …قد أكتب وأنا خارج التغطية تماما في أوج السبات بعيدة كل البعد عن الحياة… ويطول الحديث عن هده الطقوس التي لو تأملنا تفاصيلها فهي تشير لعلاقتي بكل ما أعيشه من واقع وإحساس وأفكار وصدف وفلسفة للحياة والغوص في الوجدانيات والتفاعل مع الأحداث والطبيعة وغيرها..

كل هدا يأتي فجأة، أكتبه ثم أتركه للنضج والتريث والتعمق في معانيه ومفرداته وكتابته قبل نشره..

يحدث أن أنشر ما كتبته حانيا ويكون هدا غالبا من فيض الشوق لتوصيل إحساس معين أو فكرة.

ما حال الادب والثقافة في تونس حالياً بعد ما سمي بالربيع العربي؟

الربيع العربي فصل خارج التاريخ بالنسبة لي.

تونس عاشقة للحياة حتى في أصعب الأوقات والربيع العربي هو فصل لم يمنع النشاط الفكري والثقافي ومجرى الحياة مقارنة مع الظروف السياسية التي مر بها البلد.

يكفي الشهداء شرفا لنا، ويكفي أن تجمعوا الشعراء وكتبوا في زمن الرعب والموت الثورة بقدر ما فرقتنا سياسيا إلا أنها جمعت بين القلوب الصادقة الوطنية.. ومع الوقت تلاشت ومازالت تتلاشى تلك الانتماءات الرجعية العبثية..

الربيع العربي بقدر ما فضح النوايا الانتهازية للمصالح الامبريالية العالمية بقدر ما جمع بين العقول النيرة التي مازالت تناضل لزرع بدرة الخير والسلام والمحبة والسلام بين الشعوب..

تونس وطن الحب والتفتح والثقافة والعلم والحريات والتمدن وسيبقى.

الثقافة في تونس هي الحياة اليومية التي تفتح أبوابها للرؤى الفكرية والروحية والعلمية والحضارية وتمنح المواطن أينما كان فسحة للجمال والأمل ومتعة الحياة والطموح..

ربما تحتاج تونس في بعض الأمور لإعادة النظر والتأهيل والمرافقة والتشجيع للمواهب والاستثمار في مجال الثقافة خاصة وتسليط الضوء أكثر على مبادرات الجمعيات والنوادي والشركات الثقافية التنموية الخاصة ودلك طبعا بعيدا عن الفكر الرجعي، وإعطاء فرصة لكل من عمل وثابر وأنجز ودلك بتنمية الحوار بين المبدعين والإدارات المعنية بالثقافة والجمعيات..

يطول الحدث لكن في رأيي تونس بخير، ثقافتها ومبدعيها هما نبضها..

في مجال الأدب هناك نشاط كبير على الصعيد الجهوي والوطني وفي المشاركات الدولية والعديد من التظاهرات الهادفة وتنظيم المعارض والملتقيات حتى في أوج الأزمة الصحية..

كما هناك العديد من الإنجازات في مجال الرواية والقصة والشعر.

أين تجد الكاتبة زهرة نفسها؟ حدثينا عن مؤلفاتك؟

قلت يوما لصديق أخجلني تعليقه على قصيدة لي، لا بأس فأنا مهما كبرت مجرد تجربة..

وحين أنجزت ثاني ديوان لي بعد ديوان زهرة الترحال مسكت يوما بعد فترة طويلة كتابي وقرأت البعض من نصوصه و فوجئت أن حرفي تطور وأسلوبي كذلك وأفكاري..

الشعر في نظري لحن خلود يحتاج لأدوات ومعرفة وتفاعل وخاصة للتطلع والإنصات وقراءة الكتب خاصة لمن دخل مجال قصيدة النثر الحديثة والتي تتطلب دائما التعرف على منهجية وأساليب الكتابة وحداثتها..

أكتب باللغتين الفرنسية والعربية

أكتب القصيدة النثرية والومضة والهايكو

أترجم من العربية للفرنسية

بالنسبة لمؤلفاتي:

لي ديوانين باللغة العربية

-زهرة الترحال

-جدائل الخيزران

-وترجمت ديوان شعر للشاعر السعودي ابراهيم الجريفاني من العربية

للفرنسية بعنوان ‘ترائيب نورانية’

وشاركت في ثمانية دواوين مشتركة: لمجموعة حديث الياسمين ومجموعة صالون الزوراء الأدبي.

وموسوعتين للشعر : الموسوعة العالمية للشعر والموسوعة العربية للشاعرات

هل للاستقرار السياسي علاقة بالكتابة؟

في رأيي عدم الاستقرار السياسي قد يعطل النشاط الثقافي الميداني لكن لا يعطل الكتابة والإبداع عامة، بل يثير الفضول والشوق نحو التعبير عن الرأي ودفع الرأي العام نحو ضرورة تعديل القرارات والحرية.

ويعتبر الاستقرار السياسي حافزا لتنمية مشاريع المبدعين مما يرفع من صورتهم وصورة البلد..

الكتابة هي شغف مستمر يتأقلم مع كل الأوضاع..

وفي رأيي الخاص ظروف الحياة الموجعة خاصة إن كانت تسيء للإنسان ولهوية الوطن تدفع أكثر للكتابة.

أبرز المؤثرات الثقافية في تشكيل وجدانك الأدبي؟

الإنسان في نظري ليس فقط نتاج بيئته، لكن هو صدى كل المؤثرات الثقافية التي عاشها..

عشت في حياتي العديد من التناقضات البيئية والاجتماعية والمادية والثقافية بفاعل ظروف دراستي أو عملي أو عائلتي.

كنت في نفس اليوم أتنقل من بيتنا البسيط إلى مدرستي النخبوية

ومن مجتمع ثقافته بسيطة إلى مجتمع متفتح على طموحات فكرية ومادية مغايرة

فكنت بقدر ما أنصت وأبصر و أحب واقعنا البسيط وحنيني لرغيفه بقدر ما أتوق لبيئة أفضل ترتقي بالفكر والعلم والثقافة والإبداع والسلوك الحضاري.

في النهاية أحمل في داخلي كنز من الأصالة والبساطة والحنين كما أحمل كل الطموحات والانجازات والأحلام التي بنيتها لذات أفضل متوازنة وذكية.

هدا ما يخالج قلمي من مؤثرات ووجدانيات.

هناك مؤثرات أخرى مثل حبي المفرط للطبيعة وحكايات العابرين

والوطن والناس والمدن والهوية والقضايا الساخنة وغيرها

كانت لي على الصفحة الثقافية لجريدة لوطون  Le Temps

فقرة بعنوان ‘ظل عابر’  أنشر فيها كل يوم حكاية لعابر سبيل مثل القصة القصيرة

كما أن لي برنامج خاص بعنوان ‘إنصات’ على راديو واب مرايا الثقافي يتحدث عن الشأن الثقافي والمبدعين..

طبعا نشاطي الدائم من خلال المجموعات الثقافية والأدبية كعضو إداري أو كمشاركة، ومتابعتي للأحداث الثقافية وقراءة الكتب والمجلات والحوارات وبرامج الإذاعات الثقافية كلهم ساهموا في ثقافتي وتطوير الكتابة.

يقولون أن للمرأة مؤثرات خاصة تحملها لكتابة مختلفة و أقول أنني كإنسانة كنت مغايرة في نظرتي وإحساسي وكتاباتي.

هل المشاركات في المعارض والمؤتمرات الخارجية تثري تجربة الكاتب؟

نعم.. نعم بالتأكيد، ومن الضروري مواكبة الأحداث الثقافية والإطلاع على المستجدات والتعرف واقتناء الكتب والتلاقي مع المبدعين ومحاورتهم والإنصات إلى ما يقولون..

هده المشاركات تضيف لنا الكثير وتمنحنا فرصة إعادة النظر في إبداعاتنا وعلاقاتنا وقراءاتنا..

هناك أحيانا بعض المشاكل التي تعيق وتعطل شغف المبدع وحضوره مثل النخبوية المفرطة والنرجسية وإقصاء بعض المبدعين ودعم البعض وجهل الآخر وتكريم البعض عن الآخرين..

وتقديس الأسماء الكبيرة و طمس المواهب و دهسها.. للأسف هذا الفكر مازال سائد في الساحة الثقافية والإعلامية

لكن دورنا كشعراء حقيقيين ربما هو أن نبقى مبدعين ونطور أقلامنا و هذا هو الأهم و أن ندعم المواهب و نشجع المميزين و ننصح و نوجه..

لا يجوز أن يكون الإقصاء حاجز للمبدع وعليه أن يواصل مشواره ومواكبة التظاهرات التي تضيف له الكثير..

لماذا لا تستوعب الذائقة العربية الأنماط الحداثية في الكتابة بالسرعة ذاتها مثلما الحال في الغرب؟

الذائقة العربية بمجملها ما زالت متأثرة بالماضي و بالموروث و مشكلتنا إننا نقدس الأساطير أكثر من إن نقدس الإبداع و نهتم بالاسم أكثر من الحرف..

المجتمع العربي كله بحاجة إلى تحديث و تطوير و نحن سويا بحاجة إلى رفع ثقافة هذا المجتمع و تغيير نمطيته حتى يكون قادرا على استيعاب الحداثة في الشعر وغير الشعر..

فإدا المشكلة لا تكمن بالأساس في الحداثة بل في عجزنا عن مواكبة التطورات التي يعيشها العالم في الثقافة والفنون والأدب..

اللغة التي تخلق حاجزا بينها وبين واقع القارئ لا تصل للقلب.. التفتح على العالم أصبح ضرورة في كل مجالات الإبداع..

والأنماط الحديثة للكتابة تفتح نافدة لآفاق الإبداع ورؤية متجددة للأدب و لتوظيفه للإنسانية..

إنها ديناميكية مستمرة تحرك وتزعج الفكر المتقوقع في موروثه و لون قلمه مازال لا يقبل مغامرة التجديد والتفتح..

هدا الموروث عامة هو المحرك نفسه الذي يعيق نمو الثقافات والحضارات..

قصيدة النثر والأدب الوجيز كالومضة والهايكو والقصة القصيرة وغيرها من الأنماط الكتابية الحديثة  تتطلب متلقيا واعيا متفتحا على الفكر المغاير له القدرة على التقاط  الدهشة والأسلوب الاستثنائي الذي يميز هدا النوع من الكتابة..

تجاهل هدا النمط الجديد من الكتابة وعزلته في شرنقة التساؤلات العبثية والإقصاء هو خطيئة في حق المبدعين.

اليوم ونحن في عصر التكنولوجيات العظيمة وعصر التواصل الاجتماعي  اللامتناهي من الطبيعي أن تحدث تغييرات جذرية في كل مجالات الإبداع والفكر والاستثمارات.

بمن تأثرت الكاتبة زهرة النابلي من الأدباء في بداياتك؟

قرأت وقرأت ثم قرأت وتأثرت ثم تأثرت حتى ثملت..

قرأت لعدة كتاب فرنسيين وأجانب في الشعر والقصة والدراسات الأدبية والنقد وكذلك للكثير من الكتاب العرب..

لبعض الكتاب وقع خاص على نفسي الشاعري مثل أبي القاسم الشابي، جبران خليل جبران، ميخائيل نعيمة وغيرهم من الكتاب.

أين تجد الكاتبة زهرة نفسها حاليا؟

لقبت بزهرة الترحال وهدا ينطبق على شخصي وحياتي كما على كتاباتي وإبداعي وطموحاتي وثقافتي وأحلامي..

زهرة تحتاج دائما للشمس والهواء والمطر.. كل الفصول تحتويني..

يحدث أن أتعثر لكي أنهض

يحدث أن أدخل في نوبة غياب لكي أعود وبيدي غصن زيتون

يحدث أن أصمت لكي أتأمل وانبعث من جديد

أنا في مفترق المسار بين أمس أحبه أحترمه وأحن إليه وغد أتوق إليه وأحلم به وأعمل بجدية لأنجز له الكثير..

قلمي نابع من الروح والوجدان والإنسان.. له هويتي ومتعته وشغفه وأحبابه..

ربما لأنني متواضعة يظن البعض أني خجولة وغائبة عن ضوضاء ساحات اللقاءات الأدبية والأضواء المرهقة للنفس..

إلا أني أعمل بجدية واستمرارية وثبات.

ما رأيك في موجة مواقع التواصل، وهل من الممكن أن تساهم في متابعة القارئ للإنتاج الأدبي؟

أرى أن الشعراء هم الأكثر تفاعلا على مواقع التواصل..

العديد من الأقلام المنسية أو الغير معروفة فرضت نفسها وهويتها وأصبح لها قراء وقيمة أدبية وانجازات بفضل التعاون بين المبدعين وبفضل الدور الذي تلعبه المجموعات الأدبية الهامة في دعم المبدع..

وبفضل الإعلام الافتراضي ودعمه للكتاب..

هناك ثقافة افتراضية جديدة في الصعود تعمل على رقي و احترام الأدب و الشعر والإبداع عامة.

أرى أيضا أن مواقع التواصل الافتراضي قد كسرت الروتين و الملل المعروف عند المبدعين بالحركية التي يحدثها التفاعل المتواصل بين المبدعين وبطريقة مباشرة على صفحات التواصل..

كما أنها ثمنت دور الجمعيات والمؤسسات والوزارات والنشاطات الثقافية عامة التي تنظم خارج مواقع التواصل على عين الواقع..

هناك مواقع تسببت في زيارات و صداقات متبادلة في الأوطان والمدن المختلفة بما يشبه بناء جسر أسري ممتد بين الشعراء وصار بينهم تواصل و ملتقيات من خلال التقارب الافتراضي..

طبعا هناك بعض التجاوزات والمشاكل التي تتفادى حين تؤخد بذكاء وخبرة..

كيف ترى الكاتبة زهرة النابلي وظيفة الناقد من وجهة نظرك؟

الناقد له دور هام في دفع نسق الإبداع وتطوريه للأفضل على شرط أن يلتزم الناقد بالشفافية والصدق بعيدا عن العنف الفكري واللفظي..

إبداع بلا نقد مثل مدرسة بدون معلم

النقد يصقل الأقلام ويعرف بها ويمنحها فرصة لمراجعة اخطائها..

هناك بعض النقد الدكتاتوري القاتل للأقلام وهدا في نظري لا يجوز.

وهل تعتقدين بأن الأدب يتخذ منحى تصاعديا نحو الرقيّ، أم أنه في تدهور مستمر؟

في رأيي لا خوف على الأدب.

فكل تجديد في نوعية التعبير الفني أو الأدبي هو صورة نابعة من صميم متطلبات الحياة للتفتح والتغيير والخروج عن المألوف والموروث..

المهم أن يكون لهدا  التعبير الأدبي الجديد توظيف هام وقانون يمثله

لا شيء قار وكل تجديد في نمط ما او فكر ما أو تعبير فلسفي ما، يمر بصعوبات وخبرات متعددة وتقنيات تحتاج للتطور والمعرفة وهدا حال الأدب..

الأدب في نظري لا يموت بل هو في حركية تجديد تصاعدية نحو رقي مخالف يستجيب لمتطلبات الحياة والثقافات والفكر المتفتح على الثقافات الأخرى..

الكتابات النوعية الجديدة لها مسار معين ستعيشه ولها مفكريها وكتابها وقرائها وهي كغيرها ستدكر في تاريخ الادب والفكر والثقافة..

ماذا عن دور المرأة التونسية في الإبداع الثقافي التونسي؟

للمرأة التونسية عامة صرخة مدوية وحلم … فمادا إن كانت شاعرة

المرأة التونسية في كل المجالات تساهم بكل شغف وشجاعة ونضال في رفع الوعي الحضاري والثقافي ودلك بتقديم نموذج متطور من العمل التنموي المستدام لدفع الأجيال نحو الإبداع والإنتاج الهادف ورفع قدرات الوطن الفكرية والعلمية والثقافية. بقدر ما للمجتمع التونسي والقانون قيمة في دفع ودعم قدرات المرأة بقدر ما كانت هي المثل الأعلى للعطاء والنضال والابداع.

وهي رائدة وفي مطلع أغلبية الأعمال التنموية وجدي الخفاء داخل المؤسسات والعائلات والعمل الجمعياتي.

إذ تعتبر تونس بلد النشاط الثقافي ألجمعياتي بامتياز وفي طليعته المبادرة الأنثوية..

أغلب الجمعيات الثقافية تترأسها امرأة.. كما لها دور هام في اختيار برامجها الواعدة وأهدافها المتطورة.

وهي مبدعة في كل المجالات الثقافية وأهمها الفنون والأدب.. يكفي حضورنا لأمسية شعرية أو تقديم لرواية او قصة أو أي عرض ثقافي حتى يبهرنا حضور المرأة التونسية عددا وعملا وإبداعا. ولها دور هام في مجال الإعلام الثقافي وبعث المشاريع الجديدة الخاصة.

هل استطاع الأدب النسائي التونسي أن يكون له دور منافس على المستوى العربي؟

للمرأة التونسية علاقة مغايرة بالشعر.. الشعر بالنسبة لها نضال..

تكتب الحياة بعمق وحكمة ورؤية استطلاعية خاصة لأنها تدرك ما لا يدركه الغير من خفايا تحديات الحياة المتمدنة..

تعبيرها ينبع من عمق تحدياتها اليومية النابعة من وقع المدنية والحريات الشخصية ومسؤولياتها المتعددة في الحياة العملية والاجتماعية والعائلية والثقافية  ..

ثقافتها المتفتحة ونضالها اليوم في الحياة منحها قدرة القيادة و التريث في القرارات و معرفة جذور مشاكل المجتمع.. تتقن توظيف اهتماماتها و أهدافها و لها قدرة في التنسيق و إدارة المشاريع وهي المرأة الكادحة التي تتميز بخبرة سنين من التعليم و الحريات الشخصية و الخبرة في مجال اقتحام الدوائر السياسية و المؤسساتية و في ميادين العمل التطوعي و الجمعياتي والثقافي..كما للتعليم دور هام في صقل معرفتها وموهبتها وتحدياتها..

وهدا كان له وقع هام على نوعية كتاباتها مما جعلها من رواد الأدب النسائي العربي تنافس وتنافس بكل ثقة وعطاء.

 

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى