انتحار زيلينسكي
بقلم: صالح الراشد
سيجلس يفكر بطريقة تُخرجه من المأزق الذي وضع فيه نفسه وأوكرانيا وشعبها، يريد طريقة كتلك التي اعتاد عليها في بطولاته التمثيلية، لذا فهو يبحث عن مخرج ينقله من دور الرئيس المواطن إلى الرئيس الرمز، وقد يذهب به الفكر للعب دور الرئيس القديس، هي أدوار قد يقوم بها وتحمل نهاية واحدة، كونه سيرفض قرار الجيش المتوقع بطرده من منصبه، بعد أن ورط أوكرانيا في مواجهة عسكرية ليست بمقدورها الإنتصار فيها، فيما الأصدقاء الأوروبيين باعوه عذب الكلام والأكاذيب والأوهام.
لقد ترك الأوروبيون زيلنكسي ليواجه مصيره وحيداً دون سند، ليشعر أن الأرض قد ارتجت من حوله وأن الإستسلام والخروج مكبل اليدين سيحوله إلى أضحوكة تاريخية، وهذا يعتبر مقتل لحلم زيلينسكي الباحث عن الخلود، ليفكر في باب آخر يحمله بطريقة تراجيدية صوب مرحلة أخرى من الخلود لدى الشعب الأوكراني، لذا قد يقوم بالإنتحار أمام شاشات التلفاز وعلى مرآى من العالم حتى يحفزهم للثأر والإقتصاص من روسيا، والتحول إلى شخصية القديس والخلود في الفكر الأوكراني.
وقد يقوم شخص آخر بالمهمة نيابة عن زيلينسكي ويضغط على الزناد، فيمنحه الخلود باغتياله بطريقة هليودية يصعب فيها معرفة القاتل، وعندها سيصبح شهيد الوطن والعالم، وسيقوم الإعلام العالمي العنصري والمتحيز بالترويج لعملية الإغتيال على أنها عداء للسامية وقتل لأتباع الدين اليهودي، وأن روسيا أو من يدورون في فلكها هم من تسببوا في قتل اليهودي القديس.
وهنا قد تتجه الاصابع صوب الشرق الأوسط الذي عليه أن يدفع ثمناً باهظاً لجميع خبائث القارة الأوروبية، والذي يعتبر الشماعة التي تُعلق عليه القارة العجوز إخفاقاتها وتصدر له أزماتها، وكان بداية التصدير بطرد يهود أوروبا بطريقة شبه محترمة بمنحهم فلسطين، وعندها قد نجد أن أعداد اللاجئين ستتزايد بسبب نقل الناتو لعملياته العسكرية لضرب دول عربية، على أمل استعادة جزء من رجولته وفحولته اللتين فقدهما في مواجهته مع روسيا، وفي هذا اللجوء وكالعادة لن نجد تعاطف دولي أو عالمي كون اللجوء لشعوب لا تتناسب مع المقاييس الأوروأمريكية لمعاييرالإنسانية، وهو المقياس الذي أظهر للعلن واثبت للجميع العداء المُطلق المعشش في النفوس ألاوروأمريكية المريضة للعرب والمسلمين.