“محاربون من اجل السلام” في سلسلة جلسات تدريبية حول طرق نبذ العنف
النشرة الدولية –
بمبادرة من جمعية محاربون من أجل السلام وبدعم من وكالة التعاون الألمانية GIZ جرى تنظيم سلسلة جلسات تدريبية حول طرق نبذ العنف في مدينة طرابلس وبعض مناطق الشمال اللبناني، وامتدت هذه الجلسات على بضعة أشهر وشملت نحو خمسمئة شاب وفتاة، مثلما اختتمت هذه الجلسات بلقاء تشاركي جرى عقده في غرفة والصناعة والتجارة في المدينة، خلص إلى رفع توصيات تصب في خانة مواصلة العمل على تعزيز السلام.
وكان قد شارك في بعض هذه الورشات التدريبية وفي اللقاء الختامي أيضاً، عدد واسع من شباب بلدة وادي نحلة القريبة الواقعة شمال شرق مدينة طرابلس على تخوم مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين، وهي البلدة التي قضى عدد من أبنائها خلال مشاركتهم في القتال مع تنظيم داعش في العراق؛ لذا ارتأى البعض منهم ضرورة دعوة الجمعية الى جلسة مطولة مخصصة لشباب بلدة وادي نحلة على أن تقام في صالة مسجد الهدى في البلدة.
وبالفعل انعقدت الجلسة المذكورة، استمع المشاركون في جزئها الأول الى شهادتي حياة لكل من الدكتور فؤاد ديراني والمهندس اسعد شفتري اللذين عرضا إلى ظروف مشاركة كل منهما في الحرب الأهلية وإلى أسباب نقد تجربة الحرب والتحول إلى ناشطٍ من أجل السلام. ثم أعقب هاتين الشهادتين نقاش حر ومفتوح أبدى خلاله الحاضرون من أبناء وادي النحلة آرائهم وتعليقاتهم.
اما الجزء الثاني من اللقاء فكان للاستماع لهؤلاء الشبان وما يعيشونه في بلدتهم ومحيطهم، وأجمع المتحدثون على أهمية العمل من أجل بناء السلام بما يشمل مختلف المناطق اللبنانية مع ابداء التأثر والاشمئزاز بسبب مما يقال من أحكام تعميمية ومن الوصم او الصيت الذائع حول أولاد بلدتهم ويصفهم بالإرهابيين، خصوصاً أن البعض القليل منهم قد سجن سابقا في لبنان بتهمة المشاركة في اعمال مسلحة.
وكان من الواضح لمسؤولي الجمعية ان أجواء شباب البلدة تتناقض كثيرا مع ما يشاع وان الأكثرية نبذت ولا تزال تنبذ العنف عبر الانخراط في تجارب مدنية متنوعة، وأن أسباب الانزلاق نحو العنف متعددة مثل الفقر والبطالة والإحساس بالإقصاء والتهميش وكأن المسؤولون ينسون وجود بشر في هذه المنطقة بشكلٍ عام، ويتنكرون للحقوق الأساسية لأبناء البلدة بشكلٍ خاص.
كما أمكن ملاحظة ما لدى المشاركين أيضاً من ملامة على توقيف وسجن البعض لسنوات طويلة بدون محاكمة وذلك بتهم حمل واستعمال السلاح، بينما هناك الالاف من المسلحين من جهات وأطرافٍ أخرى تقوم بنفس الشيء ولا تقترب من التحقيق او السجن، بل وتفدم التسهيلات لهم.
أخيراً، يبدو من الواضح ان هذه الفئة من الناس بحاجة لوطن يحضنهم ويمنحهم الانتماء الحقيقي ويوفر لهم الحقوق المطلوبة، مثلما يشعرهم بأنهم شركاء حقيقيون في ملكيته. كما يتبين مدى الحاجة لتوفير مجالات عمل منتج ولائق وكريم، اذ من غير المسموح ان يعمل شخص فقط من أصل 30 (حسبما ظهر خلال الجلسة).
المنطقة برمتها بحاجة للإنماء والخدمات العامة، كما أنهم بحاجة ان يروا بينهم من يطلب منهم لاحقاً ان يقترعوا له خلال الاستحقاق الانتخابي، هم ينقصهم الكثير… فهل نحن هنا؟