لِمقامِ كلِّ أمٍّ وأمّي، وعيدُ الأمِّ يدُقُّ القلوبَ
بقلم: الدكتور سمير محمد ايوب
النشرة الدولية –
وأنا، حُبَّاً وعِرفاناً وإحتراماً، في كل آنٍ وكلِّ مكان، أقَبِّلُ رأسَ أمّي وكلّ أمٍّ مضت أو ما زالت تنتظر، تلوّن الحياة وتعطرها، بالفرح والأمل والعزم والرضا.
أعتذر من كل أنثى تمنت من أعماقها أن تكون أمّاً، ولكن إرادة الله ومشيئته وحكمته حالت دون تحقيق أمنيتها بالأصالة وحققتها بالنيابة.
وأعتذر من كلِّ أمٍّ عقَّها بإلإهمال، بالنسيان، بالتقصير، بالإهانة، أيٌّ من بناتها أو بَنيها.
وأعتذر من كلِّ أمٍّ ابتعد عنها أيٌّ من فلذات كبدها، طلباً للعلم أو الرزق أو العلاج أو تلبية لواجب.
وأعتذر من كلِّ أمٍّ مبتسمةٍ، راضيةٍ، حانيةٍ، مُسامحةٍ، تَتَقبَّلُ شقاوةَ وعَفْرَتَةً صِغارها وكِبارها.
وأعتذرُ مِنْ كلِّ أمٍّ عقَّها زوجٌ ظالمٌ جاحدٌ جِلْفٌ، حرَمَها بِقسوةِ أيِّ مُبَرٍّرٍ مِنْ أبنائها وبناتها.
وأعتذرُ مِنْ كلِّ أمٍّ تكدحُ وحدَها كالرِّجال، أو كَتِفاً إلى كَتِف مع شريكها، لإطعام ضناهم وكسوتهم وتعليمهم وتربيتهم.
أما أُمَّهاتُنا الَّلواتي تَعِزّ على الوصفِ والقولِ، المُمْسِكاتِ بجمرِ الصَّبرِ الجميل ، فهن أمّهات الشهداء والأسرى والجرحى والمناضلين، لهنَّ تنحني الهاماتُ والقاماتُ، وتُقبَّلُ الأيادي. لهنَّ ولِكلِّ حبةِ تُرابٍ منْ وطَنِ العرب، نُجدِّدُ العهدَ والوعدَ، وإنّا لمنتصرون بإذن الله وعزم الرجال الرجال.
ربِّ ، اغفر لهن وارحمهن، واجعل جنات المُتّقين مأواهن.