اوستاش: لن نقبل بشروط بوتين وأوكرانيا ستنتصر في هذه الحرب

النشرة الدولية –

عقد سفير جمهورية أوكرانيا في لبنان إيغور أوستاش مؤتمراً صحافياً اليوم الخميس الواقع فيه 2022/3/24 في مقر السفارة في اليرزة، فنّد فيه الوضع في أوكرانيا، مُشيداً ببطولة الجيش الأوكراني ووحدة الشعب حول موقف القيادة الأوكرانية، معتبراً أنها حرب وطنية دفاعاً عن أوكرانيا والحرية والديمقراطية في العالم.

 

وقال اوستاش: لقد مر شهر على هذه الحرب التي أصبحت حرب العالم ضد الدكتاتورية، ولقد كشفت الوجه الحقيقي لروسيا، فهم يبحثون عن النازيين في اوكرانيا، لكن الحقيقة هي أنهم موجودون في موسكو.

لقد خططت روسيا لاحتلال أوكرانيا خلال ثلاثة أيام، ولم يتوقّعوا أن يواجهوا هذا الجيش البطل، الذي أوقف الهجوم ودفع القوات الروسية أكثر من سبعين كلم عن العاصمة كييف، وتحوّل اليوم إلى الهجوم المعاكس. ورغم ضراوة القصف لم يتمكّن الروس حتى اليوم من احتلال أي مدينة أوكرانية كبيرة سوى خيرسون، ولقد فهموا الآن أنهم لن يستطيعوا احتلال أوكرانيا.

 

وأضاف اوستاش، أن روسيا أطلقت أكثر من 1080 صاروخا بالستياً على المنشآت المدنية والسكنية في أوكرانيا، وقاموا بأكثر من 50 الف غارة جوية، ولقد قُتل 130 طفلاً وجُرح 162آخرين، وتم تدمير 220 مدرسة، و100 روضة أطفال، وأكثر من مئة مستشفى، و 28 كنيسة، وفاق عدد النازحين العشرة مليون نازح، منهم 3,5 مليون نزحوا إلى خارج أوكرانيا.

 

وقال اوستاش: لقد تكبّد الروس أكثر من 44 الف ضحية، من بينهم 15500 قتيل، وحوالي الف أسير، و 108 طائراة حربية، و 124 مروحية، و 530 دبابة، و 1600 عربة مدرعة، وقرابة 1030 آلية، و 47 منصة صواريخ ، وأضاف: لقد اعترفت الصحيفة الروسية كامسامولسكايا برافدا ب 9800 قتيل روسي، لكنه تم حذف الخبر بعد 15 دقيقة.

 

وبالنسبة للبنان قال السفير الأوكراني: ستؤثر هذه الحرب على لبنان في عدة مجالات، أهمها طبعاً استيراد الحبوب، التي يستورد لبنان نسبة 74% منها من أوكرانيا، وسيكون من الصعب على لبنان إيجاد بدائل سريعة، ولفت السفير إلى أنه فور توقف الحرب، ستعمد أوكرانيا إلى تزويد لبنان بما يلزم، وسيكون من أول المستفيدين.

 

وعن الطلاب اللبنانيين قال اوستاش: أنه تم إخراج أكثر من 90% من الطلاب اللبنانيين من أوكرانيا، ولقد عانا الطلاب اللبنانيون مثلهم مثل الشعب الأوكراني من الحصار والخوف والخطر،  والآن تعرض عليهم روسيا وبكل وقاحة الانتقال إلى الجامعات الروسية، لكن من سيعترف بالشهادات الروسية بعد هذه الحرب.

ورداً على سؤال أوضح السفير : أنه يتواصل مع وزير التربية اللبنانية، ومع السلطات الأوكرانية لمعالجة قضايا الطلاب، الذين توقفوا الآن قسرياً عن متابعة دراستهم، لكنه أضاف أنه يجب أن تتوقف الحرب أولاً.

وتوقع اوستاش أن تُحدث هذه الحرب تغييرات جيوسياسية، سيتأثر بها العالم خاصة الشرق الأوسط، وقال : لن تكون روسيا قادرة بعد الآن على دعم النظام السوري، وستفقد دورها الإقليمي، ووفق رأي السفير ستأخذ الدول الأوروبية مكان روسيا كوسيط لحل الأزمة السورية، وهذا قد ينعكس إيجاباً على لبنان، خاصة بالنسبة لعودة النازحين السورين إلى ديارهم، ولقد عانا لبنان طويلاً من أزمة النزوح السوري ، وأشا إلى أنه لا يتمنى أن يذهب الجنود السوريون للقتال إلى جانب روسيا في أوكرانيا، ولكن إذا ذهبوا سيلقون ما يلقاه الجنود الروس من مصير قاتم وموت.

 

ورداً على سؤال لمندوب الثائر حول المفاوضات الروسية الأوكرانية، وما يمكن ان تُسفر عنه من نتائج قال اوستاش: إن مطالب روسيا هي اعتراف أوكرانيا بضمِّ روسيا لشبه جزيرة القرم، واستقلال إقليمي لوغانسغ ودانيتسك الانفصاليين، ونزع سلاح الجيش الأوكراني، والتعهد بعدم الانضمام إلى حلف الناتو والاتحاد الأوروبي.

إن هذه المطالب هي مستحيلة ولا يمكن القبول بها، لأن في أوكرانيا يوجد نظام ديمقراطي، والشعب هو من يتخذ القرار، فكيف يمكن القبول بهذه الشروط إذا كان أكثر من 70% من الشعب يريدون الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي والى حلف الناتو؟  وأضاف اوستاش؛ إن القبول بمثل هذه الشروط يتطلب تعديل الدستور الأوكراني، وهذا لن يحصل لأن إرادة الشعب هي الأقوى ولن تقبل بهذه الإملاءات.

 

وقال اوستاش أن أوكرانيا يمكن أن تقبل باتفاق يحترم سيادتها إذا حصلت على ضمانات أمنية من الدول الغربية، لأننا تعلمنا أن الاتفاقات مع روسيا لا تساوي لديهم أكثر من قيمة الورقة المكتوبة عليها، ولقد تخلّت أوكرانيا سابقاً عن الأسلحة النووية، وسلمتها إلى روسيا بموجب اتفاق بودابست، والآن روسيا تهددنا بهذه الصواريخ الأوكرانية.

 

وختم اوستاش بأن بوتين فهم الآن أكثر من أي وقت سابق بأنه بحاجة إلى اتفاق مع أوكرانيا، خاصة أنه ستتم ملاحقته وأعوانه أمام محكمة العدل الدولية. لكن نحن نطالب بمحاكمة القادة الروس على غرار ما حصل بعد الحرب العالمية الثانية، عندما أُنشئت محكمة نورنبرغ لمحاكمة مجرمي الحرب في المانيا، ونريد إقامة هذه المحكمة في مدينة ماريوبول التي دمرها الروس.

زر الذهاب إلى الأعلى