حراك فرنسي على الساحة السياسية اللبنانية… هل تراجعت واشنطن؟
بقلم: ايناس كريمة

النشرة الدولية –

لبنان 24 –

بالتوازي مع الانتخابات النيابية اللبنانية ينشط الحراك السياسي على الساحتين الاقليمية والدولية حول الملفّ اللبناني بهدف ترتيب الأجواء وتنظيم مرحلة ما بعد النتائج. هذا الحراك تقوده فرنسا التي تقوم بعملية مشاورات واسعة مع مختلف القوى السياسية الأساسية في لبنان من دون معرفة المدى الذي ترغب باريس بالوصول اليه.

الثابت في هذا المسار أن الفرنسيين يعملون بشكل لافت لضمان الاستقرار وتجنّب التدهور الأمني والعدم الاقتصادي والمالي في لبنان، لذلك فهم يجرون سلسلة مشاورات مع “حزب الله” والقوى الحليفة له لمنع تفلّت الساحة بعد الانتخابات وحصول فراغ سياسي كامل في البلد.

فما هي الاهداف الكامنة لدى الفرنسيين والاسباب الحقيقية التي تقف خلف حراكهم المستمر الذي ابتعد بشكل شبه كامل عن منظمات المجتمع المدني التي كانت تحت رعاية باريس في المرحلة الماضية، إذ وفق مصادر مطّلعة فإن الفرنسيين يعدّون العدّة لتأمين نفوذ سياسي في لبنان بالتوازي مع الاتفاق النووي الاميركي – الايراني المتوقع ابرامه بين لحظة واخرى.

وبحسب المصادر، فإن باريس تعلم ان الاتفاق النووي سيليه مشاورات جدية حول الاقليم بين ايران وواشنطن في ظل احاديث كثيرة عن ان الاميركيين قد يمنحون طهران النفوذ الاكبر في الساحة اللبنانية، لذلك فهي تسعى لدور فاعل في لبنان من خلال دعم ما يسمّى باتفاق يرتّب كيفية ادارة الداخل اللبناني سياسياً ودستورياً من دون الذهاب الى تعديلات جذرية في النظام.

وتؤكد المصادر أن التمايزات الفرنسية – الاميركية التي حكمت المرحلة الفائتة قد تكون اقل حدّة في الايام المقبلة، خصوصاً بعد نجاح باريس بتقريب وجهات النظر بين دول الخليج ولبنان ما يعني ان واشنطن تراجعت عن التصعيد الذي انتهجته في تلك الفترة وعن ممارسة التضييق على لبنان للضغط على “حزب الله” وربما تتجه الى استراتيجيات جديدة في هذا الشأن.

في المحصلة يبدو أن النقاشات الحاصلة بين باريس والقوى السياسية المحلية قد قطعت شوطاً لا بأس به بعيدا عن الاعلام والرأي العام، وهذا قد يكون احدى العِبر التي تعلمتها فرنسا من مبادرتها السابقة التي تلت انفجار بيروت. وفي كل الاحوال لا يمكن التعويل على هذا الحراك الا على ضوء نتائج الانتخابات النيابية ومعرفة المسارات الاقليمية وما سينشأ عن التقارب الخليجي السوري والخليجي الايراني والايراني الاميركي.

زر الذهاب إلى الأعلى