الصهيوني أسد على السياسيين وأرنب أمام المناضلين ..!!
بقلم: صالح الراشد
ضخمنا الصهاينة حتى اعتقدنا أنهم لا يُهزمون ، ضخمناهم وزرعنا الرعب في القلوب العربية وفي فكر المبدعين ليشعروا بالدونية، كبرهم الإعلام الجاهل الباحث عن هزيمة بين السطور، وأسقطهم طفل بحجر وفتى بسكين ومقاتل برشاش وعالم بفكره وتاجر بطريقته في التعامل ومستثمر في نجاحاته، ليُظهر هؤلاء وجه الحقيقة بأن الصهاينة لا يتفوقون علينا بقوة وعلم وتجارة ومال، فهم ليسوا مبدعين مثلنا لكننا قزمنا أنفسنا حين تولى المناصب أجهلنا، ليقوم هؤلاء الحمقى بإبعاد العلماء أصحاب الفكر النهضوي الثوري في السياسة والعلم والاقتصاد والأدب، وروج هؤلاء المتسلقين القافزين على المناصب بأن الصهاينة أقوى من الجميع ليخفوا خيباتهم وضعفهم وجهلهم.
وفي كل قضية عالمية تظهر خُرفات وقصص كاذبة عن بطولات الصهاينة وقدراتهم السحرية على التحكم بالعالم، حتى بتنا نشعر أن العالم صهيوني مطبوع عليه النجمة السداسية بقوة الصهاينة وليس بهواننا على أنفسنا قبل هواننا على الناس، فالقوة الصهيونية برزت في مجال الإعلام وبالذات وسائل التواصل الإجتماعي حيث يتم نشر تقارير تُمجد الصهاينة بطُرق احترافية، ومثال ذلك التقرير الذي صدر عن جهات مجهولة ويروي كيف حارب الرئيس الروسي بوتين عائلة روتشيلد اليهودية، وكيف أنها السبب في جعل العالم يتوحد ضد روسيا في حربها مع أوكرانيا والتي صنعتها تلك العائلة.
ونشرت التقارير عن أملاك عائلة روتشيلد حتى اعتقدنا أنهم قادة العالم إقتصادياً وسياسياً وعسكرياً، ليروج التقرير الذي يُمجد بوتين على أنه ينتصر للعالم بهزيمة هذه العائلة، ويتحدث التقرير عن أسرار هذه الأسرة بكل دهاء مانحها مجداً لا تستحقه وقوة لا تملكها كل ذلك ضمن صورة عامة لإظهار قوة بوتين، لتمر المعلومات الأساسية ودون الشعور بخطورتها لفكر الإنسان لتوصله لمرحلة الشعور بالتقزم أمام عملاق روتشيلد المُصنع إعلامياً عبر تقرير لا يوجد ما يُثبت صحته ودقته، ليصنع الإعلام نمر من ورق ورعب من لا شيء.
لقد حول الإعلام العربي الجاهل بجميع أذرعه الرسمي منها والخاص ووسائل التواصل الإجتماعي والإعلاميون الجدد، حولوا الأرنب الصهيوني إلى أسد لا يُقهر وأضعفونا من داخلنا لتشعر الأمة العربية بشعوبها بأنهم مجرد أتباع يدورون في الفلك الصهيوني الذي يسيطر على جميع أركان حياتهم، وهو ما أدى إلى إنصياع مُهين لقرار الغرب المتصهين، لتنتصر الخرافة على الحق بفعل العقول المُغلفة بالرعب والبحث عن الحياة السعيدة في مجاري بني صهيون معتقدين أنهم وصلوا سدرة المنتهى، لينتهي أمرهم لا لشيء إلا لعبادة أرنباً يظنونه أسدا.
لقد كان الواجب على الإعلام العربي المأزوم المهزوم أن يُنصف الفلسطينيين ويضعهم في المكانة التي يستحقون، فقد اخترق أبطالهم كل السدود ولم ترهبهم الطائرات المسيرة ولا أجهزة الرقابة الالكترونية، فأسقط أحرار فلسطين جميع قصص الخرافة عن جيش لا يُقهر وشعب كله جيش، ليحولهم أبطال فلسطين لمجرد مجموعة من الأرانب ترتدي ملابس الأسود، ونتذكر كم مرة هزمتهم غزة وكيف قادتهم الفلسطينية دلال المغربي للموت زمرا، ليكون شعب فلسطين هو من يستحق التعظيم والتضخيم لأنه أعظم شعوب الأرض برجاله ونسائه وأطفاله، والحاضر شاهد لكن الإعلام سلاح الظُلم والقهر غير مُنصف.
آخر الكلام:
أرض رويت بدم أبطالها ترفض الخنوع و الهوان، لن تكونوا بأمان فارحلوا، ولن تعيشوا بهناء في أرض القتل والدم، فأنتم أسود على السياسيين أرانب في مواجهة الأبطال، وينطبق عليكم قول الشاعر عمران بن حطان حين قال:
أسد علي وفي الحروب نعامة
فتخاء تنفر من صفير الصافر