حراير نسوية
بقلم: د.  نرمين الحوطي

 

النشرة الدولية –

«الأدب النسوي: جوهره النظرية النسوية أو بشكل أوسع سياسات النسوية، حيث يعتمد على تصورات ومبادئ هذه الحركة في النقد الأدبي، وتهدف هذه المدرسة الفكرية إلى تحليل ووصف الطرق المستخدمة في الأدب والتي تصور الهيمنة الذكورية في سردها عن طريق البحث في الدوافع المادية والاجتماعية والسياسية والنفسية المضمنة في النصوص، ويمكن القول بأن هذا التوجه الفكري والنقد للنصوص قد أثر في طريقة تحليل ودراسة النصوص الأدبية كما أنه غير العرف العام فيما يتم تدريسه».

 

ذلك هو مختصر تعريف النقد والأدب النسوي، ولكن ما شاهدناه هذا العام وأخص خلال شهر رمضان الفضيل من مسلسلات سواء أكانت خليجية أو عربية كانت عكس تلك النظرية.

 

نعم.. فكثير مما يعرض من مسلسلات في هذا الشهر الكريم يثبت أخيرا أن الكتاب أصبحوا سواء أكانوا نساء أو ذكورا يهتمون بالمرأة والكتابة بتعمق وتحليل دقيق للشخصية النسائية والاهتمام بقضاياهن أيضا، ليس هذا فقط بل من الملاحظ أن العديد من المسلسلات ركزت على دور المرأة في المجتمع سواء أكانت أحداث المسلسل تدور في الماضي أو في واقعنا الحالي.

 

فإذا أخذنا على سبيل المثال لا للحصر القضايا الاجتماعية نجد أن بعض المسلسلات سلطت الضوء على العديد من القضايا الاجتماعية التي تخص المرأة كحضانتها لأطفالها أو قضية الطلاق أو تعدد الزوجات، ولكن.. لم يقتصر الأمر فقط على تسليط الضوء من الكاتب على قضايا المرأة، بل إننا نجد العديد منهم خاضوا في الكتابة التفصيلية والتشريحية لتلك القضايا عبر الاستعانة بالرأي القانوني للأحوال الشخصية والاستعانة أيضا بالرأي الفقهي، وهو تميز وإبداع من الكاتب بأن يقوم بطرح قضيته ليس فقط من أجل تسليط الضوء العابر، بل من أجل طرح القضية بشمولية ومن جميع زواياها، ذلك الشيء يحسب للمسلسل وللكاتب بأن ارتقى بعمله، بل نجد أن بعض الكتاب سواء من نون النسوة أو من واو الجماعة قاموا بطرح قضيتهم وما تحمل من آثار سلبية ليس فقط على المرأة، بل وعلى الرجل والمجتمع أيضا.

 

لم تقتصر المسلسلات في هذا الشهر الكريم على القضايا الاجتماعية والإنسانية التي تخص المرأة، بل نجد أن بعض المسلسلات التاريخية الاجتماعية قامت بإبراز دور وأهمية المرأة في تلك الحقبة سواء كانت من عبق الماضي أو من واقعنا المعاش، صحوة فنية كسرت الكثير من النظرية النسوية.

 

هذا العام يعد أدبيا وفنيا إنصافا للمرأة العربية بأن أغلبية الكتاب أصبحوا لا يسلطون الضوء فقط على المرأة، بل إنها أصبحت لها كتابها الذين يطرحون ويحللون قضاياها وإبراز دورها أيضا في المجتمع.

 

٭ مسك الختام: المرأة نصف المجتمع.

Back to top button