ماكرون ولوبن يتبادلان الاتهامات بالاستبداد
النشرة الدولية –
كلما اقتربت جولة الاعادة من الانتخابات الرئاسية الفرنسية ارتفعت حدة المعركة الكلامية بين الرئيس الفرنسي الوسطي إيمانويل ماكرون ومنافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبن.
ورغم محاولتها الدؤوبة للتخفيف من حدتها في الحملة الانتخابية، الا ان رفضها السماح بحضور مراسلين احدى الفعاليات الخاصة بها ورفضها استبعاد عقوبة الإعدام شكلا مادة خصبة لهجوم لاذع شنه ماكرون عليها قائلا إنها لم تتخل عن آرائها «الاستبدادية» والمتطرفة.
ورفضت مرشحة اليمين المتطرف تلك الانتقادات، وقالت لقناة «فرانس 2» أمس «هذا (الانتقاد) يجعلني أبتسم لأننا لم يكن لدينا أبدا رئيس يبدي علامات على التطرف أكثر من إيمانويل ماكرون»، مشيرة إلى سلوك الشرطة حيال التظاهرات السياسية مثل حركة السترات الصفراء.
وكررت لوبن خلال المقابلة تصريحاتها بأنها في حالة انتخابها رئيسة، فإنها لا تستبعد إجراء استفتاء عام حول إعادة العمل بعقوبة الإعدام. وكانت لوبن قد قالت سابقا إنها شخصيا ستصوت ضد مثل هذه الخطوة.
أما ماكرون فقد اعتبر أن نواياها «الاستبدادية» الحقيقية بدأت تظهر بعد أن منعت حضور فريق من المراسلين عرضا خاصا بها. وقال لتلفزيون «فرانس 2»: «على الرغم من كل الجهود، فإن الوجه الحقيقي لليمين المتطرف يعود. إنه وجه لا يحترم الحريات والإطار الدستوري واستقلال الصحافة والحريات الأساسية والحقوق».
واضاف ماكرون، الذي وصف في الآونة الأخيرة بيان لوبن السياسي بأنه مليء بالأكاذيب والوعود الزائفة التي تخفي جدول أعمال لليمين المتطرف يؤدي في نهاية المطاف إلى مغادرة فرنسا للاتحاد الأوروبي، إن مثل هذه التعليقات هي بداية «انجراف استبدادي».
وقالت لوبن إن العرض الذي رفض منح الصحافيين الاعتماد لحضوره كان ترفيهيا وليس صحافيا وإنها تحتفظ بالحق ـ الآن كمرشحة، ولاحقا كرئيسة إذا تم انتخابها ـ في اختيار من يمكنه حضور مؤتمراتها الصحافية.
وردت بأن ماكرون يظهر «ضعفه» وأنه ليس في وضع يسمح له بإعطاء دروس بشأن كيفية التعامل مع الصحافة. فقد كانت علاقة ماكرون مع وسائل الإعلام متوترة خلال فترة رئاسته، وتعرض الأسبوع الماضي لانتقادات لرفضه المشاركة في عدة عروض في أوقات الذروة قبل الجولة الأولى.
ومن شأن فوز لوبن في جولة الإعادة لانتخابات رئاسة فرنسا في 24 أبريل أن يتردد صداه في أنحاء أوروبا وعبر المحيط الأطلسي، إذ سيضع في قصر الإليزيه شخصية لديها شكوك عميقة في الاتحاد الأوروبي لطالما عبرت عن إعجابها بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وتعرضت لوبن لانتقادات في الماضي بسبب فهمها المهتز للجغرافيا السياسية، حيث أكدت ذات مرة أن روسيا لم تقم بغزو شبه جزيرة القرم عام 2014، ونظرا لدور الرئيس الفرنسي في تولي زمام القيادة في السياسة الخارجية، فقد عقدت لوبن مؤتمرا صحفيا استمر 90 دقيقة لاستعراض إمكانياتها التي تؤهلها لقيادة البلاد.
وقالت لوسائل إعلام عالمية وفرنسية إنها ترغب في إزالة «سوء الفهم» بشأن سياستها الخارجية. وأضافت أن «فرنسا ليست دولة متوسطة لكنها قوة كبيرة لاتزال مهمة»، وشرعت في حوار منفرد لمدة 30 دقيقة عن الإنجازات التاريخية لفرنسا قبل أن تحدد الاختلافات مع ما وصفته بالديبلوماسية «الثرثارة والسطحية وغير المدروسة» للرئيس ماكرون المؤيد لأوروبا.
وقالت إنها أسيء الحكم عليها في عباراتها السابقة عن تقديرها لبوتين، قائلة إنها كانت تدافع فقط عن المصالح الفرنسية في اتصالاتها مع زعيم الكرملين، بما في ذلك الدعوات للتحالف مع موسكو.
وأضافت «بمجرد انتهاء الحرب الروسية ـ الأوكرانية وتسويتها بموجب معاهدة سلام، سأدعو إلى تنفيذ تقارب استراتيجي بين حلف شمال الأطلسي وروسيا».