ماذا وراء تصريح المصري..!!
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
ارتاب الشعب الأردني وزاد هلعه من تصريح رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري بأن الوطن ذاهب صوب الإفلاس، وسبقه رئيسي الوزراء عبد الرؤوف الروابدة والدكتور عبدالله النسور بتهديد مماثل عن صعوبة المرحلة والحاجة لخطط سريعة لتجنب المخاطر المتتالية، ليدب الرعب في نفوس المواطنين بأننا قد نواجه مصير لبنان، وبدأت بعض الدراسات التي تؤيد مقولات رؤساء الوزراء السابقين بالظهور للعلن، فيما الرئيس الحالي بشر الخصاونة يُدافع عن الوضع الإقتصادي الأردني ويؤكد أنه سليم ، ليصبح غالبية الشعب في مرحلة ضبابية .
ولم يمض وقت طويل حتى ظهر رئيس الوزراء الأسبق وقد يكون القادم سمير الرفاعي، مهاجماً المصري وطالبه بعدم استثمار أزمات الدولة لا سيما ان الجميع شُركاء في الوضع الذي وصل له الوطن، وهذ يعني أن تضخيم القضية يتزايد ككرة الثلج من يوم لآخر لزيادة الخوف لا سيما ان “الردح” بين أصحاب الدولة العارفين بشؤون الوطن أو هكذا هو الأصل قد بدأ، مما يُشير إلى محاولة زملاء المهنة زيادة الضبابية.
والمعروف ان الخمسة جزء هام ممن ساهموا في صناعة سياسة الدولة، وإن كان هناك أخطاء فهم جزء من هذه الأخطاء المتراكمة، وبالتالي لن يجرؤ أياً منهم على إطلاق هذا التصريح الخطير دون إذن مسبق، مما يؤشر إلى وجود نوايا لإتخاذ مجموعة من القرارات الإقتصادية الصعبة التي ستتخذها الحكومة وتزيد من ألم الشعب، وستتسبب في تفاقم صعوبات الحياة لكن الشعب المرتعب من إعلان الفساد سيتقبلها دون اعتراض، خوفا من يكون القادم أكثر وجعاً.
وحتى تكتمل صورة الرعب سيبدأ الإعلام بإستضافة عدد من المحللين الإقتصاديين الذين سيزيدون الضغط النفسي على المواطنيين، والذين قد يبدأون بقبول الاقتراحات الصعبة التي يطلقها المحللون كحلول وحيدة عبر مقابلات منظمة ومنسقة للترويج لقرارات الحكومية قبل إطلاقها، لتشكل القرارات الحكومية الصعبة والتي كان سيتم رفضها دون ضغط الإفلاس طوق النجاة للوطن والمواطنين، رغم أنها ستأخذنا صوب الأصعب.
وسيستشهد المحللون ومن يحملون الفكر الحكومي بالقضايا العالمية وتراجع الدعم العربي للأردن، وسيضعون الحرب الروسية الأوكرانية كشماعة يعلقون عليها ارتفاع الأسعار، لا سيما ان هذه الحرب غير معروفة النتائج، وبالتالي سينشرون الضبابية بشكل أوسع ليجعلونا نقبل بالخيار الأصعب الذين لن يطول الوقت حتى يتم الإعلان عنه كخطوة في طريق التصحيح ونهضة الوطن.
آخر الكلام:
لم أثق بأي رئيس وزراء كون كلامهم في العلن ليس كما هو في الجلسات المُغلقة، كما أن معاناة الوطن تتزايد مما يعني ان لا أحد منهم يملك الحل، فلماذا يهرفون بما لا يعرفون..؟!!