مصممة الأزياء العراقية هناء صادق تُبرز جاذبية المرأة العربية وترسم أشعار الحب بالخط العربي على الأزياء
النشرة الدولية –
يطغى الخط العربي على تصاميم هناء صادق المطرزة، إما من خلال أبيات من قصائد الحب أو ببساطة بحروف ملونة متناثرة بألوان زاهية، تضفي لمسة شرقية عصرية تُبرز جاذبية المرأة العربية.
وفي مشغلها داخل منزلها وسط عمّان، تجلس مصممة الأزياء عراقية المولد، والتي قدمت عروضا لأزيائها في نحو 37 بلدا، وسط كم هائل من الأزياء العربية التقليدية والحلي الفضية القديمة التي تظهر تمسكها بثقافة وتقاليد وطنها.
يبرز الخط العربي في تصاميمها، من الخط “الكوفي” أو”الديواني” أو “الرقة” أو “الثلث”.
كذلك تزيّن أزياءها بأبيات من قصائد حب لأشهر الشعراء العرب، كنزار قباني ومحمود درويش وبدر شاكر السياب ومظفر النواب وفدوى طوقان.
وتحمل هناء (72 عاما) شهادة في الأدب الفرنسي من جامعة بغداد ودرست الفن التشكيلي هناك، وتصميم النسيج والرسم على الحرير والخزف في باريس، وتدخل الحرف العربي على الأزياء العصرية منذ 25 عاما.
وتقول هناء إن “الخط العربي هو الأجمل”.
وتشرح السبعينية ذات الشعر الطويل، والتي وضعت الحلي حول عنقها وخواتم تحمل أحجارا كريمة، أنها “استعملته بحوالي ثلاثين طريقة”. وتضيف “كل فترة أنتقل إلى نوع معين من الكتابة على الملابس التي أصممها مرة بالطباعة ومرة بالتطريز ومرة بالخرز”.
وتضيف أنها أرادت أن تحتفي بالكتابة التي ولدت في أواخر الألفية الرابعة قبل الميلاد في بلدها العراق أو ما كان يعرف سابقا ببلاد ما بين النهرين والتي “لولاها لما كانت كل هذه الحضارات”.
وصممت هناء خلال مشوار حياتها العديد من الأزياء للمشاهير ومنهم الملكة رانيا والملكة نور وملكة إسبانيا صوفيا، وممثلات عالميات مثل كلوديا كاردينالي وأميرات عربيات وشيخات خليجيات.
وسافرت إلى كل البلاد العربية ودرست تراثها في الحلي والأزياء لأنّ المراجع الأكاديمية لم تكن كافية في هذا الإطار في عالم التصميم.
وفي رحلاتها المكثفة في كل أنحاء العالم العربي، جمعت نحو طن من الحلي الفضية القديمة ونحو خمسة آلاف قطعة من النسيج والأزياء العربية التقليدية وقفاطينها التي تجسد السحر الخفي للمرأة العربية. إنها مزيج من الألوان الزاهية والمذهلة.
وتنتشر التفاصيل وتتناثر الحروف في أزياء هناء التي عشقت هذا الفن منذ كانت في العاشرة من العمر عندما كانت ترتاد محل جدها تاجر الأقمشة البغدادي والذي كان يتحدث مع التجار بالتركية والفارسية والهندية.
كما تأثرت بجمال ملابس جدتها “التي كانت ترتدي الزي الهاشمي وتمشي بين النساء بكل أناقة وكأنها طاووس”.
والزي الهاشمي هو ثوب شعبي عراقي يصنع من قماش رقيق جدا وشفاف واسع الأكمام والأطراف ويزين بزخارف ورقية نباتية جميلة باللون الذهبي أو الفضي على قاعدة سوداء، وكان رائجا لدى العراقيات في خمسينات وستينات القرن الماضي خاصة في وسط وجنوب العراق.
وتضيف هناء التي تقيم ما بين باريس وعمّان منذ عام 1982 “لاحظت أن الرجل العربي يحب أن تلبس زوجته الأقراط وأن تضع شيئاً فوق رأسها وتضع العقد والخلاخل والحزام والأساور والخواتم التي تبدو جميلة وتعطيها أنوثة”.
وتابعت “صحيح أن الأزياء العربية تستر جسد المرأة ولكن فيها أنوثة عالية”.
وترى هناء التي ألّفت بثلاث لغات هي العربية والإنجليزية والفرنسية كتاباً بعنوان “الأزياء والحلي العربية إرث بلا حدود” يتناول الأزياء العربية من اليمن إلى المغرب العربي، أن “الملابس الغربية لا تناسب جسد المرأة العربية”.
وتضيف “مع الأسف هذه نتيجة العولمة التي جاءت إلينا في القرن العشرين وأصبحنا نقلد الغرب في كل المجالات، في العمارة والأثاث والملبس والأكل”.
وخلصت إلى القول “ما يهمني في كل عملي هو أن تبقى المرأة أنثى وأن ينجذب الرجل إليها كأنثى بمعنى أن لا تمر من أمامه دون أن ينتبه لها ويرى أنها جميلة”.