لا تنسوا العسكريين المتقاعدين «الأسرى»
بقلم:  الجازي طارق السنافي

النشرة الدولية –

أصدر نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع توجيهات مباشرة إلى قطاع الشؤون المالية في وزارة الدفاع بصرف البدلات الخاصة للعسكريين من الضباط وضباط الصف والأفراد المتقاعدين وفقا للقرار الوزاري رقم 424 لسنة 2021 في شأن البدلات والمكافآت والكوادر الإضافية للعسكريين بأثر رجعي، اعتبارا من تاريخ 1 أبريل 2021، الذي يترتب عليه الزيادة في قيمة البدلات المستحقة لهم أسوة بزملائهم العسكريين المتواجدين بالخدمة، كما وجه معاليه القيام بصرف المكافأة المقررة للمجندين غير العاملين في القطاع الحكومي أو القطاع الخاص، على أن يتم صرف بدلات العسكريين المتقاعدين قبل إجازة عيد الفطر السعيد.

كما قامت اللجنة الرباعية التي تضم وكيل وزارة الداخلية، ووكيل الحرس الوطني، ورئيس أركان الجيش، ورئيس قوة الإطفاء، برفع توصية بمنح معاش استثنائي (12 شهرا) لمن تقاعد بعد تاريخ 1 يناير 2015، ولم يستفد العسكريون الذين تقاعدوا قبل ذلك من العلاوات الأخيرة التي تم صرفها للمتقاعدين (مقتبس من حساب الجيش الكويتي).

وهنا.. نرجو أن يتم إنصاف العسكريين الذين قدموا خدماتهم وضحوا في سبيل الوطن، أسرى الغزو 1990، ومن تقاعد في التسعينيات وبداية الـ 2000، هؤلاء العسكريون لم يحصلوا على البدلات المستحقة بعد تقاعدهم، وسحبت منهم أوسمتهم والكثير من المزايا التي يتمتع بها زملاؤهم العسكريون الجدد، ولم يحصلوا على المكافآت، بل كانت مكافآتهم بعد أسرهم في الحرب هي الإحالة إلى التقاعد فقط وسحب المزايا ونسيانهم.

من المفترض على أن من خدم في الجيش وكان أسير حرب، أن يتمتع بمزايا أفضل، أسوة بجيوش العالم التي تقدر أسراها ومنتسبيها وتقدم لهم مزايا استثنائية، تختلف عن المزايا التي تقدمها للعسكريين الذين لم يؤسروا من قبل ولم يخوضوا حربا. فكل دول العالم -باستثناء الكويت- تكرم أسراها ومن يخدم خارج حدودها وتعاملهم معاملة «خاصة»، وهناك من يعفيهم من الضرائب ويقدمون لهم سكنا مجانيا وتكريما سنويا ومعاملة خاصة لهم، ولكن هذا لم يحدث على الإطلاق مع هذه الفئة من العسكريين والضباط.

نأمل أن يتم إنصاف العسكريين المتقاعدين وأسرى حرب 1990، وأن تصرف لهم مستحقاتهم المالية- التي انتقصت- بأثر رجعي، فهؤلاء قدموا ما لم تقدمه أي دفعة عسكرية حديثة، وضباط الجيش المتقاعدون يعتبرون ضباط احتياط لم تنته حياتهم المهنية، ولا يمكن الاستغناء عن خبراتهم، ونسيان تاريخهم وتضحياتهم، نتمنى أن يجدوا التقدير من الجيش ومن الدولة، فهذا أقل ما يمكن تقديمه لهؤلاء الأبطال المنسيين.

٭ بالقلم الأحمر: نتمنى أن تصل الرسالة إلى نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى