يا ستي يا مختارة (2)
بقلم: أسرار جوهر حيات

النشرة الدولية –

قبل سنوات، كتبت مقالاً بعنوان «يا ستي يا مختارة»، طالبت خلاله أولا بتفعيل دور المختار، وثانياً بتنصيب النساء في هذا المنصب، كون لا قانون يمنع ذلك. فبالرغم من ان القانون حدد صلاحيات للمختار، فانه مع مرور الوقت يبدو أن الوظيفة تحولت الى وظيفة وجاهة وترضية، لبعض الأسماء والأسر، لمنحهم مناصب حتى وإن كانت بلا عمل فعلي! فأصبح المختار اسماً لا نراه على أرض الواقع ولا نستطيع الوصول اليه.

ففي موقف فعلي حصل لي، ذهبت مرة لمختارية احدى المناطق، أسأل عن المختار، لم يكن في المبنى سوى سكرتير ومراسل، استغربا سؤالي عن المختار وأمطراني بوابل أسئلة عن سبب سؤالي عنه.. وكأنني اسأل عن شخصية لا يجوز السؤال عنها!

اليوم، نحن بحاجة لتفعيل دور المختار، ليكون حلقة وصل بين أهالي منطقته وبين وزارات وجهات الدولة، خصوصاً جهات كوزارات الاشغال والبلدية والتربية والصحة، وكل وزارة خدمية تقدم مشاريع وخدمات للمواطنين والمقيمين، فيجب أن يعاد احياء هذه الوظيفة العامة، أسوة بدول متحضرة كثيرة، دور المختار أو العمدة فيها دور حيوي وفعال مع المواطن والسائح كذلك.

فعلى سبيل المثال لا الحصر، يمكن للمختار أن يكون حلقة وصل بيننا وبين وزارة الأشغال حول شكاوى الطرق، طلبات تعديلها، استحداث مطبات في الأماكن التي تتطلب ذلك، وغيرها من أمور، بينما يجب أن يكون للمختار دور مع البلدية لتحديث وتعديل وتطوير وتجميل المناطق والأحياء السكنية، فضلاً عن ضرورة وجوده لتلمس احتياجات الحي أو المنطقة من مدارس ورياض اطفال ومستوصفات، ونقلها للجهات الحكومية، سواء كانت وزارتي التربية أو الصحة، بل يجب أن يكون مختار المنطقة حاضراً في اجتماعات الجهات الحكومية التي تناقش احتياجات ومتطلبات الأحياء السكنية، هذا طبعاً بعد أن يكون دوره قد تفعل ومن خلاله تواجده وممارسته لمهامه بفاعلية يكون ملماً باحتياجات الأهالي، لا العكس.

ويبدو اليوم هذا المنصب، الذي تحول مع المرور الى منصب شرفي، من دون عائد فعلي، مجرد هدر للمال العام برواتب ومقر عمل وغيرها من مصاريف، بينما يمكن الاستفادة الفعلية من هذه المناصب، عبر تفعيلها الذي لا يتطلب سوى تطبيق قانون موجود فعلاً. بل ويجب ألا يكون المنصب حكراً على الرجال، خصوصاً ان منصب المختار يجب أن يهتم بجانب جمالي للمنطقة، أو الحي السكني، بالتالي فإن المرأة كذلك قادرة على أن تبدع في منصب يتلمس احتياجات الناس والأحياء، بل ندعو فعلياً إلى تنصيب نساء في مختاريات المناطق بعد أن فشل الرجال، أو بعضهم لنكون منصفين، في ادارة هذه المناصب، بل ساهموا باختفاء دور المختار وجعلوه مقتصرا على تسجيل الناخبين فقط!

الحوادث والشواهد التي تؤكد على ضرورة تفعيل دور المختار كثيرة، فعلى سبيل المثال، أنا أسكن بحي، فيه أرض فضاء، تحولت مع مرور الوقت الى ساحة لرمي النفايات والمخلفات، الى أن اصبحت هذه الساحة مكانا يشوه جمال الحي، فاصبحنا نتناوب مع السكان على تأجير سيارات وعمال لتنظيفها، على حسابنا الشخصي، بعد أن نستها البلدية، بينما لو كان هناك دور فعال للمختار، لكان هو حلقة الوصل بيننا وبين الجهات الرسمية ليجنبنا عناء تنظيفها!

زر الذهاب إلى الأعلى