حسين مستراح خبير التاتو من لبنان الى العالم

النشرة الدولية –

دارسة الفن ومتابعة العمل ضمن المجال ليس بالأمر السهل لمعظم خريجي الفنو التشكيلية سنتعرف على أحد الفنانين وكيف شق طريقه في الحياة العملية.

بعد الإتصال بالفنان عن طريق الهاتف)كنا زملاء دارسة(، إتفقنا على موعد محدد في مكان عمله بعد تحضير مجموعة من الأسئلة توجهت للقاءه على الموعد المحدد) يوم الجمعة، عند الساعة11 صباحا ولمدة ساعتين( وكان  البحث هو زبدة الحوار وبعد موافقته إلتقطت بعض الصور للمكان وله.

الوشم هو شكل من أشكال التعديل الجسدي ويتم بوضع علامة ثابتة على الجسم وذلك بغرز الجلد بالإبرة ثم وضع الحبر عن طريق هذه الفتحات والجروح ليبقى داخل الجلد ولا يزول. يعتبر الوشم على جسم الإنسان كنوع من التعديل الجسماني والزخرفة، بينما على الحيوان فهو أكثر شيوعاً ويكون لأغراض تحديد الهوية أو المالك. الوشم موجود منذ عدة قرون في جميع أنحاء العالم، وشم الوجوه عند الآينو) السكان الأصليين لليابان ( كنوع من العادات والتقاليد. عند الأمازيغ) شمال أفريقيا (، عند الماوري)نيوزيلندا(، الهوسا في شمال نيجيريا، عند البدو، وغيرهم في أنحاء العالم. سواء كان للزينة أو للتمييز وبالرغم من بعض المحرمات التي تحيط بالوشم، إلا أن هذا الفن لا ي ازل يحظى بشعبية كبيرة.  تم إكتشاف مومياءات تعود الى العصر النحاسي اي حوالي 3400 سنة قبل الميلاد، تحمل الوشم كربوني تتكون من نقاط وخطوط بسيطة قد تكون شكلاً من أشكال العلاج بسبب موضعهم الذي يشبه الوخز بالإبر. هناك خمسة أنواع من الوشوم: وشم الجرحي أو الطبيعي، ينتج عن الجروح والإصابات.  وشم الهواة  والوشم الإحترافي عن طريق الآلات الحديثة، الوشم التجميلي أو المكياج الدائم و الوشم الطبي.

الإسم محمد حسين مستراح، ولد سنة 1992، من بلدة الطيبة_ضيعة في جنوب لبنان .في الفترة التي سبقت الدخول الى الجامعة، كان قد بدأ برسم الصور الشخصية حسب الطلب، بقلم الرصاص و  الفحم، مقابل مردود مالي بسيط. أكمل تعليمه الثانوي وتقدم لإختبار الدخول لقسم الهندسة المعمارية ) ضمن إهتمامه الفني  (في الجامعة اللبنانية،  ولكنه لم يتوفق، فدرس في قسم العلوم ولكنه لم يستطع أن يكمل الدراسة حيث لم تكن المواد ضمن إهتماماته فتقدم للإنضمام إلى قسم الفنون التشكيلية وهكذا بدأ بدراسة ما يحب سنة 2011 في الجامعة اللبنانية الفرع الأول. تخرج  دورة 2013-2014.  كان منذ السنة الأولى مميز بخطوطه وإحساسه الفني، على الرغم من إنشغاله بالعمل الى جانب الدراسة من أجل دفع مصاريف الجامعة و مساعدة الأهل. عمل في خدمة توصيل الطلبات التي فتحت الباب أمامه بالصدفة، عندما أوصل طلبية في أحد الأيام إلى محل لرسم الوشم، إستهواه منظر الرسم على الجسم، وعندما عرف الرسام بموهبته في الرسم عرض عليه أول مكنة للوشم مع حبر ومجموعة أبر، مقابل مبلغ لم يكن يملك سواه، بالرغم من كون المكنة  ليست ذات جودة عالية، ولا الحبر،  ولكنها كانت البداية مع فن الوشم أو ما يعرف بال”تاتو.”

لم يكن من الصعب العثور على متبرع لتجربة الوشم على جسده، فكان صديقه) عباس ريحان ( هو أول من حصل على أول وشم، كان جمجمة بشرية تلبس طاقية، واستمر بالتجارب حتى ازد عدد الذين يودون الحصول على وشم، أول محل كان مترمتر ونص، غرفة في أسفل البناية في منطقة الشويفات التي خلال سنة ونصف صار المحل أكبر4)(4. كان الرسم بسيط و ليس محترفاً وكان في بداية دراسته الجامعية. دراسة الفنون التشكيلية بموادها النظرية و العملية، خاصة دراسة مواد التأليف ونظريات الألوان وتاريخ الفن و التعرف على مختلف المدارس الفنية والخط العربي والتصوير وب ارمج المعلوماتية، أعطت قوة وإمكانيات أثرت إيجابيا على عمله في الوشم، أصبحت الرسوم ناضجة وملفتة. بتشجيع من أساتذة الجامعة لإنهاء دراسته الجامعية، لإيمانهم بموهبته ونجاحه. حصل على الإجازة .2014 نظمت الجامعة اللبنانية رحلة لطلاب الفنون التشكيلية إلى إيطاليا) روما-فلورنسا( لمدة 8 أيام، ازر فيها أهم المتاحف الفنية، كانت رحلة العمر وأهمها، روعة الأعمال الفنية من لوحات وتماثيل التي درس عنها في الجامعة” بوتوشيلي- مايكل أنجلو-دافنتشي-ارفيئيلو-برنيني وغيرهم”. إستوحى بعض رسومه من هذه الأعمال كما سنرى ضمن أعماله. مشروع التخرج كان تحت عنوان: لكلٍ شهيده/3م*2م/مكس ميديا/أكريليك+رمل/الإسلوب تعبيري وتجريدي/ إشراف الدكتورة فاطمة الحاج. بعد التخرج تفرغ لعمله في الوشم فتوسع في عمله، إنتقل إلى مساحة أكبر في موقع مميز يستقطب عدد أكبر من محبي الوشم، وكان له ما أ ارد، أصبح معروفاً لدى شريحة واسعة في المجتمع المحيط و خارجه، فكانت أعماله تثير إعجاب من ي اره، فيسعى للتعرف على مست ارح ورسم ه الذي بدوره يرضي كل الزبائن. يستخدم اللونين الأسود والرمادي  والقليل من الأبيض في رسمه الذي يرضي كل الزبائن. عند سؤاله عن المتاعب التي تواجهه في عمله، قال: عندما يصر الزبون على رسمة و تأليف محددين، وقد أرفض تنفيذ الرسمة، بالنتيجة يجب الحفاظ بل رفع مستوى العمل، و تحديد نوعية الرسم، يحددها الفنان أكثر من الزبون، بالرغم من إن الإتفاق على الرسمة يتم بين الفنان و الزبون خلال خطوات التحضير للعمل، والوشم لا يحتمل الخطأ في التنفيذ.

تبد أ الخطوات بتحضير الرسم على برنامج الفوتوشوب على الكمبيوتر بمشاركة أري الزبون خلال التحضير ثم يتم طبع الرسم على ورق خاص الذي بواسطته ينقل الرسمة للمكان الذي تم تحديده على الجسد، ثم بإستعمال إبر مختلفة الحجم حسب دقة الرسم و لون الحبر تبدأ عملية الوشم التي تستغرق وقتاً يعتمد على حجم الرسم وتفاصيله وقد  تستغرق أكثر من جلسة للحصول على النتيجة المرجوة التي ترضي الطرفين.

قد يكون مستارح غائباً عن الساحة الفنية التشكيلية. رسم الوشم إستأثر بكل وقته فلم يستطع المشاركة في المعارض  الفنية ولكنه بالمقابل كان من مؤسسي البطولات اللبنانية لرسم الوشم وأول مسابقة كانت عام 2017 حاز على المركز الثالث في مسابقة مارماريس في تركيا )التاتو الواقعي2019(.

شارك في عدة مسابقات عالمية متباريا مع أشهر ارسمي الوشم العالميين أمثال:

Dave Paulo, Sam Barber, Jack Konoly, Benjamin Laukis, Lukas Smyku

عام 2018 مسابقة الشرق الأوسط، 2018 أكسبو تاتو روما، 2018 تاتو أمستردام، 2018 تاتو أثينا، 2019 تاتو باريس

كان العربي الوحيد ضمن المتبارين، بالرغم من عدم حصوله على مركز مميز سيبقى هدفه الحصول على بطولة العالم في الوشم في السنين القادمة. يأمل أن يفتح مرسماً عند التقاعد في ربوع ضيعته الطيبة.

موقع المحل حالياً في أهم شارع في بيروت الغربية، شارع الحم ار، حيث الحركة المستمرة و سهولة وصول الزبائن  للمكان والكل مرحب به. في نهاية المقابلة التي تمتعت بالشفافية و الترحاب، غادرت المكان الذي يمكننا أن نسميه إستوديو تزين الجدارن  لوحات وأعمال فنية أنجز معظمها أثناء دراسته للفنون .

زر الذهاب إلى الأعلى