سوق العملات الرقمية ينزف.. فهل يتّجه إلى الزوال؟
النشرة الدولية –
الديار –
شانتال عاصي –
تصدّرت عبارة “انهيار عملة لونا LUNA الرقمية” محركات البحث الشهيرة في الآونة الأخيرة حيث سجلت العملة الرقمية “لونا” انهيارا ملحوظا في غضون أيام قليلة وفقدت أكثر من 90% من قيمتها السوقية، تزامناً مع انخفاض قيمة عملة البيتكوين خلال اليومين الماضيين إلى ما دون ٣٠,٠٠٠ دولار وبذلك تكون قد خسرت ٥٠٪ من قيمتها في آخر ٧ أشهر.
واللافت أن هذا الإنخفاض تزامن مع تراجع شهدته أسواق الأسهم حول العالم خلال الأيام الماضية خاصةً تلك المرتبطة بالتكنولوجيا، ممّا يشير إلى أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين الأسواق الرقمية والأصول التقليدية، بحسب الخبير في التحول الرقمي ومواقع التواصل الإجتماعي فريد خليل.
إنخفاض قيمة العملات الرقمية
حول انخفاض قيمة العملات الرقمية، اعتبر “خليل” أن منسوب التخوف من إستمرار إنخفاض قيمتها والتي “ستتابع انخفاضها على الأرجح”، ينتج عن انعدام قيمة عملة “لونا” ورفع الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لسعر الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية – في أعلى مستوى له منذ أكثر من 20 عاما. بالإضافة إلى تعافي السوق الإقتصادية من تأثيرات جائحة كورونا حول العالم وعودة الإستثمارات في الأصول التقليدية التي تعتبر أكثر أماناً، مما يظهر عدم ثقة المستثمرين في العملات الرقمية بعد، فمعظمهم يعمل على التداول بها بسبب سرعة وكبر حجم المردود التي شهدته في فترة تدفق كبار المستثمرين المحترفين، مثل صناديق التحوط وشركات الاستثمار المالي إليها.
هل تعاود ارتفاعها؟
أما عن إمكانية عودة ارتفاع سعر العملات الرقمية، فقال الخبير في التحول الرقمي أن لا أحد يملك الإجابة المؤكدة والحتمية، ولكن ولكن هناك مؤشرات تؤكد استمرارية هذه العملات وتعافي قيمتها، وبخاصةٍ بعد إعلان شركة “ميتا” عن البدء بالسماح للمستخدمين وصناع المحتوى بنشر المقتنيات الرقمية على منصة إنستغرام الأسبوع الفائت، مما يكشف تحرك نحو تبنّي الأصول غير القابلة للإستبدال NFTs.
كما ستعمل على إضافة “وظائف مماثلة” على تطبيقيّ فيس بوك وواتساب، مما سيفتح أسواق جديدة للتداول في العملات الرقمية.
منصات التداول العملات الرقمية
على صعيد منصات التداول بالعملات الرقمية، حذّرت جهات عدّة من إفلاسها في القريب العاجل، ممّا اعتبره “خليل” عار من الصحّة وبخاصّة الشركات الكبرى مثل : Binance وcoinbase. وقال: “خطر الإفلاس موجود وغير مستبعد مثلها مثل أي شركة تتداول بالأصول التقليدية وتتأثّر بأي خسارة تتعرض إليها”. ولكن هذا لا يعني أن مستقبل العملات الرقمية ومنصّات التداول بخطر، مؤكّداً أنه لن يزول”.
فسوق العملات الرقمية معروف بأنّه شديد التقلّب ويتأثّر بعدّة عوامل سياسية، إجتماعية، أو حتّى تغريدة من أحد أبرز روّاد قطاع التكنولوجيا مثل “إيلون ماسك” أو “غاري في”.
العاصفة المثالية
وفي هذا السياق، علّق المحلل الذي يغطي شركات التداول بالعملات الرقمية والتكنولوجيا المالية في مجموعة “ميزوهو” لصحيفة “نيويورك تايمز” “دان دوليف”: “ما يحدث هو شبيه بالعاصفة المثالية”. في وقت اعتبر فيه المنتقدون أن هذا الانهيار طال انتظاره، في حين قارن بعض المحللين التحذير والخوف ببداية الأزمة المالية لعام 2008، وفقا لـ”نيويورك تايمز”.
والجدير بالذكر أن سوق العملات الرقمية خسر نحو 900 مليار دولار من قيمته السوقية خلال شهر واحد، وفقا لـ”كوين ماركت كاب”.
ولكن لا بد من طرح علامة إستفهام كبرى على الصعيد التكنولوجي، إذ كيف لأسواق تعتمد على اللامركزية أن تصبح مرتبطة في أسواق اساسها مركزي! فهل هذه خطوة تطويق من قبل كبار شركات التكنولوجيا لجيل الويب 3.0 والنظام اللامركزي، للمحافظة على خصوصية النظام المركزي من ناحية السيطرة على البيانات والداتا التي تشكّل أحد أبرز مصادر الأموال لهذه الشركات؟
ختاماً، على كل من يريد التداول في العملات الرقمية ودخول هذا المعترك، الإدراك أن هذه السوق دائماً ما تشهد تقلّبات وبالتالي عليه أن يراقب ويطّلع على كل تطور تكنولوجي مرتبط بها، ليقلّص من خطر خسارة أمواله بقدر المستطاع.