هل تهبّ رياح التغيير على الرئاسة والنيابة أو تتم التسوية؟
بقلم: جويل بو يونس
النشرة الدولية –
الديار –
الى ما بعد 15 ايار تتوجه كل الانظار، فصفحة استحقاق انتخابات 2022 طويت مع ما انتجته صناديق الاقتراع من برلمان جديد هو عبارة “عن خلطة عجيبة غريبة” تمكنت فيها قوى التغيير من فرض نفسها على المعادلة الحزبية فتلوّن المجلس وضاع حابل الاكثرية بنابل الاقلية ، فبات من الصعب تحديد وجهة الخيارات المقبلة والمشهد الذي سترسو عليه الاستحقاقات المقبلة وفي مقدمها رئاسة مجلس النواب ونيابة الرئاسة قبل الوصول الى الاستحقاق الحكومي. فهل تهب رياح التغيير ايضا على من تربع على عرش البرلمان لسنوات طوال فيعود بري رئيسا لمجلس النواب او يغيب في الولاية السابعة؟
سياسيا ، يبدو ان وضع الرئيس بري اليوم لا يشبه ابدا الامس، فاستاذ البرلمان “مش مرتاح” لعدد الاصوات التي قد يحوزها ، وعلى عكس كل السنوات السابقة، بري ليس ضامنا لاكثرية اصوات تؤمن له فوزا مريحا”، فال98 صوتا التي حازها عام 2018 لن يتمكن من حصدها في برلمان 2022 وسط موجة الاعتراضات على اعادة انتخابه من دون ان يعني ذلك ابدا ان الرئيس بري لن يتمكن من حصد مرة جديدة لقب “رئيس مجلس النواب”، كما يجزم مصدر بارز للديار.
قراءة لبعض المواقف التي لم تتظهر جميعها بعد ، يظهر انه حتى اللحظة لا تزال اكبر كتلتين مسيحيتين على موقفهما السابق ، فمصادر القوات اكدت للديار التزامها بما اعلنته سابقا من انها لن تنتخب بري رئيسا وتشير المعلومات هنا الى ان تكتل الجمهورية القوية سيعقد اجتماعا اليوم لحسم الموقف من الرئاسة والنيابة.
كما القوات هكذا التيار الوطني الحر الذي كان رئيسه جبران باسيل قد اعلنها صراحة عشية الانتخابات بان لا شيء يوجب تسمية بري رئيسا لمجلس النواب.هذا الموقف جددت التأكيد عليه مصادر نيابية مطلعة على جو التيار ما يؤشر الى ان التيار لن يسمي بري وقد يترك في النهاية الحرية لاعضاء التكتل لاتخاذ القرار الذي يرونه مناسبا تجاه التسمية او عدمها.
وفيما واضحا بدا موقف الكتائب الداعية للتغيير، فرئيس تيار المردة سليمان فرنجية كان واضحا بالامس عندما سأل : في مرشح غير الرئيس بري؟ما يؤشر بوضوح الى ان فرنجية يتجه لتسمية بري تماما كرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الحليف التاريخي لبري والمرجح ان يسير به رئيسا للبرلمان.
تبقى العين على قوى التغيير من الوجوه الجديدة والبالغ عددها 14 في برلمان 2022 فعلى الرغم من ان غالبيتها ضد اعادة انتخاب بري فقد عملت الديار ان اجتماعا عقدته مساء امس للتداول في هذا الموضوع واتخاذ موقف موحد.
اما النائب نعمت افرام الذي علم انه يتجه لتكوين كتلة يترأسها ستتضح معالمها في الايام المقبلة، فهو اكد في اتصال مع الديار بانه لم ينتخب في السابق بري رئيسا لمجلس النواب وهو سيكرر الخطوة نفسها اليوم.
على اي حال تجزم مصادر متابعة بان لا بديل عن بري ولو ان الوصول مرة جديدة لرئاسة البرلمان سيكون هذه المرة باصوات هزيلة، لتختم بالقول :”بري راجع ولو باصوات ضئيلة”!
بالانتظار سؤال يطرح : ماذا عن نيابة رئاسة مجلس النواب؟
هنا لم تتضح الصورة بعدما علم ان 3 اسماء بدأت تخرج الى دائرة الضوء هي كل من الاورثودوكسي الياس بوصعب وملحم خلف الذي قيل ان الرئيس بري يعمل للاتيان به والقواتي غسان حاصباني ، 3 اسماء اضيف لها امس اسم الياس اصطفان بعدما اصدر النائب ميشال ضاهر بيانا يعلن فيه: انه انطلاقا من ان هذا الموقع يجب أن يبقى في البقاع، فدعمي سيكون لإبن زحلة النائب الياس اسطفان إذا تم ترشيحه من قبل كتلته أما في حال لم يتم ترشيح نائب زحلة لهذا الموقع، فأفضّل دعم النائب الصديق الياس ابو صعب لما يملكه من استقلالية في اتخاذ قراراته”، ختم ضاهر.
وفيما ارتأى النائب الياس بوصعب عدم التعليق راهنا، وفي وقت اكد حاصباني باتصال مع الديار بان لا شيء مطروحا رسيما بعد ، اكتفى النائب الياس اصطفان بالقول :”ما يقرره تكتل الجمهورية القوية اسير به”.
اما على خط التغيير، فعلق ملحم خلف باتصال مع الديار على ما يدور حول اسمه بشان نيابة رئاسة مجلس النواب والعمل على الاتيان به من قبل الرئيس بري الذي دعمه سابقا بنقابة المحامين ويعتبره “وديعته” ، بالقول : لم اترشح ومش طارح حالي ولا طالب ولاية.
وردا على سؤال عما اذا كان سينتخب بري رئيسا بتسوية تقوده لنيابة الرئاسة قال :” انا مع التغيير”!
بالانتظار ، ماذا عن الاستحقاق الحكومي وهل يعود ميقاتي رئيسا ايضا مجددا له بعدما ابدى اللواء ريفي استعداده لترؤس الحكومة المقبلة؟ على هذا السؤال تختم اوساط سياسية بالقول :” لوقتا بنشوف بكير نحسم من الان”مع ارجحية لعودة ميقاتي والا حكومة تصريف اعمال طويلة المدى لتعذر الاتفاق على بديل جاهز يكون اسمه توافقيا!