الدوري الأردني… غريب في بيتي
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
وسط غياب جماهيري وضعف في المتابعة عبر وسائل الإعلام يُقام الدوري الاردني للمحترفين، فالدوري الضعيف الممل والذي تنتقل فيه الكرة بين أقدام اللاعبين بحركة بطيئة جاء مع نهاية الدوري الأوروبي والبطولات الكُبرى، لنجد أن عشاق كرة القدم في الأردن يتفرغون للبطولات الكبرى الممتعة والتي تحمل الإثاراة ومعاني كرة القدم، ليحجموا عن متابعة الدوري الاردني ومعرفة نتائج الفرق، وعلى الرغم من أن المباريات تقام في ملاعب قريبة ويتم نقلها بالمجان على قناة مفتوحة إلا أن عشاق الكرة المستديرة لا يرغبون بمتابعة البطولة، فمحبوا كرة القدم يريدون الأفضل وقد أصابتهم التخمة من مستوى ريال مدريد وليفربول وما يقدمانه في البطولات الخارجية والمحلية، ليصبح الدوري الاردني غريب في بيته.
وتسائلنا كثيراً عن أسباب تأجيل إنطلاق بداية الدوري، ففي اسبانيا توج ريال مدريد باللقب وفي ألمانيا نال بايرن ميونخ بطولة الدوري وفي قطر توج السد، بل ان أطراف نهائيات بطولات القارات للأندية أصبحوا واضحين، كما أن العديد من الأندية قريبة من إنهاء موسمها الكروي، فيما في الأردن انطلقت البطولة قبل شهر، وهذا يعني انه ينطبق علينا المثل القائل ” يطعمك الحج والناس راجعة”، وهذا ما تسبب في تراجع مستوى الأندية التي تُشارك في البطولات الخارجية، لكنه لم يؤثر على المستوى الفني الضعيف للبطولة المحلية.
وللعدل والإنصاف فقد نستفيد من خطة تأخير الدوري ليقام في الصيف، فالدوري ضعيف جداً ولا يحظى بمتابعة جماهيرية، وبالتالي يقام في الظل محلياً وعربياً، لكن وفي ظل عدم وجود بطولات يقارن المتابعون بينها وبين الدوري الأردني يبقى دورينا هو الملاذ الأخير لعشاق كرة القدم، يعني ينطبق عليه المثل القائل “العور ولا العمى”، أو “أضيء شمعة ولا تلعن الظلام”، ليكون دورينا شمعة بين أقمار كرة القدم وشموسها لذا لن يراه أحد عند شروق البطولات الكبرى، لذا لا يهتم العالم متى بدأ أو متى انتهى.
الغريب أنه ووسط الفوضى التي يمر بها الدوري من ضعف مستوى وتراجع مستوى التحكيم، يحاول البعض أن يفتعل قضايا جانبية حين يخسر أو يتعادل ليظهر بصورة البطل المدافع عن الحق، وأنه مظلوم وبشكل مقصود، وهذا ما تشعر به غالبية الأندية التي لا تُجيد تقديم كرة قدم حقيقية فيكتفون بالقول، فيما يتسابق محللون أو هكذا يُطلق عليهم على التهليل لبطولة ضعيفة حتى يظلوا ينثرون بطولاتهم الورقية على الفضائيات، فيما الأندية تعاني من فِعلِ يديها حين أغرقت نفسها بالديون، ليكونوا شركاء رئيسين في إضعاف البطولة الضعيفة في الأصل.
آخر الكلام
على اللاعبين التعلم من البطولات الأوروبية وكيفية تعامل اللاعبين بالكرة قبل وبعد استلامها، وكيف يتواجدون في المكان المناسب، فيما على المنظرين الصمت لأنه ينطبق عليهم المثل “أعمى يقود أعمى يقول له ليلتنا حلوة اللي اجتمعنا”، فيما على الإدارات أن تجد وتعمل بإخلاص لتجد مصادر للتمويل أو أن تُغادر، فهناك في الظل شركات ورجال قادرون على خدمة الأندية بشكل أفضل ممن استولوا على المناصب، ويبقى اتحاد الكرة وهذا له قصة كاملة.