انهضوا من مستنقعكم “الوسخ”، فأنتم جاهلون ما تفعلون، يا جهالة النهضة
النشرة الدولية –
ليس بالغريب أن يحصد الحزب القومي هكذا نتيجة مؤسفة، من شمال لبنان إلى جنوبهِ، مُروراً بالمتن، والبقاع، وباقي الدوائر. بنظرة سريعة على بعض الأحزاب، فإن مُجملها سلّم بالتّغيير، خاصةً بعد ثورة ١٧ تشرين، إلا الحزب القومي، الذي انقلب على نفسه، وانقسمتم على بعضكم البغض، ونحن نجهلُ السّبب.. إنما ما لمْ يظْهر للعلنِ، نقرؤه من طيّات خلافاتكم، فلقد تخاصمتم على الكرسي، لا على تحرير فلسطين، وتحاربتم على المصلحة الشخصية، لا على تحرير البلد والمواطن.
جلَّ سياستكم، سياسةٌ خاسرة، فانبطحتم في أحضان النّظام السّوري، وحزب اللّه، مع العلم بأن شرارة المقاومة، وكوكبة شهداء جبهة المقاومة من قام بإطفائها هم سوريا وحزب الله.
أسئلةٌ نطرحها على بعض المسؤولين داخل الحزب القومي، فالكثير منها يُراد من خلالِ طرحه توضيح: ” ما سبب الخلاف الواقع بين حردان والمعلوف؟؟ بوقت كان معلوف الطّفل المُدلّل!
ما سبب خلاف حردان والعسراوي؟؟
ما سبب خلاف العسراوي والمعلوف؟؟
أين هو حسّان صقر، ولماذا ابتعد عنكم؟ بوقتٍ شكّل الأخير حالة إعلامية إستثنائية من خلال خُطاباته في ثورة ١٧ تشرين، واكتسب ثقة الإعلام..
يقولون أو تقولون كلاماً غير معروفةٍ أهدافه وتوجهاته:” هزمتم حردان في الإنتخابات من أجل الإصلاح.. أين هو هذا الإصلاح؟!
استعملتم أموال المغتربين من أجل مقولة “بدنا نحشد ونعبي كراسي”.. ماذا فقهتم من النّيابة؟ ماذا فهمتم من المساعدة والخدمة؟؟ نزل انطوان بو خليل بالباراشوت في المتن وتم ترشيحه وكانت النتيجة ١٠٠٠ صوت.. لا، فالنيابة ليست سياسة تقليدية، جامدة. النيابة هي مركز المسؤولية، والالتفات للناس، ولحاجاتهم، والعمل على تحقيق تطلعاتهم.
لماذا دعمتم الياس بو صعب، فهذا أيضاً سؤال ننتظر إجابة، أقلها “مُقنعة”.
ومن هنا وعلى تفرّقكم وانقسامكم، فبتنا نتوجه بالسؤال للجناحين، آسفين.. فمن منكم يقوم بحلقة إذاعية؟؟ ومن منكم ينوّرُ الجمهور ويتواصل معه؟؟
تنزل دمعتنا ويكبر جرحنا عندما لا نعلم بأن كبار المفكرين، والشّعراء، والممثلين، أنهم قوميون إلا عندَ مماتهم.
بكلّ تجرّد، وشفافية، كتبتُ ما كتبتهُ، ولا يوجد لديّ قناعة لا بالجناحين، ولا بالثلاثة، ولا أريد أن أعلم أصلاً كم جناحاً بات مولوداً. فما يبقى المهم هو الفكر، والعظمة، والمؤسس، والنهضة.
أنتم وأجنحتكم المتكسرة لا تشبه أجنحة جبران، فعودوا إلى قواعدكم، إلى فكركم العظيم. كفاكم شرذمة وصراع على المغانم، والكراسي، والمحسوبيات.. كفاكم تخوين بعضكم البعض.. كفاكم تسويات، وصفقات.
تذكروا هذا الإرث الذي تحملوه، تذكروا سناء، ووجدي، ونورما.. استفيقوا وانهضوا من مستنقعكم “الوسخ”، فأنتم جاهلون ما تفعلون، يا جهالة النهضة.