عصابات الموت تقود واشنطن.. فهل ينجو العرب؟
بقلم: صالح الراشد

النشرة الدولية –

يبحثون عن إبادة أعداد كبيرة من سكان العالم، معتقدين ان الحياة وجدت لهم وأن بقية البشر فائض لا حاجة له، فصنعوا الموت بفايروسات انتشرت على مدار السنوات الأخيرة، وحين كانوا يدركون ان مخطط الموت قد فشل يعدلون من اسلوبهم، ويستحوذوا على أموال العالم بالإعلان عن إكتشاف علاج للوباء، ثم تبدأ المحاولة من جديد، فأطلقوا خلال القرن الجديد السارس، جنون البقر، إنفلونزا الخنازير، إنفلونزا الطيور، كورونا وأخيراً جدري القرود، وجميع هذه الأمراض مرتبطة بالحيوان، لذا نتوقع صناعة أوبئة جديدة للخلاص من الأغنام والارانب لزيادة الحصار على شعوب العالم التي أصبحت ترتعب من نوعية الطعام والشراب.

ويبدو ان خطط القتل والتدمير ستسلك طريق جديد قديم، فالولايات المتحدة وأتباعها ساهموا بتقديم مساعدات للعديد من الدول، لكن أي من هذه المساعدات لم تتجه صوب الزراعة وبالذات القمح، لنجد أنها قد ساهمت بشكل متعمد في تراجع مساحات الأراضي الزراعية في الدول المتلقية للمساعدات، لنُصاب بالرعب ونحن نُشاهد ما يحصل في الوطن العربي من أحداث تركز على صناعة الجوع، فهل يُعقل ان السودان التي كانت سلة الغذاء العربي لا تزرع قمحاً، وأن مصر والجزائر من أكبر دول العالم المستوردة للقمح، ولا تكتفيان ذاتياً رغم سعة أراضيهما وتنوع المناخ فيهما، وأن قمح سوريا قد تمت سرقته وصوامع بيروت قد دُمرت، وسهول العراق أصبحت جرداء وتونس لم تعد خضراء، وسهول حوران تحولت لجدران اسمنتية، فهل يُعقل ان كل هذه المصائب صدفة وليدة اللحظة، أم أن واشنطن تبحث عن تركيع العرب، لتسرق قمحهم بعد نفطهم ومائهم لتبحث الشعوب عن لقمة العيش بعد قطرة الماء المسلوبة من قبل التتار الجدد، الساعين لتجفيف أنهار الأمة من النيل إلى الفرات فدجلة ونهر الأردن.

لقد اصطنع الغرب العديد من القضايا الجانبية وحولها لحروب كارثية بغية الضغط على الدول المُصدرة والمستوردة للقمح، فمارس الضغط الأكبر على روسيا المصدر الرئيسي لقمح العالم وأوكرانيا واستراليا، فيما قمح الولايات المتحدة وكندا وفرنسا في أمان، فيما الدول المنتجة لقمح العالم لا تملك علاقات طيبة مع واشنطن وفي مقدمتها الصين التي تُنتج أكثر من ربع قمح العالم فالهند وروسيا والباكستان وأوكرانيا والأرجنتين واستراليا، وهذه الدول لا تتبع التاج الأمريكي بل لها تاجها الخاص أو تنضوي تحت لواء التاج البريطاني، وهذا أمر لا يمنح القرار الأمريكي قوة ضاغطة، لذا لجأت عصابات الموت في عاصمة القرار العالمي لتحالفات مع العالم السفلي، وهو الذي يُنتج زعامات عالمية من ورق تنفذ ما تؤمر به، حتى تفرض هذه العصابات هيمنتها وقوتها بقرار الموت واقفاً أو الموت ذليلا.

لن تعجز واشنطن عن إيجاد الطرق المتنوعة للفتك بالبشرية، وللحق كأنها وجدت لمُعادة الإنسان، فحيث تتواجد ينتشر الموت والدمار والقتل والتعذيب والجوع والقهر، وتنشأ ديكتاتوريات قمعية بترخيص أمريكي يحق لها ما لا يحق لغيرها، فواشنطن لا تأبه إلا لذاتها وتبحث عن إشباع غرائزها غير الإنسانية، فتجويع العالم وقتله هواية، ونشر الأوبئة والرعب لعبة تمارسها بإتقان، وسرقة مقدرات الشعوب رغبة جامحة تنميها بتنقلها من دولة لأخرى حسب رغبة الجهات المُحركة لأصحاب القرار الأمريكي، لنجد أنها كدولة عظمى مجرد “حارس” عند عصابات تسعى لزيادة ثرائها وتحكمها بالعالم عبر واجهة قابلة للتغيير.

لنجد أننا كعرب نملك قرارانا إذا أردنا، والبداية بإنشاء حلف عربي إقتصادي، يكون قادراً على إيصالنا لمرحلة الإكتفاء الذاتي بالتعاون مع الدول الآسيوية والافريقية وأميركا الجنوبية، وهذا أمر لن يحدث إلا بعد وأد جامعة الدول العربية السياسية المهرئة والتي تساهم في زيادة الفرقة، فهل نبحث عن الحلول الإقتصادية أم اننا أجدنا التبعية ونستمتع بها كما …..

وهنا طلع الصباح فصمت الراشد عن الحديث غير المُباح..

زر الذهاب إلى الأعلى