ماذا أضعنا؟! ماذا أضعنا؟
بقلم: مها الأحمد

مجلة سيدتي –

النشرة الدولية –

لم أطرح هذا السؤال بدافع الندم ولم أقصد بمعناه الإجابة عن سؤال آخر “ماذا لو احتفظنا أو كسبنا مثلاً”..

ليست الغاية منه استرجاع الماضي أو التحسر عليه، ولا استدعاء الخسارات التي مرت للمثول أمامنا واستجوابها لنقسو بها على أنفسنا أو نحكم بها على الغير..

هو سؤال سأجيب به في كل مرة عما هو المكسب لهذه الخسارة، أو ما هو المقابل لاختيار أن أحصل على أحد الخيارات والتنازل عن آخر..

وربما في المرات الثانية سأطلق على الخسارة مكسباً، والمكسب خسارة!

أو سأخسر أكثر ولكن من دون أن أعلم، فمن يدري؟؟

 

أضعنا حقيقتنا في بحثنا عن حقائق الآخرين ..

نبحث عما يخفيه الآخر، ونتنبأ بدقة بما يدور في عقله عنا أو عنه، ما الذي يقلق هدوءه، مكامن قوته، انهزاماته، تردده، أفكاره، حقيقته، فلا نجد الوقت الكافي أو الذهن المناسب لمعرفة ما يدور في رؤوسنا من أين أتى؟ ما حقيقته وماهي أسبابه وما هو ومن نحن أصلاً؟!

أضعنا ألسنتنا وابتلعنا آراءنا لصالح الرأي الآخر..

كم مرة أجبرنا الكلمات على أن تغيّر مكانها الصحيح أو حتى الرحيل على الرغم من أن لها الحق الكامل في البقاء!

كم مرة تصورنا أننا نتحدث عن آرائنا وشكلها ونحن نتحدث عن آراء لا نعرفها؟!

كم مرة اعتذرنا عن آرائنا من دون التحقق من صحتها، أو حتى من دون التأكد من أنها غير مناسبة؟!

هل ما نقوله هو نتيجة لأفكارنا وتجاربنا ومعرفتنا؟

هل ما نقترحه من آراء يشبهنا؟! قناعتنا به كاملة ونثق به؟ أم أننا استبدلنا ألسنتنا بأخرى تقول عنا مالا نريد ويريده الأخرون!!

 

أضعنا لقطات وصوراً كثيرة لأرواحنا واحتفظنا بأخرى على أجهزتنا المتنقلة..

لم نلتقط منذ زمن بعيد صورة لأرواحنا نحتفظ بها لأنفسنا كما نفعل مع الصور الأخرى..

لم نعد نميز رائحة الأماكن الحقيقية وملمسها، مشاعرها المتقلبة، حرارتها، الأشخاص الساكنين بها، الزائر الهادئ الذي يفتح حديثاً مليئاً بالابتسامات، وعوضاً عن ذلك فضلنا أن نحتفظ بألبومات أخرى لصور صامته حتى وإن كانت مليئة بالذكريات التي نسيناها..

 

ماذا أضعنا؟!

هذا ما أضعناه وافتقدنا..

زر الذهاب إلى الأعلى