ماذا حملته زيارة البشير لدمشق

شكّلت زيارة الرئيس السوداني عمر أحمد البشير الى دمشق، خطوة نوعية في سياق العلاقات العربية -السورية منذ العام 2011، أي من تاريخ اندلاع الحرب. فمنذ ذلك الحين، لم يزر أي رئيس عربي دمشق، فضلاً عن أن الجامعة العربية علّقت عضوية سوريا في الجامعة.

وجاءت زيارة البشير في توقيت يسعى فيه كل الفاعلين في الأزمة السورية، الى استنباط المخارج، وايجاد حلول سياسية تعيد ارساء الاستقرار في المنطقة لا سيما وأن الحرب تضع أوزارها.

لبشير والأسد.. مقاربات جديدة

وأجرى البشير مع الرئيس السوري بشار الأسد، خلال زيارته المفاجئة بعد ظهر الأحد لدمشق، محادثات تناولت العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع في سوريا والمنطقة.

وقال الأسد إن زيارة البشير من شأنها أن تشكل دفعة قوية لعودة العلاقات بين البلدين كما كانت قبل الحرب على سوريا، بحسب وكالة الأنباء السورية.

وأكد الأسد والبشير خلال المحادثات أن “الظروف والأزمات التي تمر بها العديد من الدول العربية تستلزم إيجاد مقاربات جديدة للعمل العربي تقوم على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وهذا بدوره كفيل بتحسين العلاقات العربية العربية بما يخدم مصلحة الشعب العربي”.

وأوضح البشير أن “سوريا هي دولة مواجهة وإضعافها هو إضعاف للقضايا العربية وما حدث فيها خلال السنوات الماضية لا يمكن فصله عن هذا الواقع، وبالرغم من الحرب بقيت متمسكة بثوابت الأمة العربية”، معربا عن أمله في أن “تستعيد سوريا عافيتها ودورها في المنطقة في أسرع وقت ممكن وأن يتمكن شعبها من تقرير مستقبل بلده بنفسه بعيدا عن أي تدخلات خارجية”.

الزيارة.. رسالة واضحة

وقال الخبير في الشؤون السياسية والدولية الدكتور محمد خير العكام إن “زيارة البشير إلى سوريا فيها رسالة واضحة، مفادها أن العرب هم الذين يطرقون باب سوريا”، ولم يستبعد العكام أن “يكون البشير حمل خلال زيارته رسائل إلى الرئيس الأسد”، بحسب “سبوتنيك”.

وأضاف أنه “من الممكن أن يكون للسودان أهدافاً من هذه الزيارة، أكثر من سوريا.. قد يكون السودان يريد تقديم رسالة إلى الدول العربية الأخرى كمصر والسعودية وغيرها..، يضاف الى ذلك علاقات الرئيس السوداني المضطربة مع معظم الدول وبمحيطه العربي وعدائه للغرب على الرغم من بعض التنازلات التي قدمتها السودان في حرب اليمن”، وفق تعبيره.

وأوضح أن “شكل الزيارة، كونها الأولى لرئيس عربي بعد كل هذه السنوات، وربطاً بالموقف التركي أمس حول امكانية التعاون مع الاسد في حال فوزه بالانتخابات، يوحي بأن الدول التي عارضت النظام السوري بدأت تتكيف على أن سوريا انتصرت بهذه الحرب”.

وتابع: “التصريحات التي رافقت الزيارة تؤكد أن سوريا مصممة وحريصة على أن تلعب دورها، وأن هناك مؤشرات لعودة سوريا إلى بوتقة العمل العربي المشترك”.

البشير.. والطائرة الروسية

من جهتها، أعربت وزارة الخارجية الروسية عن أملها بأن تساعد زيارة الرئيس السوداني لدمشق، في عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية.

وجاء في بيان صدر عن الخارجية الروسية، اليوم الاثنين: “نرحب بأول زيارة لرئيس دولة عربية إلى سوريا منذ تجميد العضوية السورية في جامعة الدول العربية في تشرين الثاني عام 2011 ونعبر عن أملنا بأن تساعد نتائجها في الاستئناف الكامل للعلاقات بين الدول العربية وسوريا، والاستئناف السريع لمشاركتها الشاملة في عمل جامعة الدول العربية”.

وقالت الخارجية الروسية “إن عودة سوريا السريعة إلى الأسرة العربية ستساعد بشكل كبير في عملية التسوية السورية وفق المبادئ الأصلية للقانون الدولي وأحكام ميثاق الأمم المتحدة”.

يشار الى أن البشير كان وصل الى دمشق بطائرة روسية.

وظهرت في الصور التي نشرتها وسائل الإعلام السورية الرسمية، الطائرة التي هبط منها البشير، وهي من طراز “تو-154” ورسم العلم الروسي عليها.

ورفض الناطق الرسمي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف الإجابة عن سؤال يتعلق بالطائرة التي نقلت البشير، وقال: “لا أملك معلومات بهذا الخصوص، ولا أستطيع أن أجيب على سؤالكم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى