على أبواب الجحيم ..!!
بقلم: صالح الراشد

 

الدولار والريال والدينار ، هذه هي الكلمات السرية والسحرية في تغيير النفوس والفكر والنهج، فلكل شيء ثمن وعند أرباب المال لا يوجد شيء يعلوا ثمنه عليهم، فيشترون الإنسان ليروج لفكرهم والحيوان ليتسلوا به وقد يضعونه في مرتبة تسبق الإنسان، ويشترون التكنولوجيا لتزيد من رفاهية حياتهم، فيتحولون تدريجياً إلى “كاليجولا” جديد فيسرقون صدف البحر، فيروج لهم المروجون أنهم إنتصروا في معركة المستحيل التي جعلوا منها حرب اللامستحيل والنصر المُبين.

هم كُثر في مجتمعاتنا العربية التي تعيش العديد منها على معلف “تانتوس” الذي ترفع وارتقى حتى أصبح عضواً في مجلس الشعب، فيما عديدهم يُصر على تقديس “تانتوس” ويقاسمه الطعام ويجلس بجواره فخوراً معتزاً برجولته، ففي هذا العالم تغيرت المُثل والقيم وأصبح مربط “تانتوس” مكان مقدس يحج إليه أرذل الناس فكراً ونهجاً للحصول على البركة وصكوك الغفران، وينفذون شروط زيارة مربط “تانتوس” بحذافيرها من لطم على الوجوه والقفا وتقبيل الأيادي والأقدام، ويشعر هؤلاء عوام الفكر أنهم أصبحوا في قمة المجد إذا سُمح لهم بمقاسمة “تانتوس” فراشه الأثير من القش والحصير.

وسيعود عبيد المال والنساء لأجل شهواتهم الحيوانية مدعين الإنسانية، وسيقبلون الأقدام طالبين غسل الآثام من “كاليجولا” المجنون بقوة السلطة حين يُعلن على الملأ أنه ليس نبي آخر الزمان بل الإله صاحب الجنة والنار، “فكاليجولا” المغموس بالدم من رأسه حتى قدميه لا يرتوي من الدماء، ويعشق وجود المنافقين الكاذبين أرباب السوابق في النفاق والنعاق، فهم غذاء وسر قوة وبقاء “كاليجولا”، وسيصفقون كما صفق من قبلهم ممن كتب عليهم “كاليجولا” الذل والعبودية والقتل والموت حين يعود بصدف البحر منتصراً، وحين يبنى جسراً يربط مكانه بكوكب المشتري، فجنون “كاليجولا” لا دواء له ولا ينفع معه كذب السحرة والدجالين والأفاقين، كما أعجز طب الحكماء ولا حل له إلا برسالة من السماء.

ليسكن هؤلاء على أبواب الجحيم، فما بين رضا “كاليجولا” وغضبه شعرة دقيقة حد السيف،فلا يعلم الواقفون في زحمة المكان مصيرهم إلى أين، فهل سيحكم عليهم “كاليجولا” بمشاهدة قتل أبنائهم أم سيذهبون صوب السعادة، هذا أمر محكوم بالحالة الذهنية “لكاليجولا” التي لا يفهمها أحد، ليبقى الجالسون في الرفاه على أبواب الجحيم ينتظرون ولا يأمنون.

آخر الكلام:

ينتابنا الجنون وتتضارب الكلمات فيخرج معنا مثل هذا الكلام.

زر الذهاب إلى الأعلى