“أصابع امرأة نيئة”.. رواية للتونسية هدى حواس

النشرة الدولية –

صدر عن دار فضاءات للنشر والتوزيع- الأردن رواية بعنوان “أصابع امرأة نيئة” وهي رواية مسكونة بأطياف نساء هزمن الواقع بالكتابة.

غربتان تحكمان بطلة هذه الرواية، الغربة عن الحبيب، ثم الغربة عن الزوج. لتبدأ “غنوة” البحث عن ذاتها من خلال نساء يشاركنها أفكارها وأحلامها التي أبت أن تسلبها من الحياة وتضعها في طي النسيان.

أسماء وأسئلة : إعداد وتقديم : رضوان بن شيكار - ضيفة حلقة الأسبوع الكاتبة  التونسية هدى حواس © أسماء وأسئلة : إعداد وتقديم : رضوان بن شيكار - ضيفة  حلقة الأسبوع الكاتبة

في هذه الرواية للكاتبة (التونسية) هدى حواس، والواقعة في (144) صفحة، يجد القارئ نفسه أمام غنوة، الشابة التي تعصف بها رياح الخيبة وتسرق منها جذوة حبها بعد أن رسمت صورة مثالية عن حبيبها يوسف الذي لم يكمل مسيرته معها. لتتزوج بعد ذلك من عادل، دون أن تحدد في قرارة نفسها إذا كان حبيباً جديداً، لتستمر حياتها معه بعد ذلك على غير ما كانت تتوقع، حيث يتعامل معها عادل على أنها مجرد زوجة تربطه بها علاقة تقليدية رتيبة، حتى تقيم وحيدة في غرفة، وزوجها في غرفة أخرى، فيصبح هذا الزواج تربة غير صالحة لنمو الحب أو الأحلام أو الأفكار المشتركة بينهما.

تبدأ غنوة بمحاكاة شخصيات متخيلة لأربع نساء، تقص عليهن حكايتها، وتشتكي أوجاعها، وفي المقابل، يفعلن معها الأمر ذاته. لتدب الحياة في غرفة غنوة المترعة بأطياف صديقاتها وهن: صديقتها المقربة المتوفاة و(سلفيا بلاث وآن سكستون) الأديبتان الأيمركيتان المشهورتان، والكاتبة اللبنانية مي زيادة. كل منهن تقص عليها حكايتها مع حبيبها وتحكي لها انتكاساتها وخيباتها، حتى باتت غنوة جزءاً منهن، وبتن بهمومهن المشتركة معها جزءاً منها.

كانت أطياف الكاتبات في غرفتها، يرسمن لها من وحي وجودهن الخيالي كلمة واقعية واحدة، وهي الكتابة، التي سوف تتذكرها غنوة جيداً، وتتحول إلى كاتبة، ثم تكتب حكاية حياتها. يمكن القول أن هدى حواس نجحت في تقديم رواية منسجمة الشخصيات، منطقية الأحداث، ويميزها أن بطلتها امرأة يمكن العثور عليها في الواقع، لكن الأجمل، هو أن بطلة الرواية غنوة، أعادت ترميم الواقع من خلال الكتابة، وسلطت الضوء على هموم وقضايا النساء اللواتي يبحثن عن ذواتهن، في كل مكان.

زر الذهاب إلى الأعلى