زيارة بايدن.. عبث إعلامي وحقائق مخفية ..!!
بقلم: صالح الراشد

النشرة الدولية –

تسريبات هنا وأخرى هناك حول زيارة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن لمنطقة الشرق الأوسط، وأكاذيب هنا أيضا وهناك حول أهداف الزيارة وغاياتها، وكل دولة سيقوم بايدن بزيارتها قدمت نفسها إعلامياً على أنها ند لواشنطن، وان الحوار سيكون بذات القوة بين الطرفين، وتتسلح الدول بمجموعة ضخمة من المُحَللين المُنحلين فكرياً لإظهار حاجة بايدن لهذه الزيارة في مواجهة واشنطن لموسكو وطهران، فيما يتهرب السياسيون من المقابلات التلفزيونية حتى لا يتكشف زيف حديثهم مع الأيام ويفقدوا ما بقي من مصداقيتهم السرابية.

الترويج لزيارة رئيس الدولة الأعظم في العالم تم بطرق شتى وكل دولة اتخذت طريق مُختلف، لكن كان هناك إجماع على أهميتها في هذه الفترة حيث يشهد العالم اضطرابات متنوعة غالبيتها بعيدة عن المنطقة، والتي لديها صراعاتها التاريخية بعد قيام الدولة الصهيونية على الأراضي الفلسطينية، وما رافقها من كوارث انسانية بتشريد شعب واحتلال من بقي منه، وبعد خريف دموي قاتل قادته واشنطن لتصنع الشرق الأوسط الجديد الذي يتناسب مع المفهوم والحاجة الأمريكية، ليتم صناعة قيادات جديدة وتقليم المخالب العربية والإقليمية، ليصبح العلم الصهيوني يُرفرف عالياً في غالبية العواصم العربية.

وهنا يبرز السؤال ما حاجة واشنطن لهذه الزيارة، وهل ستعود بالفائدة عليها؟، وللحق فإن هذه الزيارة تعود بفوائد محدودة على واشنطن التي لا تهتم بارتفاع اسعار الطاقة، بل هي ترغب بارتفاع الأسعار أكثر وأكثر في ظل وجود دراسات قابلة للتطبيق بفك إرتباط الدولار بالنفط وربطه بوحدة الطاقة، وهذا يمنح الدولار قوة حقيقية وثابتة لعقود طويلة، بل يجعله السيد الحقيقي للعالم ويجعل يد واشنطن تمتد لاقتصاد شتى دول العالم وتكون صاحبة الكلمة العليا.

إذًا ما الداعي لهذه الزيارة وواشنطن تملك جميع المفاتيح ويمكنها أن تنفذ من تُريد عن بُعد؟، الحقيقة هي زيارة لتثبيت طريقة الحكم والشخوص القائمين على حكم هذه الدول، ولإبرام اتفاقيات سياسية عسكرية اقتصادية بينها لصد أي عدوان على أي منها، كون جميع هذه الدول حليفة لواشنطن على عكس إيران وسوريا آخر الخارجين عن خط واشنطن في المنقطة، وقد تشهد الفترة القادمة زيادة واضحة في عدد القواعد الأمريكية شرق المتوسط، كما قد يتم نقل عدد من المصانع الأمريكية للمنطقة تحت ستار الدعم الاقتصادي للدول المستضيفة، وغالبية هذه المصانع موجودة حالياً في أوكرانيا وتايوان لضمان عدم سقوطها بيد القوات الروسية والصينية، كون تلك المناطق غير آمنة حالياً.

وبالتالي نجد أن المستفيد الأول من الزيارة سيكون بايدن على الصعيد الشخصي إذا ما أراد الترشح لولاية جديدة، لتتمثل الفائدة الأكثر أهمية بضمان ثبات الحكم في المنطقة وواشنطن، كون التسريبات التي تم إطلاقها بطريقة ذكية ومهنية لا تحتوي على ضمانات بفوائد إقتصادية تعود بالخير على الشعوب المرهقة في المنطقة، لنجد أنها في نهاية الأمر أنها مجرد زيارة غايتها زيادة هيبة واشنطن في النفوس، والسيطرة على المنطقة لضمان عدم إحداث أي تغير فيها يلحق الضرر المستقبلي بالكيان الصهيوني في المقام الأول، وحتى يتم ذلك يجب ضمان الهدوء في الدول القوية والمحاذية للكيان، لتكون الزيارة مجرد رحلة كسابقاتها التي قام بها زعماء واشنطن، لذا فإن الحُلم بالأفضل سيبقى حُلم.

زر الذهاب إلى الأعلى