قلوب على الوطن واستجابة سريعة لكارثة العقبة
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
استجابة سريعة من جميع الجهات الرسمية في الأردن لمعالجة انفجار خزان الكلورين في ميناء العقبة، وظهر ان وطننا يملك جهوزية عالية في إدارة الأزمات، مما يجعل المواطن يشعر بعدم الخوف من الأزمات المستقبلية التي قد تحدث في ظل سرعة استجابة الأجهزة المختصة، متمنين من الله أن يحمي هذا الوطن ويجنبه الأزمات، وللحق هذا هو الحادث المخيف الأول في العقبة، وما حصل خطأ بشري غير متوقع، لا سيما انه تم تحميل ستة صهاريج بكل أمان في ذات الباخرة، وهذا يعني ان هناك خطأ يحتاج لتحديده لعدم تكراره في المستقبل.
حصل الخطأ وقدر الله أن تكون الضريبة غالية ومرتفعة، كون المواطن هو أغلى ما في الأردن ولكل مواطن قيمة كبيرة، لنجد ان التعامل مع الأزمة تم بسرعة اعتدنا عليه من أجهزتنا المُختصة، مما ساهم في إنقاذ العديد من الأرواح العزيزة على كل أردني، فوزارة الصحة عبر مستشفياتها والمستشفى الميداني كانت جاهزة لاستقبال الحالات، والدفاع المدني تواجد لحظة الحالة وتم إقامة جسر جوي من عمان للعقبة لتفادي المزيد من الخسارات البشرية، وتعامل سكان العقبة بطريقة حضارية في تنفيذ خطة الطواريء التي حددها مركز إدارة الأزمات والدفاع المدني، وكان لرعاية الله الفضل في إبعاد الغاز الخطير عن المناطق السكنية، وكأن الله رحيم بهذا الشعب الصابر المُرابط.
وتعددت الآراء والانتقادات من قبل أشخاص لا يعملون في الميناء، وكثر التنظير عبر الفضائيات من قبلهم وهم يجلسون في بيوتهم وفي مواقع الفضائيات، ويقدمون النصائح التي ليست في مكانها وتوقيتها لأشخاص يقاتلون في أرض الميدان ويحملون أرواحهم على أكفهم لإنقاذ أكبر عدد من أبناء الوطن، ويكيلون النقد لأشخاص لم يقصروا في عملهم وعملوا باحترافية في الميناء لسنوات طوال قبل حدوث هذا الخطأ البشري.
وذهب البعض بالمطالبة والتنظير لأجل إنشاء ميناء خاص للمواد الخطيرة، لكن المعضلة ان ميناء العقبة ليس بالاتساع الذي يؤهله لانشاء ميناء مختص وأخذوا بالبحث عن جهة يتم تحميلها المسؤولية، وكان عليهم أن يتنبهوا أنه وخلال ساعات كانت العقبة بخير وتم تطهير الميناء، مما يظهر سرعة الاستجابة والاحترافية في التعامل مع الأزمات والكوارث رغم فقدان أحبة وأعزاء.
رحم الله من انتقلوا إلى جواره ومَنَ الله برحمته على المصابين بالشفاء العاجل، ونعزي أهالي شهداء الواجب والعمل ونقف معهم في مصابهم، وننتظر نتائج التحقيق بعد انحسار الأزمة لمنع تكرارها، كما ننتظر معالجة تسابق بعض المواقع الالكترونية ووسائل الإتصال الاجتماعي في نقل وصناعة الشائعات التي تزيد من حالة الرعب والإرباك في المجتمع حتى يبقى الأردن وطناً وشعباً بالف خير، وعلينا أن نقدر الدور المميز لأجهزة الوطن التي عملت على مدار الساعة وباحترافية عالية.