كيف سيؤثر “بريكست” على الدوري الإنكليزي؟
هل تتغير قوانين التعاقد مع اللاعبين الأجانب؟
النشرة الدولية –
قبل 3 أيام من إجراء الاستفتاء على انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «بريكسيت» في يونيو/حزيران 2016، حذّر الرئيس التنفيذي لرابطة الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم ريتشارد سكودامور، من أن الانسحاب يتعارض مع البطولة التي يترأسها وما ترمز إليه من قيم.
سكودامور الذي رأى أن «الكارثة» قادمة لا محالة، قال حينها «إننا نلقى الترحيب عندما نسافر حول العالم لأننا مستعدون للإنجاز والنقاش والتعاون. هناك انفتاح يتسم به الدوري الإنكليزي الممتاز، وهو ما أعتقد أنه سيتناقض مع اتخاذنا موقفاً مغايراً للانفتاح».
لكن في وقت لاحق من ذلك الأسبوع، اتخذ 17.4 مليون ناخب بريطاني الموقف المغاير.
وبعد مضي عامين ونصف، يوشك هذا التعارض الذي حذر منه سكودامور أن يترك أثره على الدوري الإنكليزي الممتاز.
تقول صحيفة The Independent البريطانية، إنه مهما كانت النتائج التي سيسفر عنها انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي خلال الأشهر الأربعة القادمة، فإن كرة القدم الإنكليزية لن تعود إلى ما كانت عليه أبداً.
الصحيفة البريطانية تعتبر أن من المستحيل تصور نهضة الدوري الممتاز في غياب المناخ السياسي المواتي الذي عاشته المملكة المتحدة في تسعينيات القرن الماضي والعقد الأول من هذا القرن؛ فقد شهدت تلك الفترة نمواً اقتصادياً مطرداً، وضوابط قليلة، وتحسناً في البنية التحتية، إضافة إلى قاعدة المستهلكين الواسعة في الدولة.
حينها، استغل المسؤولون وقوع البريطانيين في حب اللعبة مرة أخرى بعد كأس العالم 1990 وحلول منتخب إنكلترا في المركز الرابع. فلم يكن هناك وقت أو مكان أفضل لإطلاق مشروع مثل الدوري الممتاز من إنكلترا في ذلك الوقت.
سرعان ما اتسم الدوري الممتاز بطابع معين في الحياة العامة البريطانية، خلال فترة حكم توني بلير وديفيد كاميرون: فقد اتسم في تلك الفترة بالنجاح، والحداثة، والقدرة على تحقيق الأرباح، والاتساق مع العولمة، والنزعة العالمية (اللاقومية)، والقدرة على جذب الخبرات الأجنبية ولكن بخطى واثقة في قدرته على نشر رسالته الخاصة في جميع أنحاء العالم، وكما قال بيتر ماندلسون في عبارته الشهيرة، فقد تميز في تلك الفترة بقبوله التام لقدرة البعض على تحقيق الثراء الفاحش.
كل ذلك يتلخص في كلمة سكودامور «الانفتاح». الانفتاح على الأموال الأجنبية، مثلما حولت المليارات الروسية والإماراتية فريقي تشيلسي ومانشستر سيتي، وما صاحب ذلك من إقدام أثرياء الصين وتايلاند والولايات المتحدة على الاستثمار أيضاً.
والانفتاح على الأفكار الأجنبية، حين تمكن الفرنسي آرسين فينغر، والبرتغالي جوزيه مورينيو والإسباني بيب غوارديولا من رفع مستوى اللعبة لتبلغ القمة.
والأهم من ذلك كله، الانفتاح على اللاعبين الأجانب، الذين أدركت أندية الدوري الممتاز بسرعة أنهم أرخص ثمناً وأقل كلفة من اللاعبين المحليين.
في البداية، كان كل من إيريك كانتونا، وجيانفرانكو زولا، ودينيس بيركامب هم الاستثناءات الرائعة في الفرق التي انضموا إليها. قبل أن يتحول الوضع إلى أن المعلومة الأقل إثارة للاهتمام بشأن كيفين دي بروين أو محمد صلاح أو بول بوغبا هي جنسيتهم.
وهذا هو السبب الذي يعزى إليه أن 30% فقط من الذين تمكنوا من اللعب في الدوري الممتاز هم لاعبون نشأوا في إنكلترا، الرقم الذي يقل ليصل إلى 21% عندما يتعلق الأمر بأفضل 6 أندية في الدوري. وهو ما يدفع البعض للشعور بأن «إنكليزية» الدوري الإنكليزي، ترجع إلى إقامته في إنكلترا فحسب.
بني الدوري الممتاز على أسس سياسية، كان أساسها حرية انتقال الأشخاص إلى المملكة المتحدة. وفي العام 2016، ألقى الناخبون البريطانيون نظرة على الانفتاح الذي احتفى به سكودامور، وقرروا إعاقته بدلاً من ذلك!
وبعد مضي ما يقرب من 3 سنوات على الاستفتاء يبقى السؤالك؛ كيف سيؤثر «بريكست» على الدوري الإنكليزي؟
تتمثل مهمة الاتحاد في الإشراف على كيفية منح الحكومة تأشيرات للاعبي كرة القدم القادمين إلى البلاد من خارج الاتحاد الأوروبي. ولذا بمجرد أن تنتهي حرية الانتقال، ستزداد مسؤولية الاتحاد، إذ سيزداد عدد لاعبي كرة القدم ممن يحتاجون إلى تأشيرات للعب في إنكلترا. لذلك سيحتاج الاتحاد إلى اتباع نهج جديد.
في المقابل، للاتحاد مصلحة في نجاح المنتخبات الوطنية. إذ يتعين عليه أن يُحكِّم في أسلوب إدارة اللعبة وأن يدافع عن فرقها في نفس الوقت. فقد اضطر الاتحاد ولسنوات عديدة أن يشاهد تدفق الاعبين الأجانب الذي ساهم ببطء في تقليص فرص اللاعبين الإنكليز المؤهلين. وعلى مدار فترة طويلة شهدتْ تدني مستويات المنتخب الإنكليزي، كان وجود «الكثير من اللاعبين الأجانب» هو أسهل تفسير متاح.
وهي الصورة التي تغيرت قليلاً مؤخراً. ففي العام 2017، فازت منتخبات إنكلترا بكأس العالم للشباب تحت 17 سنة وتحت 20 سنة، بالإضافة إلى بطولة أوروبا تحت 19 سنة.
وفي صيف 2018، وصل المنتخب الإنكليزي بقيادة المدرب غاريث ساوثغيت إلى الدور نصف النهائي من كأس العالم التي أقيمت في روسيا، وكان على بعد 22 دقيقة من المباراة النهائية ضد فرنسا.
وفي شهر يونيو/حزيران 2019، سيذهب المنتخب إلى دوري الأمم الأوروبية في بورتو، ولن يكون من المستغرب فوزه بالبطولة. ولذا فقد أصبح من الصعب الآن الاقتناع بأن اللاعبين الإنكليز الشباب ليسوا على نفس القدر من الكفاءة من الناحية الفنية مثل نظرائهم.
بالرغم من هذه النجاحات الأخيرة، لا يزال الاتحاد يرغب في مسارات أكثر انفتاحاً ووضوحاً للاعبين البريطانيين الشباب المؤهلين للمشاركة في الدوري الإنكليزي الممتاز. هناك أمثلة جيدة ظهرت مؤخراً للاعبين إنكليز اتسموا بالشجاعة الكافية لاغتنام الفرصة لأنفسهم. مثل ناثنيال شالوباه الذي غادر تشيلسي للذهاب إلى واتفورد، أو جادون سانشو الذي غادر مانشستر سيتي للتعاقد مع بوروسيا دورتموند. غير أن هذه الحالات تعتبر الاستثناءات وليست القاعدة.
ثمة طريقة أخرى يُمكن من خلالها أن يعيق «بريكسيت» الدوري الممتاز، ومنعه من فعل ما جعله قوياً للغاية. إذ أن الانسحاب من الاتحاد الأوروبي سيمنع أندية الدوري الممتاز من التعاقد مع اللاعبين الشباب الأجانب في سن 16 و17 عاماً، وهو ما لا يزالون قادرين على فعله حتى الآن بفضل إعفاء الاتحاد الأوروبي من المادة 19 من اللوائح المنظمة للاتحاد الدولي لكرة القدم.
فقد تمكن كل من سيسك فابريغاس، وبول بوغبا وهيكتور بيليرين من القدوم للعب في إنكلترا بمجرد أن سمحت لهم القواعد القانونية المنظمة ذلك، لكن تلك الأيام ستنتهي قريباً.
اتحاد اللعبة يسعى لخفض عدد الاعبين الأجانب
يأمل الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم أن يغتنم مسألة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إذ يراها فرصة لقلب موازين كرة القدم في الدوري الممتاز لصالحه بحسب تقرير The Independent.
يُسمح لكل نادٍ في الدوري الممتاز وفقاًَ للقواعد الحالية بتسجيل ما يصل إلى 17 لاعباً أجنبياً في تشكيل الفريق المكون من 25 لاعباً، على أن يكون الـ 8 الآخرون قد تعلموا اللعبة في البلد.
من الناحية النظرية، إذا حصلت جميع فرق الدوري الممتاز الـ 20 على حصصها الكاملة من اللاعبين الأجانب، سيكون هناك 340 لاعباً أجنبياً.
وبالفعل، فإن أغلب الفرق الكبرى لديها العدد كاملاً من اللاعبين الأجانب. وبدا الوضع أشبه بفضيحة عندما بدأ فريقي تشيلسي وآرسنال تشكيل فرقهما دون لاعبين إنكليز على الإطلاق، إلا أن الأمر لا يشكل أدنى مشكلةً الآن.
لكن هذا الوضع لا ينطبق على جميع الفرق، وبالتالي فإن العدد الحالي للاعبين الأجانب الموزعين بشكل غير متساوٍ بين فرق الدوري الممتاز هو 262 لاعباً. لذا قرر الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم وضع حد لذلك.
بموجب اقتراح اتحاد كرة القدم الجديد، سيكتفي كل فريق في الدوري الممتاز بـ 13 لاعباً أجنبياً بدلاً من 17، ليصبح إجمالي اللاعبين الأجانب 260 لاعباً في النهاية، ولذلك يحق لاتحاد الكرة القول بأن التغيير ليس كبيراً على الإطلاق، وأن الفرق لن تخسر الكثير إذا ضحت بأربع لاعبين أجانب.
على سبيل المثال، سيخسر توتنهام هوتسبير لاعبين أساسيين وآخرين احتياطيين، وهم باولو غازانيغا وميتشل فورم وجورج كيفن نكودو وفينسنت يانسن الذي انطبقت عليه القاعدة في الموسم الماضي. لذلك لا يستهدف المقترح أفضل المواهب الأجنبية المستوردة.
لا يرغب الاتحاد الإنكليزي في أن يرتبط اسمه بقوة بالجانب السياسي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأشار أنه سيواصل تنفيذ هذا التغيير في سياسته العامة حتى لو توقف قرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بطريقة ما. حتى أنه اقترح إجراءً تحررياً آخر من أجل التخفيف من حدة هذا القرار.
تقول الصحيفة البريطانية إن الاتحاد الإنكليزي يملك حالياً صلاحيات منح موافقة مجلس الإدارة GBE، والتي يحصل لاعبو كرة القدم من خارج المنطقة الاقتصادية الأوروبية EEA بموجبها على تأشيرات دخول البلاد، على أساس معايير قابلة للقياس مثل قيمة انتقال اللاعب والراتب والخبرة الدولية وترتيب منتخبه الوطني في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم.
وقد أعلن اتحاد كرة القدم أنه مستعدٌ للتخلي عن كل ذلك وإعطاء تأشيرة لأي لاعب أجنبي في المستقبل، بغض النظر عن عمره أو جنسيته، طالما وافق الدوري الممتاز على الأعداد المقترحة. لكن لا يبدو ذلك وشيكاً.
ناقشت أندية الدوري الممتاز خطة الاتحاد المحلي في اجتماع المساهمين في نوفمبر/تشرين الثاني 2018. ونتج عن هذا الاجتماع رفض واضح لخطة الاتحاد الانكليزي في بيان شديد اللهجة والذي تحدث أيضاً بلسان رابطة الأندية الإنكليزية المحترفة والرابطة الاسكتلندية لمحترفي كرة القدم وكبرى مؤسسات كرة القدم البريطانية.
واتهموا اتحاد كرة القدم تقريباً بالانتهازية، واستغلال اللحظة السياسية لتقويض بطولاتهم. وقال البيان إن رابطة الأندية الإنكليزية المحترفة والرابطة الاسكتلندية لمحترفي كرة القدم تتفقان مع رأي الدوري الإنكليزي الممتاز الذي يرى بأنه «لا يجب استخدام خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لإضعاف فرق كرة القدم البريطانية، ولا الإضرار بمقدرة الأندية على التعاقد مع لاعبين دوليين».
ناقش البيان ابتداءً مبررات خطة الاتحاد. وأشار الدوري الممتاز إلى دراسات توضح أن خفض نسبة اللاعبين الأجانب لا يعزز بالضرورة المنتخبات الوطنية، مستشهدين بنجاحات فرق إنكلترا على جميع المستويات خلال العامين الماضيين، وتساءلوا كيف يمكن أن يدعي اتحاد كرة القدم أن هناك مشكلة بينما يبدو أنهم وجدوا لها حلاً بأنفسهم؟ وأشار بيان الدوري الممتاز أيضاً إلى «النظام العام لتطوير اللاعبين الذي يؤهل اللاعبين لمنتخبات إنكلترا على كل المستويات». أضعفت النجاحات التي تحققت في العامين الماضيين من حجة الاتحاد الإنكليزي.
يمكن للدوري الإنكليزي الممتاز حتى أن ينظر إلى غاريث ساوثغيت، الذي لم يؤيد بقوة خطط الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم، أثناء حديثه في مؤتمر صحفيّ باستاد ويمبلي في 14 نوفمبر/تشرين الثاني. إذ قال ساوثغيت إنّ ”معظم البيانات التي بحوزتي تشير إلى أن توزيع الحصص على الفِرَق لن يحدِث فارقاً. كان التركيز الأساسيّ في المجموعة التي جلستُ معها يدور حول الجزء الأخير من تنمية قدرات الشباب، من سنّ 17 إلى 21 عاماً. هذا ما تشعر به معظم الأندية ونحن بحاجة إلى مراجعته“.
لكن هناك شيءٌ جوهريّ هنا أكثر من مجرد النقاش حول أفضل آليات مساعدة الشباب المنضم للمنتخب الوطني. وهو ما يتعلق بالنفوذ في كرة القدم الإنكليزيّة؛ ونظراً لاستحواذ الدوري الإنكليزيّ الممتاز على معظم هذا النفوذ لفترة طويلة، فإنّه لا يرغب أن يملي عليه أحد ما يقوم به. فهو لا يرى حاجةً إلى تغيير النظام أو حتّى الحوار الذي يرغب فيه الآن الاتحاد الإنكليزيّ لكرة القدم.
لا يتمثل الهدف في معرفة مدى أهمية اللاعب نكودو تحديداً بالنسبة لنادي توتنهام في الموسم الماضي، أو الحارس كلوديو برافو بالنسبة لنادي مانشستر سيتي. وإنّما في أنّ توتنهام ومانشستر سيتي والفرق الـ 18 الأخرى لديها الحقّ في التعاقد مع أفضل اللاعبين الذين يمكنهم التوصل إلى اتفاق معهم، وهذا ما يجعل هذا الدوري على النحو الذي يبدو عليه حالياً.
لو استبعدنا هذا الأمر، سنجد أننا لا نستبعد الحارسين البديلين من نادي توتنهام فقط، وإنّما نصادر حقّهم في بناء أفضل فريق عن طريق ضم لاعبين من جميع أنحاء العالم. وهو ما أثّر على أندية الدوري الإنكليزيّ الممتاز كثيراً؛ لأنه يهدّد حريتها في تعريف هويتها.
بالطبع يعلم الدوري الإنكليزي أنّه يتعين عليه الدخول في معركة. إذ أنه من غير المرجَّح أن يقبل باتخاذ هذه الإجراءات المناقضة لما يمثّله. لكنّ على الأندية أن تعلم أيضاً، في قرارة نفسها، أن الاتحاد الإنكليزيّ لكرة القدم هو صاحب الكلمة العُليا؛ لأن منطق هذا الزمن وهذه اللحظة السياسية الراهنة في صفّه.
إِذْ تسمح وزارة الداخليّة للاتحاد الإنكليزيّ بإدارة نظام التأشيرات للاعبين الذي يحملون جنسيّات دول خارج الاتحاد الأوروبيّ. ومن الأرجح أن تتوافق الحكومة مع الطرف الذي يسعى لاتّباع منطق الاستفتاء، ومنطق السياسات الحكومية في السنوات القليلة الماضية، وذلك بالحد من عدد العمالة الأجنبية في المملكة المتحدة؛ لا مع الطرف الذي لا يسعى لهذا.
يزداد موقف الدوري الإنكليزيّ هشاشة في ظل الخطر المتمثل في إتمام خروج المملكة من الاتحاد الأوروبيّ دون صفقة واتّفاق، سواء في السياسة أو في كرة القدم. إذا خرجت المملكة المتحدة من الاتحادَ الأوروبيّ في نهاية مارس/آذار 2019 دون فترة انتقاليّة، وإذا لم يتّفق الدوري الإنكليزيّ والاتحاد الإنكليزيّ لكرة القدم على خطة جديدة بشأن اللاعبين الأجانب، فسوف يتضرر الدوري الإنكليزيّ مثل بقيّة الجوانب الأخرى في الحياة الوطنية.
ونظراً لأن كافة اللاعبين الأوروبيّين سيتعيَّن عليهم الامتثال لنظام النقاط الخاص بالاتحاد الإنكليزيّ- معايير GBE ”موافقة مجلس الإدارة“ Governing Body Endorsement -، والذي يغطّي حالياً اللاعبين غير الأوروبيّين. وسيمثّل ذلك أقسى إعادة رسم للحدود يمكن تخيّلها.
تشير تقديرات الاتحاد الإنكليزي نفسه إلى أن 65% من اللاعبين الأوروبيّين الحاليين في الدوري الإنكليزي ما كانوا ليجتازوا نظام GBE الحالي المتمثل في ”موافقة مجلس الإدارة“.
وعلى المدى الأبعد، درس لوري شو -عالم الإحصاء بجامعة هارفارد – المسار المهنيّ للاعبين الأوربيّين (من خارج بريطانيا وآيرلندا) الذين لعبوا في الدوري الإنكليزي منذ العام 1992، ويصل عددهم إلى 1,022 لاعباً.
يقول شو إن 42% فقط من هؤلاء اللاعبين تمكنوا من الحصول على تصريح العمل، تحت مظلّة قواعد ”موافقة مجلس الإدارة“ GBE.
وعلى الرغم مما قد يمثّله خفض العدد إلى 13 لاعباً أجنبياً فقط من تعطيل لأطراف الدوري الإنكليزي، إلّا أن ذلك قد يكون مجرّد إزعاج وعقبة إداريّة. لكن السيناريو المرعب المتمثل في عدم الوصول إلى اتفاق سيلحق أضراراً كبيرة بالدوري الإنكليزي بما قد يُنذِر بغرق السفينة كلّها.
لأجل هذا يشير منطق هذا السيناريو إلى أفضلية إبرام صفقة بين الدوري الإنكليزي الممتاز والاتحاد الإنكليزي لكرة القدم، حتى وإن كان كلا الطرفين حالياً ينأيان بنفسَيهما عن هذه الاحتماليّة. فهما ليسا متباعدين فقط في الأرقام التي يتجادَلان حولها، لكنهما متباعدان أيضاً بشأن الدخول في هذا الحوار من الأساس. في الدوري الإنكليزي يُفضّل ألّا يحدث هذا.
وبينما يمكن للدوري توظيف الكثير من التفاصيل بشأن نجاحاته – أي الدول التي يُتابَع فيها، والأشخاص الذين يقوم بتوظيفهم، والإيرادات التي يدرها، ومنها ما يدفعه للضرائب – فإن الحقائقَ وحدها لا تكون دائماً حاسمة؛ ويجب النظر بعين الاعتبار إلى الجو والمزاج العام للحظة الراهنة بحسب The Independent.
وإن كان الدوري الإنكليزي يأمل أن يتمكن من الصمود في وجه التيار، فقد تكون في انتظاره صدمة.