تدهور السياحة بأﮔـادير .. من المسؤول ؟
المغرب / وليد بليلة، مراسل النشرة الدولية
يكاد يجمع مهنيو قطاع السياحة بعاصمة سوس على أن المدينة تعيش في السنوات القليلة الأخيرة على واقع تدهور مقلق للمجال السياحي ، بعدما كان من أكثر القطاعات الحيوية انتعاشا و ازدهارا و رواجا ، تبوأت أﮔـادير من خلاله أعلى مرتبة من ناحية استقطاب السياح الأجانب و الوطنيين ، حيث ظلت المدينة الوجهة السياحية الأولى بالمغرب لسنوات طويلة قبل أن تزيحها مدينة مراكش من ترتيب الصدارة .
وتتوفر المدينة على مؤهلات طبيعية متميزة تتمثل في المناخ المتوسطي المعتدل و الرطب إضافة إلى تواجدها على الساحل الأطلسي ما جعلها تمتلك أروع شواطئ المملكة ، كما أنها تكتسب مقومات ثقافية جاذبة لاهتمام السياح مثل الارث الثقافي الامازيغي المحلي ، و رغم أن عمر المدينة الجديدة لا يتجاوز ستين سنة بعد اعادة اعمارها عقب زلزال 1960م، فقد عملت المجالس المنتخبة و الهيئات الادارية في السنوات الماضية على الاهتمام بهذا القطاع و تأهيله عبر القيام بالعديد من المشاريع و جذب العديد من الاستثمارات الوطنية و الاجنبية ، حيث تمتلك المدينة اليوم بنية تحتية ملائمة للسياحة خصوصا الكورنيش و باقي المرافق الترفيهية و الفنادق و المنتجعات فخمة المطلة على الشاطئ .
اليوم تعاني المدينة بشكل كبير من تأزم القطاع السياحي و تراجع مداخيله مما يبعث على العديد من التساؤلات حول خبايا المشاكل التي أصبحت تتخبط فيها السياحة بأﮔـادير و الجهات المسؤولة عنها و الحلول الممكنة لإعادة الإنتعاش للقطاع الذي يعد إحدى ركائز الاقتصاد بالمنطقة ، حيث تراجعت أعداد السياح الأجانب بشكل ملحوظ ، فالمدينة التي كانت يتوافد عليها في كل سنة مئات الآلاف من الأوروبيين الراغبين في مناخ دافئ و شاطئ هادئ ، لم تعد موضع اهتمام و جذب سياحي، ويعود هذا التراجع حسب المهتمين بالقطاع الى عدة عوامل أهمها الغياب الملحوظ للتنسيق بين مختلف المتدخلين في تسيير القطاع على المستوى الجهوي من المجلس البلدي و مصالح الولاية و ممثلي وزارة السياحة و باقي الهيئات المعنية إضافة إلى بطئ تنفيذ استراتيجية السياحة رؤية 2020 التي تراهن عليها الدولة لإقتحام تصنيف أكبر 20 وجهة سياحية في العالم بحلول عام 2020.
ويلاحظ بشكل لافت للانتباه فشل الهيئات و المصالح المكلفة بتدبير السياحة بالمدينة في تسويق إعلامي لأكادير كوجهة سياحية على المستوى العالمي ، في المقابل هناك مجهودات كبيرة تبذل في ترويج مراكش و تقديم منتوجها السياحي وهي الاستراتيجية التي حققت نتائج إيجابية كبيرة حتى أكسبتها شهرة عالمية.
كما يشير مهنيو القطاع إلى تداعيات مشكل غياب خطوط جوية مباشرة بين المدن الاوروبية و العالمية و أكادير ، حيث يضطر السياح للتوقف في مطار الدار البيضاء لفترة زمنية ثم إتمام الرحلة للوصول إلى مطار المسيرة الدولي و هو ما يعتبر مرهقا للمسافرين.
لقد خلفت هذه المشاكل نتائج سلبية بل يمكن وصفها بالكارثية ، بعد قيام مجموعة من الفنادق بإغلاق أبوابها و الدخول في شبح الإفلاس ، و نتج عن هذا الوضع تسريح أعداد من العمال الذين لا يزالون يعانون من مشاكل تسوية أوضاعهم الاجتماعية وتعويضاتهم المالية ، فيما توقفت مشاريع سياحية كبرى على رأسها مشروع أﮔـادير لاند و أسباب ذلك متعددة يشوبها الغموض.
منذ أقل من ثلاث سنوات تقريبا ، تكاثفت مجهودات المسؤولين على عقد الإجتماعات و الخروج بالتوصيات آملا في إيجاد حلول لهذه الإشكاليات و إعادة تعزيز السياحة بالمدينة و إنعاش منتوجها و حسب الإحصائيات الاخيرة للمجلس الاقليمي للسياحة فالقطاع يعرف تحسن ملحوظ من خلال ارتفاع عدد السياح الوافدين سنويا مما يبشر بالخير، إلا أن ذلك لن يتأتى حقيقة إلا بضمان تنسيق ذو فعالية بين مختلف الاطراف و الهيئات المتدخلة ، كما يعد مقترح خلق صندوق لتمويل الحملات الترويجية للمنتوج السياحي لأﮔادير على المستوى الدولي ضرورة ملحة كما هو شأن المدن و البلدان السياحية في العالم إعتمادا على الخصوصيات التي تتميز بها المدينة ، زيادة على أن تطوير البنية التحتية و تنويع المنتوج السياحي أمور هامة لضمان نجاح أي استراتيجية تنموية مستقبلية.