لبنان: هل يطفىء التكليف شمعته الأولى بلا حكومة؟
النشرة الدولية –
إنطلق قطار المبادرات من جديد في اتجاه الحلول لأزمة الملف الحكومي، والتي سيدخل معها الرئيس سعد الحريري شهره الثامن من التعطيل منذ التكليف، وعلى رغم المساعي الحثيثة التي تبذلها الأطراف المعنية بالتشكيل للوصول الى مخرج مناسب يحفظ ماء وجه الوعود، الا أن الأمل بات ضئيلا بإعلان الولادة في المدى القريب!
وبعد فشل معظم المبادرات السابقة في المرحلة الماضية، يبدو أن مبادرة وزير الخارجية جبران باسيل، والتي حاول تسويقها في الساعات الأخيرة باءت أيضا بالفشل. فقد أفاد مصدر مطّلع لـ “لبنان 24” أن باسيل حمل في جعبته طرحاً وحيدا قدّمه للرئيس المكلف سعد الحريري في “بيت الوسط” مساء أمس، والذي يقضي بتبنّي اقتراح حكومة موسّعة تضمّ 32 وزيراً، الأمر الذي اعتبره الحريري سابقا مرفوضا بالنسبة اليه، الا أن هذا الطرح عاد اليوم الى الواجهة ليدخل من جديد في لبّ المفاوضات الحكومية.
وأشار المصدر إلى أن الوزير جبران باسيل قد غادر “بيت الوسط” تاركاً بين يدي الحريري ما اعتبره حلاً مناسباً للخروج من الأزمة، لافتاً الى أن باسيل سيحاول في الساعات المقبلة مناقشة طرح حكومة 32 مع باقي الاطراف السياسية لا سيما حلفائه، على ان يكون الوزيرين الاضافيين من حصة الطائفتين المسيحية والسنية.
وإذ كشفت مصادر 8 آذار عن رفض “حزب الله” و “حركة امل” لهذه المبادرة شكلاً ومضمونا، على اعتبار أن هذا الطرح هو غير ميثاقي وينسف مبدأ “الستة والستة مكرر” الذي قامت عليه جميع حكومات ما بعد “الطائف”. وبحسب المعطيات، يبدو أن حلّ باسيل قد وُلد ميتاً قبل ان تتم مناقشته مع سائر الأفرقاء، ورجحت المصادر أن تكون هذه المبادرة مجرّد مناورة تهدف للعودة مجددا الى الثلث المعطّل.
وأكدت المصادر أن الحل الوحيد المتفق عليه بين الثنائي الشيعي وباقي قيادات 8 آذار يقضي بتمثيل “اللقاء التشاوري” إمّا بأحد النواب الستّة او بممثل عنهم على أن يكون اسم الوزير مقترحاً رسمياً وتوافقيا من قبل اعضاء اللقاء ويمتثل لجميع قراراتهم، لافتةً الى أن لا مجال ابدا لولادة الحكومة من دون تمثيلهم.
يبدو أننا سنشهد في المرحلة المقبلة سلسلة من المبادرات على خط الأزمة الحكومية والتي قد يقود احداها اللواء عباس ابراهيم بطلب رسمي من “بعبدا”، فهل يتنازل الرئيس الحريري عن موقفه الرافض لطرح الوزير جبران باسيل الأخير؟ ام أن صراع التشكيل سيشعل الجبهات السياسية من جديد لندخل في نفق التأجيل حتى يطفىء التكليف شمعته الأولى بلا حكومة!