تحقيق استقصائي: الآلاف في سجون تركيا بتهمة “الإرهاب” بسبب “ورقة دولار”

النشرة الدولية –

أظهر تحقيق استقصائي، نشرته مؤسسة الرصد السويدية “نورديك مونيتور”، وجود آلاف المعتقلين في السجون التركية بتهمة حيازة ورقة نقدية من فئة دولار واحد، كون حيازة هذه الورقة تعتبر من قبل المحاكم التركية، شيفرة تعارف وتواصل بين أتباع رجل الدين المعارض، فتح الله غولن، المقيم بأمريكا، والمتهم الرئيسي بالمحاولة الانقلابية الفاشلة عام 2016.

ونشر التحقيق الذي صدر، الاثنين الماضي، صورًا للعملة الأمريكية من فئة الدولار، مثبتة في أحراز المحاكم باعتبارها شواهد إثبات في أحكام السجن التي صدرت على صحفيين ونشطاء وأكاديميين، وكذلك على موظف في وكالة “ناسا” الفضائية الأمريكية يحمل جنسية تركية مزدوجة.

وكشفت استقصاءات مؤسسة الرصد السويدية عن أن “المحاكم التركية بعد أن تبلغت في أعقاب المحاولة الانقلابية 2016 بأن جماعات غولن استخدموا ورقة الدولار للتعرف على بعضهم، أضحت مرتبكة في تحديد أي ورقة دولار هي المقصودة بالتجريم، فبنك الاحتياطي الفيدرالي أصدر 12.1 بليون ورقة من هذا النوع، بحسب بيانات نهاية 2017، وينوي خلال 2019 استبدال 2.5 بليون ورقة منها، ما يعني أن الملايين من الأشخاص حاملي هذه الأوراق النقدية من فئة الدولار، هم في نظر الأمن والقضاء التركي مشاريع إرهابيين”.

وأفاد التقرير بأن “السلطات التركية عممت شائعات مخابراتية  في البداية، تقول إن أوراق الدولار الواحد التي تحمل رقم F في تسلسلها هي المقصودة بالتجريم، لأنها هي شيفرة التفاهم بين جماعات غولن، لكن المخابرات التركية في سعيها لتجريم جماعة غولن، عادت وأشاعت بأن الدولارات المجرّمة لا تقتصر على فئة F، وهو الأمر الذي فاقم من أعداد المعتقلين بتهم الإرهاب“، مشيرًا إلى أن “مؤسسة الرصد سألت قيادات معروفة من جماعة غولن عن حقيقة الأمر، وكان الجواب بالنفي المطلق لاستخدام مثل هذه الإشارات السرّية بن الأتباع”.

بدوره، أوضح “الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي” أن “كافة الحروف الأبجدية فيما عدا آخر حرفين z و y، مستخدمة في أوراق العملة من فئة دولار، وذلك لضبط تسلسل الأرقام التي يصل عددها إلى 8 في بعض الفئات”، منوهًا إلى أن “بعض أرقام ورقة الدولار التي طبعت عام 1966 كانت تتضمن مفتاحًا من رمزين وليس رمزًا واحدًا”.

وأورد التقرير عددًا من أسماء المعتقلين في السجون التركية بتهمة الإرهاب لحيازتهم ورقة الدولار، وكان منهم سرغان غولغه (38 سنة)، ويافوز سليم يايلا (19 سنة)، ابن المستشار للشؤون التركية للكونغرس، أحمد سعيد يايلا، والصحفي محمد حسن ألطان، الذي أمضى في السجن عامين بتهمة حيازة ورقة الدولار، والصحفي إبراهيم كارياغين (53 سنة)، الذي جرى اعتقاله في مطار أتاتورك 2016، عندما وجدت الشرطة ورقة دولار في جيبه، وحوكم على أساسها بتهمة الإرهاب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button