ورد الخال: أشعر بقلق دائم تجاه ما سأقدّم مستقبلاً

النشرة الدولية –

تؤدي الممثلة ورد الخال بطولة المسلسل الرمضاني اللبناني «أسود» (كتابة كلوديا مرشليان، وإخراج سمير حبشي، وإنتاج إيغل فيلمز) بشخصية «مارغو» الأم غير الصالحة والزوجة الخائنة والقاسية، التي يلفّ ماضيها الكثير من الغموض. ورد التي أنست الجمهور جبروت «لميس» وشرّها وأذيتها من خلال «مارغو» تَعِدُ المشاهدين بأحداث غير متوقّعة، بعد مزيد من النقمة على هذه الشخصية. عن «مارغو» ومسيرة الدراما اللبنانية تحدثت ورد الخال إلى «الجريدة» الكويتية:

تختارين أدوارك بعناية تامّة، فما الذي جذبك إلى مسلسل “أسود”؟

أعتمد الخيار نفسه دائماً، المرتكز على أهمية القصة وماهية دوري الجديد فيها، كما أنني أهتمّ بهوية شركة الإنتاج والممثلين المشاركين معي في المسلسل. أمّا بالنسبة إلى “أسود”، فإضافة إلى توافر تلك العناصر، حرصت شركة الإنتاج على أدائي هذه الشخصية، لأنني أجمع الشكل الخارجي الملائم لشخصية مارغو، الزوجة الخائنة والأم القاسية غير الصالحة، والاحترافية لتجسيد شخصية صعبة ومعقدّة جداً.

تتميّز القصة بالفانتازيا، فكيف تلقّفها الجمهور؟

صراحة لم نعد نعلم أي أنواع القصص يرضي الجمهور! ثمة جمهور يفضّل الواقعية وينتقد الفانتازيا لأنها لا تمتّ إلى الواقع بصلة، وجمهور آخر يملّ من المسلسلات الواقعية وجديّتها ويفضّل قصص الحبّ. لذا أصبحت الأمور نسبيّة، وأهواء الجمهور متفاوتة جداً. من جهة أخرى ما الضير في تطعيم الدراما ببعض الفانتازيا؟

شخصيتك غامضة ومستفزّة جداً، فأي أحداث ننتظر؟

لا تزال أحداث المسلسل غامضة حتى الآن، لكنها ستأخذ مجراها الطبيعي تدريجيا حتى تنفضح الخيوط كلها، فيكتشف الجمهور عندها الخيوط الخفية التي تربط مارغو بأسود الذي ينتقم منها من خلال ابنتها، كما ينكشف سر العلاقة التي تجمعهما، والتي هي أساسا محرّك أحداث القصة.

للمرة الأولى تعزف أوركسترا الموسيقى التصويرية لمسلسل لبناني، والمعزوفة من تأليف زوجك المؤلف والموّزع الموسيقي باسم رزق.

تشكّل الموسيقى التصويرية عنصراً هاماً من عناصر أي مسلسل ومكمّلة له، لأنها تجسّد معنى المشهد فيتفاعل المشاهد أكثر مع الشخصيات التي لكل منها موسيقى خاصة بها. للأسف يستخفّون بأهميتها في بعض الأعمال. صحيح أنها المرة الأولى التي تعزف فيها أوركسترا موسيقى مسلسل لبناني، ومشكورة هي أوركسترا “بودابست” على أدائها الجميل الذي جعل كثيرين يوّزعون الفيديو الخاص بها. تحرص شركة “إيغل فيلمز” دائماً على إيلاء أهمية لكل عنصر من عناصر العمل فلا تقصّر في التعاون مع الشخص المناسب لتقديم الأفضل.

تربطك علاقة جيّدة بالمنتج جمال سنّان؟

هو منتج يقرن أقواله بأفعاله، يؤمن بالدراما المحلية وهدفه الأول تطويرها. فعندما ينفذّ أعمالا عربية مشتركة يهدف من خلال تسويقها إلى تأمين التمويل اللازم للاستمرار بالأعمال المحلية النوعية. إلى ذلك هو يقدّر الممثلين الكبار ويحترم مسيرتهم، لذا نراه يتعاون معهم دائماً.

صرّحت مراراً أن غيابك فترة عن الشاشة سببه العروض دون المستوى التي تتلقينها، فهل يشجعك المسار الراهن للدراما على المشاركة؟

أنا متحمّسة دائماً للدراما، أحياناً أجد عروضاً ملائمة وأحيانا أخرى لا، فأنتظر الأفضل. ثمة تفاوت في المستوى، ما يجعل مسار الدراما المحلية غير مستقرّ أو ثابت. إذ قد نرى أعمالا راقية وجيّدة جداً ومن ثم يأتي عمل أقل مستوى يشوّه ما تحقّق. لذا أشعر بقلق دائم تجاه ما سأقدّم مستقبلا.

رغم ذلك تتنافس المسلسلات المحلية في وقت الذروة على الشاشات حاصدة نسب مشاهدة مرتفعة؟

طبعاً، لأن الجمهور اللبناني يفضّل المسلسلات اللبنانية، فنراها متنافسة جماهيرياً عبر المحطات، ولكن في مقارنة مع المسلسلات العربية نشعر بإحباط معيّن بسبب نقاط ضعف نلحظها كاحترافيين في هذا المجال أكثر من الجمهور الذي يتابع في منزله. نتمنى دائماً أن تصل أعمالنا معنا إلى الخارج فتنتشر مثلما انتشرنا شخصياً.

لكن ثمة تغييراً ملحوظاً في الدراما المحلية أخيراً؟

نشعر بجديّة أكثر في الإنتاج، ولكن يجب متابعة التطوّر وعدم التسمّر في مكاننا. يجب إعطاء فرصة للمواهب الجديدة، كما تأمين التمويل اللازم لكل عمل، وأشيد في هذا الإطار بمنتجين محدّدين يغامرون في سبيل تطوّر الدراما اللبنانية.

 

تعود الأعمال العربية المشتركة هذا العام إلى موقعها المتقدّم بعد تراجعٍ محلي العام الماضي، بمشاركة ممثلين قديرين مثل رفيق علي أحمد ورولى حمادة وندى بو فرحات ونقولا

دانيال وغبريال يميّن وغيرهم، فما رأيك؟

إذا أرادوا دعم أعمالهم يجب أن يستعينوا بممثلين لبنانيين أقوياء، خصوصاً أن الجمهور ينظر إلى الممثل القدير بإعجاب واحترام، وهؤلاء إضافة نوعيّة لأي عمل، ونحن لدينا الكثير من الممثلين القديرين من كل فئات الأعمار، لذا يجب إعطاؤهم مساحة في أعمالنا كونهم يشكّلون رافعة للمسلسل. وهذا الأمر معتمد أيضاً من قبل السوريين والمصريين الذين يستندون إلى الممثلين القديرين لدعم العمل وجذب الجمهور.

أي صناعة درامية يمكن أن تتحقق طالما لا ثبات في مستوى الأعمال المحلية؟

للأسف في مقابل عمل جيّد هناك أعمال ضعيفة، في حين تتطلّب الصناعة مجموعة من المنتجين والمخرجين والكتّاب الأكفاء، لأن الصناعة لا تقوم على شخص أو اثنين. نحن نعلم جيّداً نقاط ضعفنا ونحبط أحياناً من واقع المهنة. تحتاج الأعمال الجيّدة عناصر قويّة متماسكة ومتكاملة، كما نحتاج إلى التنوّع والصناعة لنشعر بحماس المنافسة فيما بيننا، قبل أن نفكّر بمنافسة الأعمال العربية. يجب أن تتوافر أعمال عدّة جيدة للمنافسة والتطوّر. لكن للأسف، إذا عُرض مسلسل متكامل وجيّد يأتي بعده مسلسلان أو أكثر بمستوى وضيع، فيضرب ما تحقق، مما ينعكس سلباً على صيت الأعمال المحلية.

هل حقق فعلا “ثورة الفلاحين” ثورة في الدراما اللبنانية؟

طبعاً، لقد ترك بصمة جميلة في الدراما المحلية. من الصعب تكرار إنتاج ضخم كهذا. لقد بيع على Netflix كونه يراعي الشروط اللازمة لذلك، وهذه سابقة.

مقلّة في الإطلالات الإعلامية، وقد استغنيت عن “السوشيال ميديا”، فما الذي تغيّر؟

مرتاحة جداً لأنني بعيدة عن التزلف والكذب والنفاق والمبالغة والتبجيل والتفاهة والواجبات المفروضة عليّ. لست بعيدة من التواصل مع الزملاء الأصدقاء عبر اتصالات خاصة، فليس بالضرورة الإعلان عنها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. لقد ارتحت من التأويلات وفبركة الأخبار والدخول في متاهات أنا في غنى عنها. إنه عالم افتراضي مؤذٍ جداً، لم أعتزل منه نهائياً لأن لديّ صفحتي الخاصة عبر إنستغرام التي أنشر من خلالها مقتطفات عن أعمالي ومقابلاتي التلفزيونية فقط.

بعد تقديم شخصيتين شريرتين، “لميس ومارغو”، إلام تتطلعين مستقبلا؟

– لقد اكتفيت صراحة من أدوار الشر، ستظهر أحداث “أسود” مدى قساوة “مارغو” الشريرة وجبروتها، وهي التي لا يمكن تبرير أفعالها. لقد تعبت فعلا وأريد استراحة، لأن الأدوار المماثلة متعبة نفسياً جداً، فقد أديّت ألوان الشر كلها، واستهلكت كل أدواتي فيها وطاقتي. لذا أرغب لاحقاً في دور امرأة إيجابية لكسر صورة الشرّ، فأنتظر مسلسلا كوميدياً أو رومانسياً، أتنفّس من خلاله الصعداء مجدداً. لدي طاقة قويّة للتلوّن في الشخصيات، لذا لا أقبل التكرار في الأدوار. قد أعود إلى الشر في مرحلة لاحقة بعد تقديم شخصية مختلفة جداً، خصوصاً أن دور الشرّ هو محرّك أي عمل درامي.

مشاهدة مرتفعة لأعمال ركيكة

عن ارتفاع نسبة المشاهدة لأعمال ركيكة في الإنتاج والإخراج، تقول وردة الخال: «في ظل عدم توافر أعمال عدّة على مدار السنة وخيارات كثيرة أمام الجمهور، يتابع اللبنانيون ما يُعرض أمامهم عبر الشاشات بغض النظر عن المستوى. ثمة نوعان من الجمهور، واحد يتابع الشبكات الفضائية وبالتالي يقارن بين أعمالنا وما يُعرض في الخارج، فينتقد ويقوّم. وجمهور آخر بسيط يتسلّى طوال النهار بمشاهدة التلفزيون من دون إيلاء أهمية للمستوى أو التفاصيل المتعلقة بمستوى العمل، ويكون مجرّد متلقٍ. لذا يكفي أن يكون توقيت العرض مدروساً، ومن دون توافر منافس حتى يحصد جماهيرية واسعة.

وفيما يتعلق بدعم هذه الأمور مبدأ استخفاف بعض المنتجين في تنفيذ أعمالهم تقول: صحيح، لكن في مقابل المنتجين التجاريين الذين يتكّلون على نجم أو اثنين لرفع العمل، ثمة من يسعى للارتقاء بالدراما عبر الانتقائية في الخيار، أي اختيار أفضل الكتّاب والمخرجين والممثلين.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى