إشتباكات عنيفة حول القصر الرئاسي في عدن ووقوع قتلى وجرحى في أوساط المدنيين

اليمن – محمد المياس/مراسل النشرة الدولية
أكدت مصادر يمنية بوقوع اشتباكات عنيفة بين مسلحين موالين للمجلس الانتقالي الجنوبي وألوية حماية القصر الرئاسي في عدن، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، بينما دعا المجلس الانتقالي مناصريه إلى الزحف نحو القصر.
وأكد مراسنا في اليمن محمد المياس، نقلا عن مصادر موثوقة مقتل سبعة مواطنين على الأقل نتيجة الاشتباكات العنيفة الدائرة بين ألوية الحراسة الرئاسية ومليشيات المجلس الانتقالي بعدن، وذلك في أعقاب الدعوة التي وجهها المجلس الإنتقالي الجنوبي أنصاره إلى النفير العام والزحف نحو قصر المعاشيق الذي تتواجد فيه القوى الشرعية.
وكان المجلس الإنتقالي الجنوبي قد هدد الأربعاء، باقتحام قصر المعاشيق مقر حكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، في إطار التصعيد المستمر في المدينة منذ أسابيع.
ودعا هاني بن بريك، نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي المطالب بانفصال جنوب اليمن، مؤخرا أنصاره “للنفير العام واقتحام قصر المعاشيق”.
وأضاف بن بريك، لقناة تلفزيونية موالية للمجلس الانتقالي الجنوبي، أن على “أبناء الجنوب التحرك لإسقاط و طرد حكومة.. هادي وتشكيل حكومة لإدارة الجنوب وإعلان استقلاله بشكل نهائي”.
وكان الانفصاليون اتهموا حزبا إسلاميا بالتواطؤ في هجوم دام وقع الأسبوع الماضي في عدن مقر الحكومة اليمنية، مما كشف عن انقسامات في صفوف التحالف المدعوم من السعودية الذي يحارب حركة الحوثي المتحالفة مع إيران.
وأسفر الهجوم الصاروخي عن سقوط 36 جنديا من قوات الحزام الأمني التي تنتمي للانفصاليين، وذلك خلال عرض عسكري. وأعلنت حركة الحوثي، التي يحاربها التحالف بقيادة السعودية والإمارات منذ 2015، مسؤوليتها عن الهجوم.
وقال المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات إن الهجوم استهدف منح حزب الإصلاح الإسلامي اليد العليا في عدن.
وذكر نائب رئيس المجلس هاني علي بريك أن الهجوم، تم تخطيطه لكي تسقط عدن في أيدي حزب الإصلاح.
وطالب بريك، في مؤتمر صحفي، بعدم إلقاء اللوم على أنصار المجلس إذا خرجوا للشوارع مطالبين بإخراج الحكومة من المناطق الجنوبية.
ومن بين قتلى الهجمات الثلاث، أحد قادة قوات الحزام الأمني المدعومة من الإمارات العميد منير اليافعي الملقب بأبو اليمامة، والذي أعلنت قواته تشييعه الأربعاء إلى مقبرة بجانب القصر الجمهوري في عدن.
وتحظى قوات “الحزام الأمني” التي تتمتع بنفوذ في الجنوب اليمني وتقاتل الحوثيين ضمن صفوف القوات الحكومية، بدعم من الإمارات العربية المتحدة، العضو الرئيسي في تحالف عسكري تقوده السعودية في هذا البلد ضد المتمردين الحوثيين.
وتتألف هذه القوات أساسا من الانفصاليين الجنوبيين، الذين يرغبون باستقلال الجنوب اليمني، وينتمون للمجلس الانتقالي الجنوبي.

وفي تصريحات أدلى بها السياسي الجنوبي، أحمد الصالح، المقيم في الولايات المتحدة الأميركية، قال “دعونا لهبّة شعبية من أجل إسقاط حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي وطردها من عدن وباقي المحافظات الجنوبية الأخرى على خلفية الهجمات الأخيرة”.
وقال بن بريك إن “الهجوم على معسكر الجلاء الخميس الماضي نفذ عبر تنسيق ثنائي بين الحوثيين وحزب التجمع اليمني للإصلاح، مشيرا إلى أن الأخير يقود مؤامرة خطيرة للسيطرة على مدينة عدن”.
وأضاف بن بريك، خلال مؤتمر صحفي، إنهم مستعدون للحرب والمواجهة العسكرية إذا ما فُرِضت عليهم، على حد قوله، مضيفا “أن أي قائد جنوبي سيرد بقوة على أي اعتداء على الشعب دون الرجوع لقيادة المجلس”.
وكانت عدن قد شهدت مواجهات دامية عدة بين القوات الحكومية وقوات “الحزام الأمني” المتحالفة معها، إثر مطالبة متظاهرين بإجراء تغيير حكومي، متهمين الحكومة بالفساد.
وحسب المعلومات، تشهد ساحة العروض في مدينة عدن توافدا شعبيا لليوم الثاني على التوالي من بعض المحافظات الجنوبية تلبية لدعوات مشايخ وقبائل وأعيان وشخصيات سياسية جنوبية تطالب بانفصال الجنوب”.
وعن سبب الدعوة لإسقاط الحكومة قال الصالح لـ”موقع الحرة”: إن “المقاومة الجنوبية هي الواقع العسكري ميدانيا ولكن تم إقصاؤنا تماما ولم يتم التعامل معنا سياسيا، ولا إشراكنا في الحكومة ولا دعوتنا لأي مفاوضات أو مشاورات سلام”.
وأوضح “نطمح بأن نرى صيغة لعودة الدولة الجنوبية بالتفاهم مع كل الأطراف المحلية والإقليمية الممثلة في دول التحالف”.
وكان الجنوب دولة مستقلة حتى الوحدة مع الشمال عام 1990.
وأصدرت جهة، أطلقت على نفسها “الجماهير المحتشدة في الهبة الشعبية”، بيانا هاجمت فيه الحكومة، وطالبتها بـ”مغادرة العاصمة عدن وكل مدن الجنوب فورا”.
كما دعت هادي و”الأشقاء في التحالف العربي لنقل كامل السلطات على أرض الجنوب سلمياً، وتمكين الجنوبيين.. من إدارة أرضهم ومواردهم بسلاسة دون تأخير”.
وطالبت بـ”إخلاء كافة الوحدات العسكرية الشمالية المتمركزة أرض الجنوب، ونقلها إلى جبهات الحرب ضد الحوثي في الشمال”.
وذكر شهود عيان أن قوات الحزام الأمني قطعت كل الطرق المؤدية إلى قصر المعاشيق من جهة البنك الأهلي وطريق قلعة صيرة ملعب الشهيد الحبيشي وسط كريتر. وأضافوا أن أحد ألوية الحماية الرئاسية نشر دبابات ومدرعات أمام محيط القصر الرئاسي.
وأمس الثلاثاء، أطلق هاني بن بريك نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي تحذيرا من بقاء الحكومة الشرعية في عدن، باعتبارها “خطرا” لن يقبل به الجنوبيون، وذلك تزامنا مع دعوات لاقتحام قصر المعاشيق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى