لا يَفنى ولا يُقهر* صالح الشايجي

النشرة الدولية –

دمي مسفوح هناك على أرضك يا مصر وروحي طارت إلى سمائك يوم طارت من هناك أرواح ضحايا تفجير معهد الأورام.

روحي كانت معهم ودمي بقي مسفوحا على أرضك كتبت به «تحيا مصر».

كتبت بدمي المسفوح على أرضك، ماذا كسبت أيها القاتل، هل أضفت أعمار الذين ماتوا إلى عمرك لتعيش أكثر!

هل أطعمت أولادك لحومهم وشحومهم وهل رقّعت سوءاتك بجلودهم!

ماذا كسبت من قتل مَن قتلت!

هل تعرفهم واحدا واحدا..هل من ثأر مبيت بينك وبينهم..هل انتهكوا لك عرضا أو سرقوا لقيمات من أفواه عيالك؟!

لماذا قتلتهم..لماذا قتلتنا؟

إن الضحايا هم الأحياء لا مـــن فاضت أرواحهم وعادت إلى بارئـــها.

إن الموت هو موت الحي لا موت من مات.

إنك ميت أيها القاتل قبل مَن قتلتهم، وإن موتك وأنت حيّ أقسى من موتهم وقد رقدت أرواحهم واستقرت، ولكن روحك أنت ستبقى شقية معذبة.

أيها القتلة..إن الأوطان لا تموت مهما قتلتم ومهما بلغت أعداد قتلاكم.

كلما قتلتم واحدا طال عمر الوطن دهرا لا يُعدّ ولا يفنى وسما شامخا أبيّا وأنتم تبقون كدود الأرض عفنا ودناءة.

إن الأوطان عصية على الموت فلا تسرفوا في القتل ولا تبغوْا في الأرض ولا تتجبروا فأنتم جراء مأجورة، جردوكم من الحس الإنساني وأجروا لكم عمليات إخصاء ضمائر، فغدوتم كالوحوش المسعورة تعيثون في الأرض فسادا وتسعون فيها قتلا دون إحساس ولا ضمير.

يا مصر إني حزين لحزنك ولحزني ولأحزان أهلي المصريّين.

هم الأهل وهم العشيرة وهم الذين أفاخر بهم وأقول أولئك أمتي التي أباهي بها أهل الشرق وأهل الغرب.

لن أذرف دمعا عابرا وأمضي ولكني سأمكث في الدمع دهرا قد يطول وقد لا ينجلي.

إن غدك صبح وشمس ونيل تزغرد نخلاته وبلابل تملأ سماءك الطاهرة.

لن يحبسك القتلة ولن يرهنوك في خاتم القتل، فأنت فوق مئذنة التكبير تكبرين «الله أكبر الله أكبر الله أكبر» وهم يفرون من صوت الحق.

صوتك يا مصر أكبر

أنت أبهى..أنتِ أكبر

أنت لستِ نيلا وهرماً

أنتِ بقاءٌ والبقاء يا مصر لا يَفنى ولا يُقهر.

الأنباء الكويتية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى