من قال ابتسامة!* د. جنان الحربي

النشرة الدولية –

نتعامل كل يوم مع وجوه كثيرة وابتسامات متعددة منها الحقيقي ومنها المصطنع.

على الرغم من أن نبي الرحمة ومعلم البشرية محمد صلى الله عليه وسلم وصانا بالابتسامة، حيث قال صلى الله عليه وسلم «تبسمك في وجه أخيك صدقة»، إلا أننا اصبحنا في هذا الزمن نخاف أن نبتسم لكي لا تترجم خطأ، ومن المفترض أن الابتسامة هي اللغة التي لاتحتاج إلى ترجمة.

للابتسامة تاريخ طويل، إذ اعتبرت فعلا مشينا لدى بعض الدول ويعاقب من يرتكبها، لكن في القرنين الخامس والسادس عشر كرس الكاتب الإنجليزي جوزف إديسون العديد من كتاباته لفهم كنه الابتسامة وماذا تعني للبشرية.

وتوصل إلى أنها الأساس الذي تقوم عليه الحياة.

هل تعلمون أن هناك ابتسامة غير سعيدة؟

ذكرت الكاتبة زاريا غورفيت في مقالتها التي نشرت في «بي بي سي» أن الابتسامة غير السعيدة لا تشير دائما إلى ما يدور في خلد الإنسان بقدر ما هي إشارة يريد أن يوصلها لمن حوله.

على سبيل المثال ابتسامة «دوشيني» العفوية نسبة إلى طبيب الأعصاب دوشيني دو بولوغن وابتسامة الخوف والإحراج والازدراء.

على الرغم من أن البعض يرى أن الابتسامة هي مصدر للسعادة، لكن لا يخفى عليكم أن الدراسات العلمية أشارت إلى أن ما يعادل 19 نوعا من الابتسامة 6 منها فقط تعبر عن سعادة المبتسم.

فالحديث يطول عن أنواع الابتسامة، وإليكم ما يقوله البعض عن الوجوه المبتسمة وما تعنيه الابتسامة المرسومة على شفاههم.

فعلى سبيل المثال، الابتسامة الضيقة، وهي ربما الأكثر شيوعا والتي أطلق عليها شخصيا «ابتسامة الأدب»، هذه الابتسامة غير حقيقية ولا تظهر الأسنان، ولكنها تخفي الكثير من الأمور مثل الخوف والخجل والعواطف الحقيقية، وأرى أنها مفيدة في أيام الخطوبة.

الابتسامة المتغطرسة هي خاصة بالمتكبر المتعالي الواثق بنفسه مليون في المائة.

ولا تخفى عليكم الابتسامة الشيطانية «لا يحوشك» التي يصاحبها دائما نظرة شريرة ساخرة.

وتنتشر هذه الأيام ابتسامة الفم المفتوح الجامدة ويستخدمها العديد من الفاشينيستات والمشهورين في التصوير الفوتوغرافي.

فهذه الابتسامة تشع طاقة إيجابية زائفة وتظهر الإنسان بشكل جذاب وفوتوجينيك، «أنصحكم فيها عند التصوير».

من منكم لم ير الابتسامة الزائفة التي ترتسم على وجوه زملاء الدوام أوموظفي الاستقبال في المستشفيات والوزارات وعند السفر في المطارات أو على وجوه البائعين والمرشحين والسياسيين والديبلوماسيين؟! يكون صاحب هذه الابتسامة متمرسا وتختفي بمجرد أن ينتهي كلامه أو هدفه وكأن لديه زر تفعيل وإغلاق.

اختفت الابتسامة الحقيقية التي لا تقدر بثمن وظهرت أنواع جديدة مثل الابتسامة الهوليوودية الباهظة الثمن «نهيبة» فهناك من يقسطها ليحصل عليها. هذه الابتسامة شديدة البياض ومريبة لدرجة الاستياء من صاحب المبسم الهوليوودي.

إليكم بعض الحيل لكشف الابتسامة الزائفة تبعا لمجلة «بسيكولوجي توداي»، أولا، مدة الابتسام، فكلما طالت المدة تأكد زيفها.

ثانيا، درجة التحكم بالعينين والشفتين معا، إذ يقل التنسيق بينهما في الابتسامة الزائفة على عكس الحقيقة، وأخيرا، موقع الابتسامة على وجه المبتسم، فالمبتسم زيفا ابتسامته تكون إرادية ويتحرك لديه الجزء السفلي من الوجه وقد تظهر على جانب واحد من الوجه.

ابتسموا حتى لو كنتم غير سعداء، فالابتسامة رياضة للوجه ورضا للنفس، إذ أثبتت الدراسات أن الابتسامة تساعد على إفراز الكورتيزول والأندورفين اللذين يجعلان الإنسان يشعر بالراحة من منبت شعره إلى أخمص قدميه.

كذلك الابتسامة لها فوائدها في تقليل ضغط الدم وتقوية الجهاز المناعي وتقلل من الضغط النفسي والآلام الجسدية، وهي المصلح الاجتماعي في العلاقات الإنسانية والخلافات الأسرية.

الابتسامة أمرها عجيب غريب، إن ابتسمت لعدو شعر بالندم، وإن رسمتها لحبيب ارتاح، وإن أعطيتها لمن لا تعرف أصبحت صدقة عنك.

وهذه ابتسامة مني لكم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button