ندبةٌ على خَدِّ العدم
نيسان سليم رأفت
النشرة الدولية –
ماذا لو ٠٠٠
كانَ الزمن في صالحِنا
ولم نرحلْ قبلَ الحصادِ
وأعود لأكملَ النصَّ باحترافيةٍ أبلغُ من سابقهِ,
وأصرخُ بكلِّ الصَّمتِ الذي في العالمِ
سنلتقي دونَ كلمةٍ واحدةٍ.
من دونِ رصاصٍ ومن دونِ أيّ غبار
يمكنُ للمرءِ أن يخوضَ حرباً ويخسرَ بطريقةٍ سهلةٍ جداً
أنْ يلتفتَ ويتذكرَ.
لا أحد هنا سيفوز بأيِّ شيءٍ،نحنُ جنودُ الذاكرةِ
سنغني للوطنِ القابعِ في الأشياءِ الفائتة…
سنحفرُ الخنادقَ ليلًا وسنشعلُ السجائرَ الأخيرةَ،
سنحتفظُ في جيوبِنا بأوراقٍ صغيرةٍ
وصورٍ وقصائدَ ،
سنسيرُ بحثاً عن الكتيبةِ الضائعةِ
وعن جثثِ الرفاقِ،
عن العدوِ المُحتمل وعن الأشياءِ المفقودةِ،
سنعيدُ النزالَ في الحبِّ
سنترقى في الرُّتبِ كلَّ ليلةٍ
ونعلقُ على ستراتنا نياشينناً اللامعة
بعددِ الحروبِ والصورِ…
سنُكملُ رغم أننا نعرفُ جيدًا أننا لن ننتصرَ.
أريدُ أن أشربَ نخبَ فشلِنا معاً
وأنْ لا يتبقى مني في آخرِ كلِّ ليلةٍ سوى
كلماتي المنثورة، بين كتفيكَ
تأكلُها الذئابُ لتغمرُها الوداعةُ
فتسقطُ الأنيابُ، وينسجُ حولها العنكبوتُ ما يريد !!!
يا حبيبي ٠٠٠
الكلماتُ بيوتٌ واهنةٌ عندما لا يسمعها أحد،
وإنْ كانت دونَ معنى، فكنْ أنتَ لها المعنى……
أريدُ أنْ أكتبَ عن صيدِ أشياء كثيرة
وأنتهي كفريسةٍ تصيدُ نفسَها
أتفقُ معك أنَّها فريسة حمقاء..
لكنْ لا أحدَ يدري ربَّما أعجبتها طريقةُ صنعِ الفخ ٠
أو ربَّما تُجرِّبُ صلاحيتهُ للعملِ
أو لأنها تتمادى في حياكةِ طيفكَ من خيطِ الغيابِ.
قلتُ في ساعةِ هدوءٍ جافة:
يصبحُ المرءُ وحيداً عندما يتبقى لهُ عيناهُ فقط،
أعزلًا أمامَ مشهدٍ مرتبكٍ
عيناه الواسعتان… أو الضيقتان،
تلكما اللتان لا تتسعان لحملِ كلّ هذا،
فتحاولان البكاءَ لأنَّ المشهدَ ثقيلٌ
أو لأنَّهما خائفتان أن يطعنَهما العمرُ قبلَ انطفاءِ الشُّعلةِ
أو بسببِ غبارٍ لا أكثر
….. ……
نسيتُ أنْ أخبركَ
بأني لا أُحسن الأكلَ وحدي
ولا الصيدَ من أجلِ نفسي
وأنني مازلتُ أسيرُ في هذه الحياة بخطوتي المنفردةِ
لا أشكو ولا أتذمر ولا أجعل من شأني استعراضاً رغم غرابتهِ
غير أنَّك أفلتَ يدكَ من يدي
وربحتَ خسارتَك باكراً
٠٠٠
لتخبرني كيف يصبح العلقمُ حلواً على فمِ امرأةٍ آخر النهارِ
أو لتسأل لماذا هممنا بالرحيلِ قبلَ الحصادِ
كلّ شيءٍ كانَ مثل هذا الوجود…
ندبةً على خدِّ العدمِ