«الأمم المتحدة» بالكويت شاركت في «ندوة مرئية» بالتعاون مع مركز بن راشد و«صباح الأحمد»

النشرة الدولية –

النهار الكويتية –  سميرة فريمش –

شاركت الأمم المتحدة بالكويت في ندوة افتراضية بعنوان «الابتكار هو طريق التميّز نحو مجتمع مستدام» وذلك بالتعاون مع سفارة الامارات العربية المتحدة و برنامج الأمم المتحدة الانمائي والاسكوا وبمشاركة مركـز محمـد بـن راشـد للابتـكار الحكومـي ومركـز صبـاح الأحمـد للابتكـار. اذ قدمت الورشة فرصة لتبادل الخبرات حول كيفية تحفيز الابتكار في بيئة العمل ومناقشة أهمية إدخال ثقافة الابتكار في مكان العمل ومناقشة كيفية جذب وتشجيع طلاب المدارس على الابتكار.

في العصر الرقمي، يلعب الابتكار دوره الرائد في التحوّل الاجتماعي والاقتصادي والبيئي، نظرًا لنمو الإنتاجية داخل القطاع يستلزم اعتماد تقنيات وممارسات إدارية جديدة تزيد من كفاءة الإنتاج ومن ثمَّ التأثير على تغيير السلوك بين المؤسسات والأفراد. ولقد تسارَع نمو مفهوم الابتكار بشكل كبير من خلال التكنولوجيا الرقمية الجذرية التي بدأت بعد إدخال شبكة الويب العالمية وأصبح التحول الرقمي للاقتصاد العالمي سريعا في العشرين عامًا الماضية. ومنذ ذلك الحين، تم دمج التقنيات المبتكرة وتوظيفها في جميع جوانب الحياة، ما يُحدث تغيرات جوهرية في الطريقة التي يدرس بها الناس ويعملون وفي أسلوب حياتهم. واذ يحل استخدام الآلات محل العمل اليدوي المتكرر، وتحل الموارد المتجددة محل الطاقات التقليدية، وينتشر استخدام الأدوات الإبداعية لتسهيل الحياة اليومية.

تتضمن التقنيات وطرق الممارسات المبتكرة جميع الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية التي تعتمد على استخدام المدخلات الرقمية أو تعززها بشكل كبير، بما في ذلك التقنيات الرقمية، البنية التحتية، والخدمات المتعلقة بالابتكارات والبيانات، وهي تشير إلى جميع المنتجين والمستهلكين، بما في ذلك الحكومة والمجتمعات والأفراد، وهؤلاء الذين يستخدمون هذه المدخلات الرقمية في أنشطتهم الاجتماعية والاقتصادية.

كما أنها ستؤثر على تحسين رأس المال البشري من حيث كيفية اكتساب الناس المعرفة ثم استخدامها في حياتهم اليومية، وفي أماكن العمل على وجه الخصوص. وبشكل عام، يعتبر التقدم التكنولوجي المبتكر قوة رئيسية وراء استدامة النمو الاقتصادي وتحسين مستويات المعيشة وتقديم نتائج صحية أفضل.

وعلى الرغم من أن سجل الابتكارات في مجال البيئة يُعد مختلطًا، إلا أنَّ ابتكارًا جديدًا أسهم أيضًا في خفض مستويات التلوث وتعزيز قدر أكبر من الاستدامة، ما يؤثر بصورة إيجابية على منحنى الاستدامة في الاقتصاد.

وعلاوة على ذلك، فإن الاقتصاد الذي تم تمكينه من خلال التقنيات المبتكرة يزدهر وينمو في سياق الثورة الصناعية الرابعة (4IR). بدءًا من الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي (AI) إلى سلسلة الكتل وإنترنت الأشياء (IoT)، كما غيرت التقنيات المبتكرة ذات الصلة بـالثورة الصناعية الرابعة بشكل جذري من المفاهيم والمواد وأنماط الإنتاج في جميع العمليات التجارية، مع تغيير طرق الممارسات الفردية وكذلك نمط التفكير بشكل ملحوظ.

وقد أكد سفير دولة الامارات المتحدة د. مطر النيادي أن: «الابتكار أسلوب حياة، اذ سعت دولة الامارات المتحدة في السنوات الماضية جاهدة إلى الاستثمار في الابتكار أولوية وطنية وتسعى الى أن تكون حاضنة للابتكار وحاضنة لجهود المبتكرين وتحفز وتشد على أيديهم لاخراج ابداعاتهم في كل جوانب الحياة، وتسعى لتطوير كل ما حولنا لهدف واحد فقط وهو تسهيل الخدمات والتغلب على التحديات التي تواجه المجتمع وتقديم الأفضل له».

وذكر د. طارق الشيخ ممثل الأمين العام للأمم المتحدة المنسق المقيم لدى الكويت: «على الرغم من أهمية الابتكار في المجتمع، من المهم النظر الى مستوى الأداء فيما يتعلق بمؤشر الابتكار، الذي صممته المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) -يعكس مؤشر الابتكار العالمي (GII) 2021 أداء نظام الابتكار الإيكولوجي لـ 132 اقتصادًا ويتتبع أكثر اتجاهات الابتكار العالمية حداثة. في الواقع، تحتل الكويت المرتبة 72 من بين 132 دولة في مؤشر الابتكار العالمي 2021، مما يدل على تحسّن ترتيبها بـ 6 مراكز مقارنة بتصنيفات عام 2020. بالمقارنة مع دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى، تحتل دولة الإمارات العربية المتحدة المرتبة الأولى في مؤشر الابتكار العالمي حيث احتلت المرتبة 33 على مستوى العالم، واحتلت الكويت المرتبة الرابعة بين دول مجلس التعاون الخليجي».

وتــؤدي الكويــت أداء جيدا بشكل خاص في الوصول الى الانترنت وتغطيــة شــبكة الهاتــف المحمــول مــن الجيــل الرابــع (ركيــزة التكنولوجيــا) ومســتخدمي الانترنــت الفردييــن (ركيــزة الأشــخاص) تعــد البيئــة التنظيميــة لتقنيــة المعلومــات والاتصــالات (ركيــزة الحوكمــة) مــن أســوأ العوامــل التــي تؤثــر علــى اســتعداد الدولــة للتحــول نحــو اقتصــاد المعرفــة بطريقــة مســتدامة «ركيــزة التأثيــر».

«ومع وجود شبكة تضم أكثر من 115 بلدا، تقوم مختبرات مسرعات البرنامج الإنمائي(UNDP Accelerator Labs) بتجربة وتنفيذ حلول إنمائية للنهوض بالتنمية المستدامة في البلدان التي تواجه تحديات إنمائية مختلفة.

ويسعدني أن أشاطركم أحدث الأمثلة على الدعم التقني الذي قدمه البرنامج الإنمائي من خلال الجمع بين حلول الابتكار والتنمية». فقد أعربت جنيفر كولفيلي، رئيسة وحدة الابتكار، المركز الإقليمي للدول العربية التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي إن صياغة وتنفيذ استراتيجية وطنية للابتكار تعزز النظام الوطني للابتكار (أو النظام البيئي للابتكار) وتربط الابتكار بالقطاع الإنتاجي ستعزز المجتمع القائم على المعرفة في الكويت وتدعم تحقيق «الكويت الجديدة» اضافت د. نبال إدلبي، رئيسة قسم الابتكار، في الإسكوا. «كما هو جدير بالذكر، ان اليوم يصادف اليوم العالمي للانترنت أكثر أمانا، ويهدف «يوم الإنترنت الآمن» إلى إنشاء فضاء أفضل وأكثر أماناً، وتهدف الحملة إلى الوصول إلى الأطفال والشباب والآباء والمعلمين، والعاملين الاجتماعيين، فضلا عن الصناعة والابتكار وصناع القرار، لتشجيع الجميع على أداء دورهم في إنشاء عالم مرئي أفضل وامن».