السفيرة الأميركية: الكويت حليف إستراتيجي لواشنطن
النشرة الدولية –
النهار الكويتية – سميرة فريمش –
أكدت السفيرة الأميركية لدى البلاد، ألينا رومانوسكي، عمق العلاقات الكويتية الأميركية التي وصفتها بأنها قوية حيث بدأت منذ حضور الأطباء إلى الكويت في بداية القرن التاسع عشر والتي توجت ببناء المستشفى الاميركاني، مشيرة إلى أن العلاقات بدأت أيضاً من الجانب العسكري ونمت وتطورت وقت السلم ولا تزال قائمة على أساس التعاون الثنائي المثمر.
ووصفت رومانوسكي في مؤتمر صحافي عقدته مع مجموعة من الصحف المحلية الكويت بأنها شريك إستراتيجي وحليف لواشنطن خارج حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مشيرة إلى أن العلاقات بين البلدين تتصف بالتطوّر من خلال مجاميع العمل الأساسية الـ6 في الحوار الاستيراتيجي: التعاون الدفاعي ،الأمني، التعليمي، الاقتصادي ،القنصلي والجمارك وأمن الحدود، اضافة إلى أن هذه العلاقة تخطّت الأطر الثنائية لتصل إلى قضايا عالمية.
وقالت: إننا نسعى لتوطيد علاقاتنا على صعيد القطاع الصحي وخصوصا في ظل وجود مشاريع تنموية صحية في الكويت، إضافة إلى القضايا الصحية والقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك، مشيرة إلى وجود تواصل دائم ومستمر بين وزيري خارجية البلدين أنتوني بلينكن والشيخ أحمد الناصر ومع حلفائنا الاوروبين بخصوص ما يحدث بين أوكرانيا وروسيا، مشددة على أن الكويت من اللاعبين المؤثرين إقليميا ودوليا ولديها دور كبير في تعزيز السلام في المنطقة كما أشادت بالجهود التي يبذلها بلينكن والشيخ أحمد الناصر. وأوضحت انها تعمل على مجموعة واسعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك بشكل مستمر وتتابع كل مجالات التعاون الثنائي بما فيها حقوق الإنسان وتمكين المرأة، مشيرة إلى أن العلاقات الشعبية بين الكويت وأميركا، من أقوى جوانب العلاقات الثنائية كما أن الشعب الكويتي يعرف أميركا افضل بكثير من بعض الاميركيين،موضحة أن هناك ما يقارب من 10 آلاف طالب كويتي يدرسون في الولايات المتحدة ويتسلحون بالعلم والخبرة لكي يعودوا بعدها ويدعموا مجتمعهم.
وجددت تأكيدها على أن العلاقة ممتازة لأنها بين شعبين ونحن نفهم بعضنا البعض جيدا وأنا فخورة بهذه العلاقة، مضيفة: نتطلع إلى إزدهار العلاقات التجارية والاقتصادية والشعبية وعودة الاقبال على الدراسة في الولايات المتحدة بعد رفع القيود الخاصة بـ كورونا في البلدين. كما أكدت دعم بلادها للقطاع الخاص الكويتي وخصوصا أصحاب المشاريع الصغيرة وزيادة الاستثمارات. كما اشارت الى لقاء الوزير د. احمد الناصر بالوزير بلنكن في اجتماعات الحوار الاستراتيجي الكويتي الاميركي الخامس الذي عقد في واشنطن.
البرنامج النووي الإيراني
وعن دور إيران في المنطقة وعما إذا كان هناك أمل للتوصل إلى اتفاق مع ايران في ضوء مباحثات فيينا، قالت رومانوسكي ان هدف بلادها هو عدم حصول إيران على سلاح نووي، مشددة على أن طهران تقوم بدور مزعزع للأمن في المنطقة ونتشاور مع شركائنا وحلفائنا في المنطقة ومع حلفائنا الاوروبين وأيضاً مع الروس والصينيين ونعلم أن الوقت يداهمنا وعلينا ان نقرر سريعا ما إذا كنا سنعود للاتفاق النووي أم لا في ظل هذا الوقت الدقيق و الحساس.
وعن تزايد الاعتداءات الإرهابية التي تشنها الميليشيات الحوثية على المملكة العربية السعودية والإمارات وعما إذا كان هناك دعم عسكري أميركي، أجابت لقد عيّنا مبعوثا خاصا لليمن، حيث نسعى لحل دبلوماسي للصراع الذي تغذّيه اطراف خارجية نتج عنه وضع مأسوي على الصعيد الإنساني، لافتة إلى أن الدعم الذي تقدمه بلادها الآن للإمارات هو لتمكينها من الدفاع عن نفسها مؤكدة أننا سنواصل مهمتنا لرؤية حلفائنا متمكنين لحماية أنفسهم.
المبادرة الكويتية
وردا على سؤال حول المبادرة الكويتية وعما إذا كانت هذه المبادرة ستتمكن من كسر الجليد بين لبنان ودول الخليج ومن إعادة احتواء لبنان، قالت: نعلم جميعا أن وزير الخارجية الكويت د. احمد الناصر حاول إيجاد حل مع حلفائه في مجلس التعاون الخليجي لأننا كما نعلم جميعا أن للكويت علاقة جيدة وخاصة مع لبنان لذلك لسنا متفاجئين بالموقف الكويتي، مضيفة أننا نريد التأكد من الوصول إلى حل دبلوماسي، مشددة على أن الوضع في لبنان معقد للغاية ونحن نعمل بجد مع الكويت ودول المنطقة لإيجاد حل للازمة اللبنانبة، والكويت فعّالة في مبادراتها، ليس على صعيد لبنان فقط بل على صعيد المنطقة ككل.
وأضافت: نقف دائما مع الشعب اللبناني وسنعمل على دعمه دائما على المحافظة على سيادته، لافتة إلى أن هناك مباحثات مستمرة بين وزيري خارجية البلدين الأميركي و الكويت لحل الأزمة اللبنانية.
أولوية السياسة الخارجية
ورداً على سؤال حول نقلها الى العراق بعد تسريب بعض الشائعات تحدّثت عن أنها نوع من العقوبة بسب بعض المواقف الخطأ التي قامت بها في الكويت والتي قوبلت بانتقادات من قبل البعض، قالت: انتقالي لتمثيل بلادي في العراق ليس عقوبة، فالعراق دولة مهمة وأولوية في السياسة الخارجية الاميركية، والكثير من السفراء الذين خدموا في الكويت عملوا في العراق، والعراق ليست بعيدة عن الكويت، وتم تسميتي من قبل الرئيس جو بايدن بسبب خبرتي الكبيرة في المنطقة والتي عملت بها لنحو 40 عاماً كما انني تنقلت في وكالات عدّة خلال هذه السنوات.
وجددت تأكيدها على أن اختياري من قبل الإدارة في واشنطن لأكون سفيرة لبلادي في العراق يعود إلى ما كنت أفعله وما فعلته في الكويت، والذي كان واضحاً للغاية في تعزيز مصالح الأمن القومي الأميركي هنا وبناء وتوسيع علاقتنا في الكويت، مشددة في الوقت نفسه على أن انتقالها للعراق ليس لأنها أخطأت في الكويت وليس عقوبة ولكنها على العكس، بل هو تكريم وشرف كبير وفرصة مثيرة لها، مضيفة أن عملية انتقالي للعراق تحتاج إلى وقت وإجراءات معقدة، آملة أن يتم انجاز هذا الأمر قبل نهاية العام.
وإذ لفتت إلى أنه لم يتم تسمية السفير الجديد لدى الكويت حتى الآن، أشارت إلى أنها ستفتقد الكويت وثقافتها المميزة وديوانياتها الرائدة وانفتاح شعبها وتقبلهم للآخر وكرمهم، وقالت: كان لي شرف العمل في الكويت كما أنه من المشرف فعلاً أن يتم اختياري للعمل كسفيرة مرتين. وأشادت بجهود مجلس التعاون الخليجي بمحاولة تقريب العراق من المجلس، وهذا سيعود بالمنفعة على المنطقة.
وعن مخاوفها من العمل في العراق في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، قالت: لطالما عشقت التحديات، وأستمتع دائماً عندما أتمكن من إيجاد الحلول لها كما أتمنى اسثتمار الكثير من تجاربي المهنية في أداء هذه المهمة عند الموافقة على ترشيحي لهذا المنصب.
دعم المرأة الكويتية
وردا على سؤال حول مستقبل وضع المرأة الكويتية وما هي رسالتها لها، قالت إن بلادها تدعم حقوق المرأة في كل مكان حول العالم، والمرأة في الكويت أثبتت جدارتها في كل المجالات السياسية والاقتصادية والبرلمانية، ومن المهم جدا أن نسمع صوت المرأة في الحياة السياسية وفي العملية الديموقراطية. و أن الولايات المتحدة تساعد النساء حول العالم وتدرّبهن على القيادة في المجالين السياسي والتجاري، وفي هذا السياق، ساعدنا الكثير من السيدات الكويتيات على تنمية مهاراتهن في المجالات السياسية ونحن مستعدون للمساعدة في بناء مهاراتهنّ في شتى المجالات.
أضافت: كما لمست وجود عدد كبير من اللواتي تبوأن مناصب رفيعة المستوى في المجالات الاقتصادية وفي المؤسسات المالية، كما أن هناك نساء تولين مناصب وزارية.
كما أشادت بدور المرأة العراقية في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها بلادها.
اتفاقات إبراهيم
وبخصوص التأثير السلبي لاتفاقات إبراهيم على إمكان حل القضية الفلسطينية من خلال حل الدولتين، أكدت رومانوسكي أن المعاهدة إيجابية وليست بديلة لحل الدولتين، موضحة أن التطبيع بين بعض دول المنطقة سيُحسّن من الظروف الأمنية في المنطقة، لافتة إلى أن الجوانب الإيجابية للمعاهدة وسّعت من رقعة التفاهم والتبادل التجاري بين دول المنطقة.
وشددت على أن الفلسطينيين لايزالون جزءاً من النقاش والحوار حول السلام في المنطقة، مشيرة إلى أن الكويت كانت ولاتزال تدعم الفلسطينيين من أجل التوصل لحل الدولتين.
أسبوع للتأشيرات
وحول التأشيرات: قالت أنه لا تغيير في إجراءات الحصول على التأشيرات فهي مفتوحة أمام الجميع وبإمكان الجميع الحصول على موعد في غضون أسبوع واحد.
أما نائب رئيس البعثة جايمس هولتسنايدر، وردّاً على سؤال أحد الصحافيين، أجاب ممازحاً: لا تريدون أي واسطة للحصول على الفيزا، بامكانكم حجز موعد خلال أيام.
الأزمة الروسية – الأوكرانية
بخصوص آخر مستجدات الوضع على صعيد الأزمة الروسية – الأوكرانية، قالت ان أميركا عملت بجد وجهد كبيرين منذ بداية التحرك الروسي العسكري على الحدود الأوكرانية والبلاروسية، وسعينا للتوصّل إلى حل دبلوماسي، وكان الرئيس جو بايدن واضحاً للغاية منذ البداية، أنه لا يريد حصول غزوٍ روسي، وقد حشد معظم الحلفاء في أوروبا، سعياً للوصول إلى حلٍ دبلوماسي ومنع الأوضاع من التدهور أكثر، وكنا قد سمعنا الأسبوع الماضي عن اعلان روسيا سحب بعض قواتها من الحدود الأوكرانية، الا أننا لم نر هذا الأمر يحصل، وفي النهاية، فإن الحل الدبلوماسي هو أولويتنا، ووزير خارجيتنا يعمل جاهداً لحلول دبلوماسية، ونحن مع السلام في هذا الوضع الدقيق، رغم قرار الرئيس بايدن الأخير بنقل جزء من قواتنا الأميركية لحماية حلفائنا في الناتو باوروبا، ورسالتنا للروس كانت واضحة: هناك عواقب وخيمة في حال حصول الغزو.
وأنا أعتقد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو الوحيد الذي يعرف ما يريد.