لماذا عاد الحديث عن انقلاب عسكري في تركيا؟

النشرة الدولية –

طفت بشكل مفاجئ على سطح  اليوميات السياسية التركية، أحاديث علنية على لسان قيادات حزبية وإعلامية ودينية، عن انقلاب عسكري في الأفق، بعضها حديث بصيغة التحذير، وبعضها بصيغة التذكير، وهو ما استنفر دوائر الرصد بتقارير نُشرت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، داخل وخارج تركيا، بحسب ما نشره موقع “إرم نيوز” الإخباري.

القصة كما سجلتها  صحيفة ” أم كي تيركي”  يوم أمس، ثم توسعت بها اليوم الثلاثاء، وكالة الأنباء العسكرية البلغارية، “بلغاريان ميليتاري” تسلسلت كالتالي: البداية كانت من عند رئيس مكتب ممثلية الحزب الكمالي في إسطنبول (الحزب الجمهوري الشعبي / أن بي بي)، جانان كافتانجيوغلو، بقوله، إن “قيادة الدولة تتصرف باستعراض أناني وبطموحات تضر بالدولة، مضيفًا أن “الناس يفهمون كل شيء،  وأن البلاد باتت تنتظر تغيير النظام.. الحكم  سيتغير، بانتخابات أو بدونها”.

الانطباع الذي تعمم في تركيا، هو أن هذا الحديث المفاجئ، وعلى هذا المستوى، هو دعوة للانقلاب، كما قالت وكالة الأنباء العسكرية البلغارية.

وأعقب ذلك مباشرة مقال للمحلل التركي المعروف “ايفرنسال رجيب زاراكولو” تحدث فيه عن  الانقلابات بالتاريخ التركي الحديث، وتحت عنوان “لا تهرب من مصير مرير”.

وسجلت  صحيفة “أم كي تيركي” خلاصة ما أحدثه التعليق الصحفي، بالقول، إن  الأجهزة الرسمية اعتبرته “رسالة مموهة” تستنطق مما حصل عام 2016، وما سمي بالمحاولة الانقلابية، لتستدعي  انقلابًا حقيقيًا مستحقًا الآن.

ونشرت الصحيفة صورة تذكارية عن المحاولة الانقلابية 2016، تظهر فيها دبابة مهشمة والأسلحة مبعثرة.

ففي مقالة “زاراكولو” إشارة لحادث اعتقال ثلاث شخصيات تركية بتهمة المشاركة في المحاولة الانقلابية، أحدهم  أحمد ألتان، الذي لا يزال وراء القضبان، وفي القصة دعوات علنية  لإعدام  الرئيس، رجب طيب أردوغان، وهو ما ترتب عليه في حينه مقاضاة الصحيفة وناشرها وكاتب التقرير،  الذي تجرأ على تسجيل نص الدعوة لإعدام أردوغان.

المرحلة الثالثة في قصة  تجدد الحديث عن الانقلاب في تركيا، جاءت في تعليق بصحيفة “الصباح”، لكاتب العمود الشهير، إنجين أرديتش، قال فيه، إن محاولات الانقلاب كانت دائمًا في أيدي الكماليين، ولو كان نجح التمرد في عام 2016، فإن  رئيس الحزب الديمقراطي الشعبي، كمال كيليشدار أوغلو ، كان سيصبح رئيس الوزراء.

هذا التتابع السريع غير المعهود في الحديث التركي العلني عن “الانقلاب”  قالت تقارير ” أم كي تيركي” ووكالة الأنباء العسكرية البلغارية، إنه أثار نوعين من التفسيرات: الأول، قناعة لدى البعض، بأن أردوغان يحاول استخدام موضوع الانقلاب، لتغيير جدول الأعمال في البلاد: تشديد الخناق وحشد ناخبيه.

أما الثاني، فهو رأي في الوسط السياسي، يرى في الحديث العلني عن “الانقلاب” مؤشرًا على شيء موجود فعلًا ويتفاعل.

وينقل التقرير مستجدًا آخر غير مألوف، حصل يوم أمس الإثنين، الزعيم الديني المعروف، أحمد محمود أونلو، الواعظ  والممثل الرسمي لـ”جماعة اسلاميلاج”، وفي استذكاره لما جرى 2016  قال إنه لا يعتقد أن أردوغان  افتعل تلك المحاولة الانقلابية من أجل أن يستخدمها ذريعة لاجتياح البلد، وأضاف: “كانت هناك حقًا محاولة  انقلابية”.

وعندما سُئل، لماذا يعتقد ذلك، أجاب أونلو: “قبل سبعة أشهر من الحادث، حلمت برؤية تحققت في حينها، ويسترسل: “قبل ستة أو سبعة شهور عاودتني مرة أخرى أحلام مماثلة عن محاولة انقلابية قادمة، لا اعتقد أنها هذه المرة ستكون  من طرف  الغولانيين (جماعة فتح الله غولن الذين اتهمهم أردوغان) ، ولكن من بعض القوى الأخرى”

وكان اونلو، يشارك في تيار المتحدثين عن محاولة انقلابية في الطريق، ويعطي حديثه طابع النبوءة الدينية، وأنها ستكون مختلفة عما حصل 2016، حسب  التقريرين، التركي والعسكري البلغاري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button