بيوت الضّيافة اللبنانية: خيار لم يعد متاحًا للجميع

النشرة الدولية –

لبنان 24 – ستيفاني راضي –

العامان الماضيان كانا خيرًا على السّياحة الدّاخليّة في لبنان، فبعد إقفال الحدود بين البلدان ووقف حركة السّفر بسبب انتشار وباء “كورونا”، تذكّر اللّبناني أنّ بلده يضمّ عشرات، لا بل مئات الأماكن الطّبيعيّة والتّاريخيّة والتّراثيّة الّتي تستحقّ الزّيارة؛ ليبدو جليًّا ازدهار السّياحة في الدّاخل.

فبات اللّبنانيّون، على مستوى الشّباب والعائلات، يختارون منطقةً لبنانيّةً معيّنةً ويستأجرون منزلًا أو غرفةً في أحد بيوت ضيافتها، أو في مشاريع الأكواخ الخشبيّة فيها، ويقضون ليلةً أو أكثر بين ربوعها؛ بالتّزامن مع القيام بجولة سياحيّة في المنطقة وجوارها. في حينها، لم تكن تتعدّى كلفة استئجار الغرفة الـ600 ألف ليرة لشخصين أو أكثر، ولليلةٍ واحدةٍ.

مع الإشارة إلى أنّ بيوت الضّيافة تقدّم بأغلبيّتها وجبة الفطور للمقيمين فيها، كما أنّها تضمّ مسبحًا وتتيح لهم إمكانيّة القيام بنشاطات أُخرى داخلها، وكلّ ذلك من ضمن الكلفة الّتي تترتّب على الضّيف.

“لبنان 24” قام بجولةٍ على أسعار أبرز بيوت الضّيافة والأكواخ الخشبيّة، في مختلف المناطق اللّبنانيّة، حيث تبيّن أنّ التّسعيرة باتت “بالدّولار” و”محلّقة”.

وجاءت أسعار بيوت الضّيافة على الشّكل الآتي:

-في منطقة البترون وقضائها، تبدأ الأسعار من 100$ لليلةٍ واحدةٍ.

-في الشّوف، تتراوح أسعار أشهَر بيوت الضّيافة وأرقاها، لشخصين ولليلةٍ واحدةٍ بين 150 و300 دولار.

-في إهدن، قد تجدون أماكن تبدأ أسعارها بـ70 دولار للّيلة الواحدة.

-في جبيل، تبدأ الأسعار من 100$.

-في كسروان، تتخطّى أسعار اللّيلة الواحدة لأحد أشهر بيوت الضّيافة الـ200$ .

أمّا بالنّسبة إلى الأكواخ الخشبيّة أو الشقق الصغيرة، فنلاحظ أنّ أسعارها أقلّ من بيوت الضّيافة الكبيرة والقديمة، وقد تبدأ من 25 أو 30 دولار وما فوق، وهي تتركّز بالإجمال في القرى الجبليّة والبعيدة عن السّاحل.

صحيحٌ أنّ هذه الأسعار مرتفعةٌ نسبيًّا، لاسيّما بظلّ ارتفاع سعر صرف الدّولار في السّوق السّوداء، وتقاضي عدد كبير من اللّبنانيّين رواتبهم باللّيرة اللّبنانيّة، لكنّها مناسبة نظرًا لما تقدّمه هذه الأماكن من خدمات لضيفها، كوجود كهرباء وإنترنت ومياه ساخنة بشكل دائم، وغيرها من الامتيازات.

وحتمًا، يُضاف إلى كلفة استئجار الغرفة أو المنزل، سعر البنزين والمصاريف الّتي يحتاجها الزّائر خلال رحلته، فترتفع بالتّالي التّكلفة الإجماليّة للمشروع، لتصل إلى رقم خيالي قد يساوي الرّاتب الشّهري للفرد.

لطالما اعتبر أصحاب الفنادق أنّ قطاع بيوت الضّيافة و”الأكشاك الخشبيّة” غير شرعي، وينافسهم بشكل كبير، كون أسعارها كانت أقلّ من كلفة قضاء ليلةٍ داخل فندقٍ، لكن يبدو أنّ المنافسة هذا العام ستغيب أو تتراجع، مع اقتراب الأسعار في القطاعين من بعضها.

كلّ ما تقدّم يشير إلى أنّ “التّرفيه” في لبنان بات فقط للمقتدرين أو للسيّاح، أو لمن يتقاضى راتبّا مرتفعًا بالدّولار، وهذا لا شكّ أمر خطير إن كان على نموّ قطاع السّياحة الدّاخليّة، أم على صعيد نفسيّة المواطن مع كلّ الضّغوط الّتي يعيشها!

 

Back to top button