نائب فنزويلي سابق متهم بـ”إرهاب المخدرات” مع “حزب الله”* سوسن مهنا
النشرة الدولية –
وجهت وزارة العدل الأميركية بتاريخ 27 مايو (أيار)، اتهاماً إلى عضو سابق في مجلس النواب الفنزويلي عن الحزب الاشتراكي الحاكم عادل الزيبار، بتمويل الإرهاب وتهريب المخدرات والأسلحة. وكان جيفري بيرمان، المدعي العام في ولاية نيويورك والقائم بأعمال مدير إدارة مكافحة المخدرات في الولايات المتحدة (DEA)، قد أعلنا أن الزيبار اتُّهم في محكمة مانهاتن الفيدرالية، بالمشاركة في مؤامرة إرهاب المخدرات واستيراد الكوكايين وجرائم الأسلحة التي تنطوي على استخدام وحيازة المدافع الرشاشة والأجهزة التدميرية. يأتي ذلك بعد شهرين تقريباً من إصدار وزارة العدل لائحة اتهامات ضد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو وما يزيد على 12 من كبار المسؤولين، متهمةً إياهم أيضاً بالاشتراك في شبكة لتهريب المخدرات. وقد عرضت وزارة الخارجية الأميركية مكافأة تصل إلى 15 مليون دولار مقابل الإدلاء بمعلومات تؤدي إلى اعتقال مادورو وإدانته.
من هو عادل الزيبار؟
ولد عادل الزيبار في فنزويلا 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 1963 من أبوين سوريين. ووفق موقع “Noticiero Digital” الفنزويلي المعارض، فإن الزابيار كان نائباً عن ولاية بوليفار لمرتين، 2000 و2006، عن تيار الجمهورية الخامسة (MVR). أما حالياً، فيترأس اتحاد الجمعيات والمنظمات العربية الفنزويلية.
تهم الزيبار تتخطى الحدود الفنزويلية
وقال المدعي العام في مانهاتن في بيان وزارة العدل، إن “الزيبار لعب دوراً في تحالف شرّير مع الحكومة والمؤسسة العسكرية وعناصر القوات المسلحة الثورية الكولومبية (FARC)، مستخدماً العنف والفساد لتحقيق أهداف إرهابية وتهريب المخدرات”. وأضاف ممثلو الادعاء أن “الرجال استلموا طائرة شحن لبنانية مليئة بالأسلحة، بما في ذلك قاذفات القنابل الصاروخية وبنادق قنص من طراز 103 وأخرى كان قد حصل عليها الزيبار أثناء وجوده في الشرق الأوسط”.
وتقول السلطات الأميركية إن العصابة منظمة إجرامية يتركّز نشاطها بشكل أساسي على تصدير الكوكايين إلى الولايات المتحدة، فيما ذكرت وزارة العدل أنها عملت سابقاً مع “FARC” ومجموعات إرهابية أخرى. ويضيف البيان أن الزيبار لعب دوراً في الجهاز الذي تآمر من أجل تصدير أطنان من الكوكايين إلى الولايات المتحدة. وتصف تسجيلات عُرضت في قاعة المحكمة اجتماعاً عُقد في القصر الرئاسي في العاصمة الفنزويلية كراكاس، حيث ناقش خلاله الزيبار ومادورو وآخرين، من بين أمور أخرى، ترتيب لقاء بين قادة القوات المسلحة الثورية لكولومبيا وقادة “حزب الله” وحركة “حماس”.
وكان تقرير لشبكة NBC الإخبارية الأميركية، عرض بتاريخ 28 مايو، عن الزيبار ودعمه لـ”Cartel de Los Soles” الفنزويلي وشبكة علاقاته مع المنظمات الإرهابية كـ”حزب الله” و”حماس”، واشتراكه في مؤامرة واسعة النطاق، خطط لها مع التنظيمين، اللبناني والفلسطيني، لمهاجمة مصالح الولايات المتحدة. وبحسب التقرير، فإن الزيبار قد سافر إلى الشرق الأوسط عام 2014 بتوجيهات من مادورو لشراء أسلحة من نوع قاذفات صواريخ وبنادق من طراز AK-103 وبنادق قناصة ونقلها إلى فنزويلا، كما جنّد عناصر من الحزب والحركة لتدريبهم في معسكرات سرية في البلاد.
زياراته إلى دمشق
الزيبار كان رافق الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز، عندما التقى بشار الأسد في سوريا عام 2009. ومن ثم عام 2013، ترك كراكاس للاستقرار في سوريا وتقديم الدعم لقوات الأسد، في حين كانت الولايات المتحدة تناقش العمل العسكري لفرض عقوبات على استخدامها الأسلحة الكيماوية ضد السكان.
ويشرح الزيبار سبب الزيارة، قائلاً “لدي عائلة في سوريا وذهبت من أجل صحة أمي، كانت رحلة سريعة، لكنني قررتُ البقاء هناك. بعثتُ رسالة إلى البرلمان تطلب تمديد وجودي في البلاد. وحصلت على دعم البرلمان والحكومة في مؤتمر صحافي”. وتابع “ذهبتُ إلى دمشق حاملاً رسالة من البرلمان والرئيس مادورو حول تضامن فنزويلا مع الحكومة السورية”.
وفي دمشق، انضم إلى “ألوية المقاومة” التي جمعت حينها، الفلاحين والعمال والطلاب الذين كانوا يعتقدون أن بإمكانهم المساهمة في حماية البلاد ودعم الجيش.
الدعم الفنزويلي لسوريا
في ذلك الوقت وفي خضم الصراع، أكد الزيبار أنه لم تعد هناك انقسامات داخل البلد المحاصر، وإنما اتحاد، لأن “المعارضة الحقيقية يؤذيها ما يحدث في سوريا، وأولئك الذين يدّعون بأنهم معارضون ويطلبون التدخل هم مجرد مرتزقة”.
وفي تقرير لشبكة “CNN”، نُشر في 6 سبتمبر (أيلول) 2013، عرض فيديو يظهر الزيبار، حاملاً السلاح مع جنود آخرين. وتقول الشبكة إن النائب لم يكن معروفاً قبل رحلته إلى سوريا، التي تعهّد خلالها باستعداده للقتال من أجل بلد أسلافه إذا ما هاجمت الولايات المتحدة الأمة العربية.
وفي اتصال أجرته المحطة معه خلال زيارته إلى دمشق، وصف الزيبار الحكومة الأميركية بـ”المنافقة”. وأضاف، “لديها معايير مزدوجة عندما يتعلّق الأمر بالقاعدة، نحن بحاجة إلى التفكير في ذلك، وعلى العالم أن يبدأ نقاشاً حول الإرهاب الدولي”.
رده على الاتهامات
وتحدّى الزيبار على صفحته على موقع “تويتر”، الولايات المتحدة، قائلاً “أتحدى اتهام وزارة العدل الأميركية المخطئ بإرهاب المخدرات. فلتدفع نفقات تذكرة ذهابي وإيابي إلى هناك، ولتقدم اتهامها تحت وصاية الأمم المتحدة. إذا لم تفعل ذلك، فلتسبح بعارها”.
Le reitero al estado NARCOTERRORISTA de Los EEUU: Ustedes me lanzaron una piedra, ahora aguanten los METEORITOS.
RESPONDAN, no sean cobardes, los reto en su territorio, cara a cara, bajo la tutela y supervisión de la ONU, para que presenten sus infames calumnias ante el mundo.— Adel El Zabayar (@Zabayar) May 30, 2020
وتابع، “إنه شرف لي أن أثير غضب ألدّ أعداء فنزويلا وسوريا، أرض أجدادي، وهذا يعني أننا نقوم بعمل جيد. النصر لسوريا وفنزويلا”.
ظهوره على قناة “المنار”
وقد ظهر الزيبار في لقاءين تلفزيونيين على الأقل، على قناة “المنار” اللبنانية التابعة لـ”حزب الله”، بخاصة في عامي 2013 و2014. وأثارت تصريحاته للقناة المذكورة جدلاً واسعاً، إذ اعتبر فيها أنه “من أجل فهم ما يحدث اليوم في الشرق الأوسط وما حدث في العالم في الحربين العالميتين الأولى والثانية، يجب علينا فحص المؤامرة الصهيونية الأصلية، إذا نظرنا إلى من موّل هتلر قبل الحرب العالمية الثانية، سنجد أن الصهاينة هم المموّلون الأساسيون”. أيضاً “إذا درستَ تاريخ قتل اليهود في أوروبا، ستجد أن هتلر قتل هؤلاء اليهود الذين ينتمون إلى منظمات تقدمية”، بحسب تعبيره.
يُذكر أن فنزويلا لديها عدد كبير من السكان العرب الذين يتمتّعون بنفوذ كبير وسلطة سياسية، كطارق العيسمي، السوري اللبناني، الذي ورد اسمه على لوائح الإرهاب أيضاً.
نقلاً عن “اندبندنت عربية”