مجلس التعاون الخليجي يستنكر التهديدات الإيرانية للإمارات على خلفية إتفاق التطبيع مع إسرائيل
أعرب مجلس التعاون الخليجي عن استنكاره لتهديدات الرئيس الإيراني حسن روحاني وبعض المسؤولين الإيرانيين تجاه الإمارات العربية المتحدة، التي تحمل في طياتها تداعيات خطيرة على أمن واستقرار منطقة الخليج العربي وتتنافى مع الأعراف الدبلوماسية.
وطالب أمين عام مجلس التعاون الخليجي، نايف الحجرف، إيران بالالتزام بالأسس والمبادئ والمرتكزات الأساسية لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، المبنية على احترام سيادة الدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وحل الخلافات بالطرق السلمية وعدم استخدام القوة أو التهديد بها.
وأكد المجلس وقوف مجلس التعاون مع الإمارات ضد أي تهديدات تمس سيادتها وأمنها واستقرارها انطلاقا من مبدأ الدفاع المشترك، وأن أمن مجلس التعاون واستقراره كل لا يتجزأ.
ودعا الحجرف في الوقت نفسه إيران إلى الالتزام بسياسة حسن الجوار والكف عن لغه التهديد التي لا تخدم الأمن والاستقرار في المنطقه والعالم أجمع.
وكانت قد استدعت الخارجية الإماراتية القائم بالأعمال في سفارة إيران في أبوظبي، وسلمته مذكرة احتجاج على خلفية التهديدات الواردة في خطاب الرئيس الإيراني بشأن قرارات سيادية لدولة الإمارات.
وأكدت الخارجية الإماراتية، أن الخطاب الإيراني غير مقبول، كما أنه تحريضي ويحمل تداعيات خطيرة على الأمن و الاستقرار في الخليج العربي.
وبحسب وكالة الأنباء الإماراتية، فإن تهديدات روحاني تكررت على لسان وزارة الخارجية الإيرانية والحرس الثوري ومسؤولين إيرانيين آخرين.
ونبهت الخارجية الإماراتية إلى أن هذا الخطاب التحريضي الصادر عن السلطات الإيرانية يمثل تدخلا في الشؤون الداخلية، مضيفة أن أن العلاقات والاتفاقات والمعاهدات بين الدول تشكل مسألة سيادية.
وكان رئيس هيئة أركان الجيش الإيراني محمد باقري قد إنتقد بشدة الاتفاقية بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل لتطبيع العلاقات بينهما ووصفها بـ “كارثة كبرى”، حسب ما أفادت وكالة أنباء “فارس” الإيرانية.
وأضاف باقري “من غير المقبول لدولة عربية مسلمة كالإمارات أن تقيم علاقات سياسية واقتصادية مع نطام اعتدى على أولى القبلتين وشرد وقتل وسجن أبناء الشعب الفلسطيني”.
وحذر أيضا من أنه “إذا حصل شيء في منطقة الخليج يعرض الأمن القومي للجمهورية الإسلامية الإيرانية ، مهما كان ضئيلا، سنحمل الإمارات المسؤولية ولن نتسامح مع ذلك”.
وكان باقري يتحدث في اجتماع مع قادة القوات المسلحة ومسؤولي الإذاعة الوطنية، وقال إن “قرار الإمارات سيغير موقف الجمهورية الإسلامية وقواتها المسلحة تجاه هذا البلد”.
وقج أجلن مسؤولون إيرانيون بينهم الرئيس حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف الاتفاقية التي جرى التوصل إليها بين الإمارات وإسرائيل.
ذلك في وقت أعلن فيه وزير الدولة للشؤون الخارجية، أنور قرقاش بأن تطبيع بلاده العلاقات مع إسرائيل كان ضروريا لمنع الإسرائيليين من فرض السيادة على أجزاء من الضفة الغربية المحتلة.
وأضاف في تصريحات له “أن خطة الضم الإسرائيلية كانت ستقضي تماما على حل الدولتين للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني”.
ولكن إسرائيل تقول إنها لم توافق إلا على تأجيل خطتها، وليس وقفها نهائيا.
وأصبحت الإمارات، بفضل هذا الاتفاق الذي تم بوساطة أمريكية، أول دولة خليجية وثالث دولة عربية تقيم علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل، بعد مصر والأردن.
وحظي الاتفاق بترحيب وسط المجتمع الدولي، بينما قوبل بمعارضة من الفلسطينيين وإيران وتركيا. ويصفه معارضون بأنه “خيانة” للشعب الفلسطيني وقضيته.